نداء الاستغاثة
نداء الاستغاثة
الاستغاثة لغة: هي مصدر الفعل استغاث؛ أي طلب النَّجدة من شدَّة وقعت به لأجل غَوث يريده. وغَوَّثَ الرَّجل إذا قال: واغوثاهُ.
الاستغاثة اصطلاحاً: هي نداء من يُعِينُ على الخلاص من شِدَّة أو على دفْع مكروه، نحو: يا لَرِجالِ المجتمعِ للأخلاقِ المنهارةِ.
ولا بدَّ في الاستغاثة من وجود أركان لها حتَّى تتحقَّق.
أركان الاستغاثة
للاستغاثة ثلاثة أركان هي:
أ –أداة النِّداء والاستغاثة: ولا تُسْتَعْمَلُ إلا (يا)، ولا يجوز حذفها.
ب –المستغاث به: ويكون مجروراً بلام مفتوحة، ويتعلَّق الجارُّ والمجرور بفعل الاستغاثة المحذوف أو بـ (يا) الَّتي قامت مقامه، نحو قول الشَّاعر:[1]
يَا لَقَومِي وَيَا لَأَمْثَالِ قَومِي … لِأُنَاسٍ عُتُوُّهُمْ فِي ازْدِيَادِ[2]
وتُكْسَرُ هذه اللَّام إنْ عُطِفَ على المستغاث به دون إعادة (يا)، نحو: يا لَلأبطالِ ولِأصحاب النَّخوة للوطن السَّليب.
وكذلك تُكسر هذه اللَّام إن كان المستغاث به ياء المتكلَّم، نحو: يا لِي لِمَنْ قَصَدَنِي.
وقد تُحْذَفُ لامُ المستغاثِ به؛ فيكثر حينئذ أن يختم بألف الاستغاثة في آخره، كقول الشَّاعر: [3]
يَا يَزِيدَا لِآمِلٍ نَيْلَ عِزٍّ … وَغِنىً بَعْدَ فَاقَةٍ وَهَوَانِ [4]
يزيدا: منادى مستغاث به، مفرد علم، مبنيٌّ على الضَّمِّ المقدَّر على آخره، منع من ظهوره اشتغال محلِّه بالفتح المناسب للألف، في محلِّ نصب على النِّداء، والألف عوض عن لام الاستغاثة.
ج –المستغاث له أو من أجله: ويكون مجروراً بلام مكسورة، نحو: يا لَكِرامِ النُّفوسِ للضَّعيفِ.
وهنا يَتعلَّق الجارُّ والمجرور بالفعل المحذوف أو بـ (يا)، وتُفتح هذه اللَّام إن كان المستغاث له ضميراً غير ياء المتكلم، نحو: يا لَأَحرارِ العالم لَنَا أو لَكُمْ.
ويُجَرُّ المستغاث له بـ (من) إن كانت الاستغاثة منه لا من أجله، كقولنا: يا لَلضَّميرِ العالميِّ من غدر الصَّهاينة، يا لَلَّهِ مِنْ تفشِّي الجريمةِ.
وقد ينادى المتعجب منه كما ينادى المستغاث به، وتنطبق عليه أحكامه التي مرت، فنقول: يا لَرَوعَةِ النَّصرِ بعدَ الكفاحِ، يا لَجَمَالِ الرَّبيعِ، يا عَجبَا لِزيدٍ.
[1] البيت بلا نسبة لقائل، وقد ورد في شرح الأشموني: 3/ 164، وشرح التَّصريح: 1/ 181.
[2] موضع الشَّاهد: يا لقومي ويا لأمثال قومي. وجه الاستشهاد: جُرَّ المستغاث به، والجارَّ والمجرور متعلِّقان بفعل الاستغاثة أو بـ (يا) النَّائبة عنه.
[3] البيت بلا نسبة لقائل، وقد ورد في شرح التَّصريح: 2/ 181، وفي شرح شواهد مغني اللَّبيب: 267.
[4] موضع الشَّاهد: يا يزيدا. وجه الاستشهاد: حُذِفت لام المستغاث به واختتم بألف الاستغاثة في آخره، وهو كثير في لغة العرب.