الصرف

الميزان الصرفي وأحكامه، وطريقة وزن الكلمة

نظر علماء اللغة في مفردات لغتنا العربية؛ فوجدوا أن أكثر أصولها ثلاثية، ولذلك اتخذوا مادة ثلاثية الأصول توزن بها المفردات لبيان ما اعتراها وما أصابها من تبدل في بنائها كالحذف والزيادة والقلب، وهذه المادة هي (فعل) وأسموها الميزان الصرفي.

ولما حللوا الكلمة العربية الثلاثية؛ سموا الحرف الأول (فاء الكلمة)، والحرف الثاني (عين الكلمة)، والحرف الثالث (لام الكلمة)، ثم ضبطوا مادة (فعل) وفاقاً لحالات الكلمة الموزونة، مثال: (عَلِمَ) على وزن (فَعِلَ)، و(كَرُمَ) على وزن (فَعُلَ)، و(سَأَلَ) على وزن (فَعَلَ).

تعريف الميزان الصرفي

هو مقياس مُوَحَّدٌ من الحروف، يَعْرِفُ به علماءُ الصرف عددَ حروف الكلمة، وترتيبَ تلك الحروف، وما فيها من أصول وزوائد، وحركات وسكنات.

ما سبب اختيار (فعل) للميزان الصرفي

رأى العلماء أن العلة في اختيار (فعل) ميزاناً لألفاظ اللغة العربية هي عمومه وشموله كلَّ فعل في اللغة، علاجاً كان أو غير علاج، غريزة كان أم غير غريزة، فهو أعم ما يُعَبَّرُ به عن الأفعال؛ فلذلك وزنوا به ليكون التعبير صحيحاً.

ويرى الثمانيني أنهم اختاروا هذه الحروف الثلاثة لوزن أصل الفعل؛ لأنهم لم يمكن أن يجمعوا الحروف كلها؛ فاختاروا لها ثلاثة أحرف من ثلاث مراتب: حرف من الشفة، وحرف من الفم، وحرف من الحلق، فاختاروا الفاء؛ لأنها من أطراف الأسنان العليا وباطن الشفة السفلى، واختاروا العين من حروف الحلق، واللام من حروف الفم، فتم لهم الوزن بهذه الحروف الثلاثة، ونابت عن جميع حروف المعجم.

وأما الرضي الإستراباذي فقد رأى أن تركيب (فعل) مشترك بين جميع الأسماء والأفعال والأسماء المتصلة بها؛ إذ الضرب فعل، والقتل والنوم والأكل، فجعلوا ما تشترك الأفعال المتصلة بها في هيئته اللفظية مما تشترك أيضاً في معناه.

ومما تقدم نرى أن اختيار العلماء لـ (فعل) ميزاناً للصرف إنما كان لأنه أعم الأحداث؛ إذ يُصَدِّقُ على كل حدث أنه فِعْل.

ما فائدة وزن الكلمة؟

أراد العلماء من وضع هذا الميزان الاستعانةَ به لمعرفة مجموعة من الظواهر في أحوال هذه الكلمات، وهي تقع في ثمانية:

١ –الحركات.           ٢ –السكنات.

٣ –الأصول.          ٤ –الزوائد.

٥ –التقدم.            ٦ –التأخير.

٧ – ٨ –الحذف وعدمه.

قال أبو حيان: «فإن قلت ما فائدة وزن الكلمة بالفعل؟ قلت: فائدته التوصل إلى معرفة الزائد من الأصلي على سبيل الاختصار؛ فإن قولك: وزن كلمة (استخراج) هو (استفعال) أسهل من أن تقول: الألف والسين والتاء في (استخراج) حروف زوائد».

طريقة وزن الكلمة

يمكن توضيح الطريقة التي يجب اتباعها في وزن الكلمة من خلال النقاط الآتية:

١ –إذا كانت الكلمة على ثلاثة أحرف تُوزَن بمقابلها في الميزان، وتُضْبَط حروف الميزان ضبطَ حروف الكلمة نفسها، نحو: (قَرَأَ) على وزن (فَعَلَ).

٢ –إذا كانت حروف الكلمة على أربعة أحرف في أصل وضعها اللغوي كررنا اللام على آخر (فعل)، ومن ذلك: (دِرْهَمٌ) على وزن (فِعْلَلٌ)، و(بُلْبُلٌ) على وزن (فُعْلُلٌ)، و(دَحْرَجَ) على وزن (فَعْلَلَ).

 ٣ –إذا كانت الكلمة على خمسة أحرف في أصل وضعها اللغوي نزيد لامين على آخر (فعل)، ومن ذلك: كلمة (سَفَرْجَل) حروفها الخمسة أصلية؛ لأن حذف أي واحد منها يؤدي إلى اختلال المعنى؛ لذلك يكون وزنها (فَعَلَّل).

ومثلها كلمة (فرزدق) ومعناها قِطَعُ العجين واحدتها فرزدقة، وهو لقب شاعر أموي مشهور واسمه هَمَّام، فوزن فرزدق (فَعَلَّل)، و(جَحْمَرِشٌ) وهي المرأة العجوز، يكون وزن الكلمة (فَعْلَلِلٌ).

٤ –إذا كانت الزيادة التي تلحق الكلمة ناتجة عن تكرار أحد حروفها الأصلية؛ فإننا نكرر ما يقابلها في الميزان، نحو: (قَطَّعَ) وزنها (فَعَّلَ)، و(عُلِّمَ =فُعِّلَ) و(عُتُلٌّ =فُعُلٌّ)، و(صَمَحْمَحٌ =فَعَلْعَلٌ)، و(مَرْمَرِيسٌ =فَعْفَعِيلٌ) و(قَمْطَرِيرٌ = فَعْلَلِيلٌ).

ومعنى العُتُلِّ: الشديد من كل شيء والرجل الجاف الغليظ، ومعنى الصمحمح: الشديد القوي، ومعنى المرمريس: الأملس الصلب، أو الداهية الشديد، ومعنى القمطرير: الشديد.

٥ –ثمة زيادة تلحق الكلمة عن طريق وجود حرف من حروف الزيادة، وتلك الحروف الزائدة تجمعها عبارة (سألتمونيها) أو (أمان وتسهيل).

وحين وزن الكلمة نعمد إلى مقابلة الأصول بحروف (فعل) مع وضع الحروف الزائدة في الميزان؛ أي: يُعَبَّرُ عن الزائد بلفظه.

ومن ذلك الفعل (استخرج) حروفه الأصلية (خرج) وزيدت عليها الألف والسين والتاء؛ لذلك حين وزن الفعل تُكَرَّرُ تلك الحروف دون تغيير؛ فتصير (استخرج) على وزن (استفعل).

ومن الأمثلة على هذا:

(أشرف =أفعل)، (صابر =فاعل)، (معلوم = مفعول)، (عطشان = فعلان)، (انطلق = انفعل)، (نجتمع = نفتعل)، (يستفهم = يستفعل).

ملحوظة: ما يلحق الكلمةَ من تعريف أو تأنيث أو توكيد أو إضافة أو تثنية أو جمع أو نسبة يُعَبَّرُ عنه بلفظه في الميزان، نحو: (القلم =الفعل)، (طالبة =فاعلة)، (سألت =فعلت)، (ليسجنن =ليفعلن)، (بيتنا =فعلنا)، (دمشقي =فعلي)، (طالبت =فاعلات)، (مدرسون =مفعلون).

٦ –يتصل بالزيادة التضعيف مع وجود بعض أحرف الزيادة؛ لذلك يُضَعَّفُ في الميزان الحرفُ الذي يقابل الحرفَ المضعَّف في الموزون، وتزاد في الميزان الحروف الزائدة دون تضعيف؛ فالفعل (تعلَّم) فيه نوعان من الزيادة: التاء وتضعيف اللام (عين الكلمة) وهذان يقابَلان في الميزان؛ أي: (تَعَلَّمَ) على وزن (تَفَعَّلَ).

أحكام الميزان الصرفي

١ –الميزان الصرفي والحذف

إذا أصاب الحذفُ بعضَ حروف الكلمة حُذِفَ ما يقابلها في الميزان، والحذف يغلب أن يكون في أحرف العلة، وقلما يكون في غيرها، قال أبو حيان: القلب والحذف والنقل إنما يكون باطراد في حروف العلة.

وإليك بعض الصور من الحذف مع مقابلتها بالميزان.

أ –حذف فاء الكلمة: تحذف فاء الفعل المعتل المثال ويحذف من الميزان ما يقابلها في الحالات الآتية:

-(وعد وزنه فعل)، ومضارعه (يَعِدُ وزنه يَعِلُ)، هنا حذفنا فاء الفعل، وحذفنا من الميزان ما يقابلها.

وكذلك في بقية صور المضارع (أَعِدُ وزنه أَعِلُ)، (نَعِدُ: نَعِلُ)، (تَعِدُ: تَعِلُ).

-ومثله في فعل الأمر: (عِدْ وزنه عِلْ)، حذفنا حرف المضارعة، ثم فاء الفعل قياساً على الحذف الحاصل في المضارع.

وكذلك المصدر من الفعل (وعد) له بعض الصيغ، منها: (عِدَةٌ) بحذف الواو وهي فاء الكلمة، لذلك وزنه الصرفي هو (عِلَةٌ).

ومثله (وهب) مصدره (هبة) ووزنه الصرفي (عِلَة).

ب –حذف عين الكلمة: ومثاله (قُلْتُ: قُلْ)، (بِعْتُ: بِعْ).

والأصل (قال)، وهو فعل أجوف، فلما اتصل به ضمير الفاعل سُكِّنَ ما قبله؛ فصار (قالْتُ)، فلما اجتمع ساكنان سقط حرف العلة وتبعه حذف ما يقابله في الميزان: فصارت (قُلْتُ) على وزن (فُلْتُ).

أما فعل الأمر (قُلْ) فأصله (قُوْلْ)، اجتمع فيه ساكنان هما: حرف العلة وسكون اللام، فحُذِفَ حرف العلة، فصار (قُلْ) على وزن (فُلْ).

وما جرى في هذا الفعل ينطبق على الأفعال (بِعْتُ، بِعْ)، وكذا الأمر في كل فعل أجوف.

ج –حذف لام الكلمة: ومثال ذلك: (رَمَى، رَمَتْ رَمَتَا).

فقد حُذِفَتِ الألف التي هي لام الكلمة من الفعل (رمت)؛ لالتقاء الساكنين وهما: ألف الفعل وتاء التأنيث.

ومثله: (رمتا)، حيث حذفت الألف وإن كانت تاء التأنيث مفتوحة؛ وذلك مراعاة للأصل، فهي ساكنة، ولكن الفتح وقع مراعاة لألف الاثنين.

الأفعال: رَمَى —- رَمَاتْ —- رَمَتْ.

الوزن:  فَعَلَ —- فَعَلْتْ —-  فَعَتْ.

ومن ذلك صورة الأمر والمضارع على النحو الآتي:

الفعل: يقضي —-  لم يقضِ —- اقضِ —- يقضون.

الوزن: يفعل —-    يَفْعِ        —- افعِ    —- يفعون.

وإليك قائمة ببعض الأفعال الماضية، والأمر منها، والوزن الصرفي لكل فعل منها في حالة الأمر.

(قضى =فعل)، (اقضِ =افعِ).

(رمى =فعل)، (ارمِ = افعِ).

(دعا =فعل)، (ادعُ =افعُ).

(سعى =فعل)، (اسعَ =افعَ).

ومما وقع فيه الحذف من لام الكلمة (الاسم المنقوص) إذا كان نكرة في حالتي الرفع والجر، نحو:

جاء قاضٍ ومررت بقاضٍ.

والأصل: قاضي، فلما نُوِّنَ التقى ساكنان هما: الياء وسكون التنوين، فسقطت الياء، ووزن (قاضٍ: فاعٍ) بحذف اللام من الميزان.

أما كلمة (القاضي) فوزنها الصرفي (الفاعل).

حذف حرفين من الكلمة

أ –حذف الفاء واللام: ويقع هذا الحذف في كل فعل فاؤه ولامه حرفا علة؛ أي اللفيف المفروق، مثل:

(وقى، وعى، وفى)؛ يصبح الفعل على حرف واحد، لذلك نلحقه بهاء السكت، كما يأتي:

وقى: فعل الأمر منه (قِ) وزنها (عِ) نلحق بها هاء السكت فتصير (قِهْ) على وزن (عه).

وعي = عِ = عِه.

وفى = فِ = فِه.

وللهاء هنا فائدة صوتية للسكوت عليها، ولكنها تسقط عند الوصل، نحو: عِ الأمرَ.

ب –حذف العين واللام: وذلك في الفعل (رأى)، إذا أَخَذْتَ منه المضارع المجزوم، فتقول: (لم يَرَ).

فالهمزة حذفت للتخفيف من الفعل (يرأى).

وحرف العلة محذوف بسبب الجزم.

فيكون وزن الفعل (يَفَ).

أما فعل الأمر منه فيبقى على حرف واحد وهو (رَ)، وتضيف إليه هاء السكت في الوقف لتقويته بعد أن أنهكه الحذف، فيصير (رَهْ) على وزن (فَهْ).

وهذه قائمة ببعض الكلمات التي أصابها حذف مع بيان الوزن الصرفي لكل كلمة منها:

-يَدٌ      —-    فَعٌ (أصلها (يَدْيٌ).

-سنة   —-   فَعَةٌ (أصلها سَنَوٌ أو سَنَهٌ).

-نَمْ     —-   فَلْ (الأمر من الفعل نَامَ).

٢ –الميزان الصرفي والقلب المكاني

معنى القلب المكاني أن يتغير موقع الحرف أو الحرفين في الكلمة، بنقلهما من مكان إلى آخر، وهذا القلب بابه السماع، يُحْفَظُ ما ورد منه عن المتقدمين ولا يقاس عليه.

قال الرضي: يُعْنَى بالقلب تقديم بعض حروف الكلمة على بعض، وأكثر ما يتفق في المعتل والمهموز، وقد جاء في غيرهما قليلاً.

ما فائدة القلب المكاني؟

قال أبو حيان: فائدة هذا الباب الاتساع في الكلام والاضطرار إليه في بعض المواضع.

ومن أمثلة هذا الباب:

ما وزن يئس، وما وزن أيس؟

-يَئِسَ: أَيسَ: والأصل هو الفعل (يئس) ووزنه: فَعِلَ.

والدليل على أن هذا هو الأصل المصدر، وهو اليأس.

أما (أيس) فهو مقلوب منه، حيث نُقِلَت الهمزة التي كانت عيناً إلى ما قبل فاء الكلمة، فصار الوزن: عَفِلَ.

يئس (فعل) —- أيس (عفل).

ما وزن اضمحل، وما وزن امضحل؟

-اضْمَحَلَّ (افعللَّ) —- امْضَحَلَّ (اعْفَلَلَّ).

-أَنَى (فعل) —- آن (فَلَعَ).

-جَاهَ: أصله (وَجَهَ على وزن فعل): نُقِلَتِ الواو إلى وسط الكلمة فصار (جَوَهَ على وزن عَفَلَ).

         والواو متحركة وما قبلها مفتوح، فَأُعِلَّتْ إلى ألف، فصار الفعل (جاه) ووزنه (عفل).

-شَأْمَلَ (فلعل) وهو مقلوب شَمْأَلَ (فعلل).

ما وزن الحادي؟

-حادي (عالف) وهو مقلوب من واحد (فاعل).

وقد مر هذا القلب بالخطوات الآتية:

١ –نقلت الواو إلى آخر اللفظ فصارت اللفظ (احدو) على وزن (اعلف).

٢ –ثم نقلت الألف إلى ما بعد الحاء، فصار اللفظ (حادو)، ثم قلبت الواو إلى ياء؛ لأن ما قبلها مكسور، فصار الوزن (عالف).

ما وزن قسي؟

-قِسِيٌّ: مقلوب قُوُوس، وهو جمع قوس.

جرى فيه ما يلي:

المفرد: (قوس: فعل)، والجمع (قووس: فعول).

١ –قدمت السين إلى وسط الكلمة، فصار (قُسُوُو)، وجرى مثله في الميزان؛ فقدمت اللام، فصار الوزن (فلوع).

٢ –اجتمع في اللفظ واوان، فقلبت الواو الثانية ياءً لوقوعها طرفاً في الكلمة، فصارت (قُسُوْي)، ولم يتغير الوزن.

٣ –اجتمعت واو وياء، وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياء وأدغمت بالياء، فصارت: (قُسِيّ).

٤ –كُسِرَت القاف بمناسبة الكسرة بعدها، فصارت (قِسِيٌّ). والوزن (فِلوع).

ما وزن آبار؟

آبار هي مقلوب من (أبآر: أفعال) جمع (بئر)، وقد جرى فيها ما يلي:

١ –نقلت الهمزة من وسط جمع التكسير على ما بعد الهمزة الأولى، فصارت: أأبار.

٢ –ثم استُعيض عن الهمزتين بمدة (آبار)، ونقل في الميزان ما يقابله فصارت آبار على وزن أعفال.

ومثل هذا اللفظ كلمة (آرام)، حصل بها ما حصل في آبار.

ما وزن كلمة أينق؟

أينق من (أنوق: أفعل) جمع ناقة.

١ –نقلت الواو إلى ما قبل النون فصارت (أونق)، ومثله الوزن (أعفل).

٢ –ثم أبدلت الواو ياء، فصارت (أَيْنُق) ولم يتغير الوزن أي هو (أعفل).

ما وزن كلمة طاغوت؟

طاغوت مأخوذ من الفعل (طغى) على وزن (فعل)، وأصله (طَغَيُوت) على وزن (فَعَلُوت)، ثم قدمت اللام إلى موضع العين، فصار (طَيَغُوت) على وزن (فَلَعُوت).

وأُعِلَّتِ الياء فقلبت ألفاً، فصار (طاغوت) على وزن (فلعوت).

ومن قال: أصله (طغو) فقد أُعِلَّ حرف الواو، فصار (طاغوت) والوزن لم يتغير بعد الإعلال، فهو (فلعوت).

ما وزن كلمة أشياء؟

أشياء جمع شيء.

١ –وزن هذه الكلمة عند الخليل وسيبويه (لَفْعَاء)؛ لأنها مقلوبة من (شَيْئَاء)، ووزنها (فَعْلَاء).

وحصل القلب في اللفظ والميزان بنقل اللام إلى ما قبل الفاء كما يلي:

شيئاء (فعلاء) صارت أشياء (لفعاء).

حيث قُدِّمَتِ اللام على الفاء، أي: صارت الهمزة التي في آخر الأصل قبل الشين، والهمزة الباقية زائدة على الأصل التي في آخر الأصل قبل الشين، والهمزة الباقية زائدة على الأصل، وفعلنا في الميزان ما فعلناه في الكلمة، فقدمت اللام إلى ما قبل الفاء، فصار (لفعاء)، وزيدت الهمزة الأخيرة على الميزان كما زيدت على اللفظ الموزون.

٢ –ومذهب الكسائي أن (أشياء) على وزن (أفعال)، فهي عنده جمع (شيء)، مثل: ضَرْب وأضراب، وحِمْل وأحمال.

٣ –ومذهب الفراء والأخفش أن وزن أشياء (أفعلاء)؛ لأن أصله عندهما (أَشْيِئَاء)، وحذفت الهمزة التي هي لام الكلمة في (شيء) وأصله عندهما (شَيِّئ) مثل (بَيِّن وأَبْيِنَاء). وضعف الرضي الإستراباذي هذا الوجه.

وأفضل المذاهب هو مذهب الخليل وسيبويه وأسهلها مذهب الكسائي.

كيف يمكننا أن نعرف القلب المكاني؟

يُعْرَفُ القلب المكاني في اللفظ بمجموعة أمور هي:

١ –بأن نعرف الأصل، وهذا يكون عن طريق مصدر الكلمة، مثل الفعل (ناء) مصدره (النأي).

٢ –بأمثله اشتقاقه: بمعنى أننا نعرفه عن طريق الكلمات المشتقة مما اشتق منه المقلوب، مثل: الحادي، مشتق من الواحد، وهو بدوره مشتق من الوحدة.

٣ –بالصحة والاشتقاق معاً، مثل الفعل (أيس) إذ صحت الياء، وهذا يدل على أنها فاء للكلمة، ولو كانت عيناً لأُعِلَّت، وبالمصدر (اليأس).

٤ –بقلة استعمال الكلمتين: فكثرة استعمال الكلمة الأخرى المناسبة لها لفظاً ومعنى، لا تدل على كون قليلة الاستعمال مقلوبة، نحو: جذب وجبذ.

٥ –إن كانت الكلمة جمعاً فإننا نعرفها بردها إلى المفرد، مثل كلمة (قِسِيّ وقَوس).

زر الذهاب إلى الأعلى