كيفية بناء اسم المفعول

ما تعريف اسم المفعول، وما شروط صياغة اسم المفعول، وما الطريقة الصحيحة لبناء اسم المفعول من الفعل الصحيح والفعل المعتل، وما اسم المفعول من احتل؟ وما الذي ينوب عن اسم المفعول؟

كل ذلك سنجيب عنه في هذه المحاضرة.

تعريفُ اسمِ المفعولِ

هوَ صيغةٌ صرفيَّةٌ تشتقُّ للدَّلالةِ على حدثٍ طارئٍ وعلى مَنِ اتَّصفَ بهذا الحدثِ على سبيلِ المفعوليَّةِ.

أو هوَ صفةٌ تشتقُّ مِنَ الفعلِ المضارعِ المبنيِّ للمجهولِ للدَّلالةِ على مَنْ وقعَ عليهِ الفعلُ على وجهِ الحدوثِ.

فإنْ كانَ على وجهِ الدَّوامِ والثُّبوتِ كانَ صفةً مشبَّهةً، مثلُ: ممدوحُ الخلقِ ومحمودُ السِّيرةِ.

شروطُ صياغةِ اسمِ المفعولِ

أنْ يكونَ الفعلُ مبنيّاً للمجهولِ، مضارعاً، متصرِّفاً.

كمَا يُصاغُ مِنَ الفعلِ المتعدِّي واللَّازمِ، لكنْ إنْ كانَ الفعلُ لازماً فلا بدَّ مِنْ إلحاقِ حرفِ الجرِّ بِهِ، نحوُ: اقتربَ –مُقْتَرَبٌ مِنْهُ.

طريقةُ بناءِ اسمِ المفعولِ

أوَّلاً: بناءُ اسمِ المفعولِ مِنَ الفعلِ الصَّحيحِ:

-يُبنى مِنَ الثُّلاثيِّ المجرَّدِ على وزنِ مفعولٍ، نحوُ: نصرَ منصورٌ، كتبَ مكتوبٌ، أكلَ مأكولٌ، مرَ مَمْرورٌ بِهِ، غفرَ مغفورٌ لَهُ.

والطَّريقةُ مفصَّلةً كالتَّالي:

١ -نأتي بالفعلِ المضارعِ المبنيِّ للمجهولِ، نحوُ: كتبَ يُكْتَبُ.

٢ –نحذفُ حرفَ المضارعةِ ونُبْدِلُهُ ميماً.

3 –نزيدُ ضمَّةً بينَ عينِ الفعلِ ولامِهِ، فتصيرُ كتبَ: مَكْتُوبٌ.

-يُبنى مِنْ غيرِ الثُّلاثيِّ على لفظِ مضارعِهِ المبنيِّ للمجهولِ بإبدالِ حرفِ المضارعةِ ميماً مضمومةً، نحوُ: عَظَّمَ مُعَظَّمٌ، احترمَ مُحْتَرَمٌ، انطلقَ مُنْطَلَقٌ بِهِ أو إليهِ.

والطَّريقةُ مفصلةً كمَا يلي:

١ –نأتي بالمضارعِ مبنيّاً للمجهولِ، نحوُ: احترمَ، يُحْتَرَمُ.

٢ –نحذفُ حرفَ المضارعةِ ونضعَ بدلاً منْهُ ميماً مضمومةً، ونفتحُ عينَ الفعلِ، فتصيرُ: مُحْتَرَمٌ.

هذا إنْ كانَ الفعلُ صحيحاً أي غيرَ ناقصٍ ولا أجوفَ.

أوَّلاً: بناءُ اسمِ المفعولِ مِنَ الفعلِ المعتلِّ:

أ –المعتلُّ العينِ:

إذا كانَ اسمُ المفعولِ مشتقّاً مِنْ فعلٍ أجوفَ حُذِفَتْ عينُهُ، ثُمَّ إنْ كانَتْ عينُهُ واواً نُقِلَتْ حركتُهَا إلى ما قبلَهَا، وإنْ كانَتْ ياءً حُذِفَتْ حركتُهَا وكُسِرَ ما قبلَهَا؛ وذلِكَ لتصحَّ الياءُ، إذْ لو لمْ يُكْسَرْ ما قبلَهَا لوَجَبَ قلبُهَا واواً لوقوعِهَا ساكنةً بعدَ حرفٍ مضمومٍ.

مثالٌ: باعَ يبيعُ مَبِيعٌ، وقالَ يقولُ مَقُولٌ، وأصلُهُمَا: مَبْيُوعٌ وَمَقْوُولٌ.

فهنَا نقلْنَا حركةَ الياءِ أوِ الواوِ إلى الحرفِ الصَّحيحِ السَّاكنِ قبلَهُمَا ثُمَّ كسرْنَا ما قبلَ الياءِ لتسلمَ مِنْ قلبِهَا واواً، وحذفْنَا أحدَ السَّاكنينِ على خلافٍ بينَ العلماءِ في تعيينِ الحرفِ المحذوفِ أهوَ عينُ الكلمةِ أمْ واوُ صيغةِ مفعولٍ.

فسيبويهِ يرى أنَّ الَّذي يُحذفُ هوَ واوُ مفعولٍ (مَفُعْلٌ).

أمَّا الأخفشُ فيرى أنَّ المحذوفَ هوَ عينُ الكلمةِ واواً أو ياءَ فيَبقى الوزنُ (مَفُولٌ)؛ لأنَّ واوَ مفعولٍ جاءَتْ لمعنىً محدَّدٍ والقياسُ إبقاؤُهَا.

باعَ –يبيعُ –يُباعُ، مَبْيُوعٌ –مَبِيعٌ على وزنِ مَفِيلٌ.

قالَ –يقولُ –مَقْوُولٌ –مَقُولٌ على وزنِ مَفَعْلٌ.

ففي المثالِ الأخيرِ حصلَ إعلالٌ بنقلِ ضمَّةِ الواوِ على السَّاكنِ قبلَهَا فالتقى ساكنانِ، فحُذِفَتْ عينُ الكلمةِ، وهيَ الواوُ الأولى فصارَتْ مَقُولٌ.

ب –المعتلُّ اللَّامِ (النَّاقصُ):

-إذا أردْنَا بناءَ مفعولٍ ممَّا آخرُ ماضيهِ ياءٌ أو ألفٌ أصلُهَا ياءٌ، مثلُ: قَوِيَ، ورَضِيَ، ونَهَى، ورَمَى، نقلبُ واوَهُ ياءً ونكسرُ ما قبلَهُمَا ثُمَّ ندغمُهَا في الياءِ الَّتي بعدَهَا، فنقولُ: مَقْوِيٌّ عليهِ، ومَرْضِيٌّ عنهُ، ومَنْهِيٌّ عنْهُ، ومَرْمِيٌّ.

والأصلُ: مَقْوُوي ومَرْضُوي أو مَرْضُوْوٌ ومَنْهُوي ومَرْمُوي، ولمَّا اجتمعَتِ الواوُ والياءُ وكانَتِ الأولى ساكنةً قُلِبَتِ الواوُ ياءً وكُسِرَ ما قبلَهَا وأُدغمَتْ في الياءِ الثَّانيةِ.

أيضاً: هَدَى يَهْدِي، يُهْدَى، مَهْدُوْيٌ، التقَتِ الواوُ السَّاكنةُ وبعدَهَا ياءٌ فقُلِبَتْ ياءً فصارَتْ لدينَا ياءانِ أُولاهُمَا ساكنةٌ والثَّانيةُ متحرِّكةٌ، فأُدغمَتِ الأولى في الثَّانيةِ، وأُبْدِلَتِ الضَّمَّةُ كسرةً، فأصبحَتْ صيغةُ الكلمةِ مَهْدِيٌّ على وزنِ مفعولٍ.

-إذا أردْنَا بناءَهُ ممَّا آخرُ ماضيهِ ألفٌ أصلُهَا واوٌ، مثلُ: غزا يَغزو، ودعا يَدعو، أدغمْنَا واوَ المفعولِ في لامِ الفعلِ فقلْنَا: مَغْزُوٌّ وَمَدْعُوٌّ.

أصلُهُمَا: مَغْزُوُو، ومَدْعُوُو، اجتمعَ المثلانِ والأوَّلُ منْهُمَا ساكنٌ فأدغمْنَاهُ في الثَّاني.

ما اسمُ الفاعلِ والمفعولِ مِنِ احتلَّ؟

اعلمْ أنَّهُ توجدُ ألفاظٌ تكونُ بلفظٍ واحدٍ لاسمي الفاعلِ والمفعولِ، مثلُ: مُحتاجٌ، ومُحْتَارٌ، ومُعْتَدٌّ، ومُحْتَلٌّ، ويكونُ التَّفريقُ بينَهُمَا بالقرينةِ.

الأصلُ فيهَا إذا كانَتْ اسمَ فاعلٍ: مُحْتَوِجٌ ومُخْتَيِرٌ ومُعْتَدِدٌ ومُحْتَلِلٌ بكسرِ ما قبلَ الآخرِ، وإنْ كانَتْ اسمَ مفعولٍ مُحْتَوَجٌ ومُخْتَيَرٌ ومُعْتَدَدٌ ومُحْتَلَلٌ بفتحِ ما قبلَ الآخرِ.

فهنَا الأفعالُ منْهَا فوقَ الثُّلاثيَّةِ وقبلَ آخرِهَا ألفٌ منقلبةٌ عنْ أصلٍ أو مضعَّفةٌ، احتالَ، اختارَ، اعتدَّ، احتلَّ، عندَهَا يكونُ فتحُ ما قبلَ الآخرِ مقدَّراً لا يَظهرُ.

وتُقْلَبُ الواوُ المتحرِّكةُ في مُحْتَوجٍ ألفاً.

أمَّا في احتلَّ: فقدْ حذفْنَا فتحةَ اللَّامِ الأولى، ثُمَّ أدغمْنَا اللَّامينَ ببعضِهِمَا.

ما ينوبُ عنْ اسمِ المفعولِ

ينوبُ عنْ اسمِ المفعولِ في الدَّلالةِ على معناهُ ستَّةُ أوزانٍ:

١ –فعيلٌ بمعنى مفعولٍ، مثلُ: قتيلٍ، وذبيحٍ، وكحيلٍ، وحبيبٍ، بمعنى: مقتولٍ، ومذبوحٍ، ومحكولٍ، ومحبوبٍ. وهوَ وزنٌ يستوي فيهِ المذكَّرُ والمؤنَّثُ فتقولُ: رجلٌ جريحٌ وامرأةٌ جريحٌ.

فإنْ لمْ يُعْلَمِ الموصوفُ وجبَ التَّذكيرُ معَ المذكَّرِ والتَّأنيثُ معَ المؤنَّثِ، فيُقالُ: عالجْتُ جريحاً وجريحةً.

٢ –فِعْلٌ، نحوُ: ذِبْحٌ وطِحْنٌ ورِعْيٌ، بمعنى: مذبوحٌ ومحطونٌ ومَرْعِيٌّ.

٣ –فَعَلٌ، نحوُ: قَنَصٌ وجَزَرٌ وسَلَبٌ، بمعنى: مقنوصٌ ومجزورٌ، ومسلوبٌ.

٤ –فُعْلَةٌ، نحوُ: غرفةٌ ومضغةٌ وأُكلةٌ وصُرعةٌ وهُزأةٌ وضُحكةٌ، بمعنى: مغروفٍ وممضوغٍ ومأكولٍ ومصروعٍ ومهزوءٍ بِهِ ويُضْحَكُ منْهُ كثيراً.

٥ –فَعولٌ، نحوُ: حَلوبٌ ولَبوسٌ، بمعنى محلوبةٍ وملبوسٍ.

٦ –فاعلٌ، نحوُ: راضيةٌ بمعنى مرضيَّةٍ، وكاتمٌ بمعنى مكتومٍ، وناشرٌ بمعنى منشورٍ.

قالَ تعالى: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ}، أي مرضيَّةٍ.

ولا يُمكنُ معرفةُ دلالتِهَا إلَّا مِنْ خلالِ سياقِ الكلامِ.

وقدْ يُطلقُ المصدرُ ويُرادُ بِهِ اسمُ المفعولِ، وهوَ كثيرٌ مطَّردٌ، نحوُ: هذا أُكلُكَ وكتابُكَ وعلمُكَ وعملُكَ، والمعنى: مأكولُكَ ومكتوبُكَ ومعلومُكَ ومعمولُكَ.