الإملاء

متى نكتب ألا ومتى نكتب أن لا؟

وصلُ ألَّا

-تُوصلُ (لا) النَّافيةُ بأنْ النَّاصبةِ للفعلِ المضارعِ، كَمَا في قولِهِ تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}، {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ}.

ولا فرقَ بينَ أنْ تسبقَهَا لامُ التَّعليلِ الجارَّةِ أو لا تسبقَهَا، وهذا مذهبُ الجمهورِ.

وعلَّةُ حذفِ النُّونِ شدَّةُ اتِّصالِهَا بالفعلِ، بحيثُ لا يجوزُ أنْ يَفصلَ بينَهَا وبينَهُ فاصلٌ.

وذهبَ أبو حيَّانٍ وآخرونَ إلى وجوبِ الفصلِ.

-تُوصلُ (لا) النَّاهيةُ بأنْ النَّاصبةِ أوِ المفسِّرَةِ أوِ المخفَّفةِ مِنَ الثَّقيلةِ، كقولِهِ تعالى: {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ}.

وهذهِ الآيةُ دليلٌ عندَ ابنِ هشامٍ على أنَّ (أنْ) المفسِّرةَ والمخفَّفةَ توصلانِ بلا، قالَ ابنُ هشامٍ: ليسَ مِنْ أقسامِ (ألَّا) الَّتي في قولِهِ تعالى: {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ} بلْ هذهِ كلمتانِ: أنْ النَّاصبةُ أوِ المفسِّرةُ أوِ المخفَّفةُ مِنَ الثَّقيلةِ ولا النَّاهيةُ.

فصلُ أن لا

-تُفصلُ أنْ المخفَّفةُ مِنَ الثَّقيلةِ الواقعةُ بعدَ فعلِ اليقينِ أو ما نُزِّلَ منزلَتَهُ عنْ لا النَّافيةِ، نحوُ:

أشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ.

وكقولِهِ تعالى: {وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ}، {وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

وسببُ الفصلِ وجودُ ضميرِ الشَّأنِ المحذوفِ بعدَ أنْ وهوَ الهاءُ، والتَّقديرُ: أنَّهُ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ.

-تُفصلُ أنْ التَّفسيريَّةُ عنْ لا النَّافيةِ، وأنْ هيَ الَّتي تكونُ بمنزلةِ (أي)، وتكونُ مسبوقةً بجملةِ فيهَا معنى القولِ دونَ حروفِهِ، والَّتي تقعُ بعدَ جملةٍ لا مفردٍ، نحوُ:

أشرتُ إليهِ أنْ لا تفعلُ هذا الفعلَ.

أومأْتُ إليهِ أنْ لا يقبلُ القسمةَ.

…………

المصادرُ والمراجعُ:

١ -أصول الإملاء لعبد اللطيف محمد الخطيب: ٩٥، ١٠١.

٢ -الإملاء العربي لأحمد قبش: ٩٠ -٩٣.

٣ -قواعد الإملاء لعبد السلام هارون: ٦١.

٤ -مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام: ١/ ٣١.

٥ -الموسوعة الغراء في تعلم قواعد الإملاء: ١١٩ -١٢١.

٦ -همع الهوامع للسيوطي: ٦/ ٣٢٢.

٧ -نتيجة الإملاء وقواعد الترقيم لمصطفى عناني: ٤١.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى