الإملاء

متى تكتب ما موصولة بما قبلها؟

في عالم اللغة العربية، تُعدُّ الأدوات النحوية من العناصر الأساسية التي تُضفي على الجملة معاني متعددة وتُشكل جزءاً لا يتجزأ من بنية اللغة. من بين هذه الأدوات، تبرز (ما) الاسمية بأنواعها المختلفة كعنصر فريد يُمكن أن يُستخدم في سياقات متعددة لإضفاء الاستفهام، الوصل، الشرط، والتعجب. في هذه المقالة، سنستكشف الأدوار المتنوعة لـ(ما) الاسمية وكيفية تأثيرها على معنى الجملة، مُقدمين أمثلة توضيحية تُساعد على فهم استخداماتها في اللغة العربية.

وصلُ (ما) الاسميَّةِ

تُقسمُ (ما) الاسميَّةُ إلى أنواعٍ: استفهاميَّةٌ، وموصولةٌ، وموصوفةٌ، وشرطيَّةٌ، وتعجبيَّةٌ.

أ –ما الاستفهاميَّةُ

تُوصلُ ببعضِ حروفِ الجرِّ وتُحذفُ ألفُهَا، وهيَ: مِنْ، إلى، عَنْ، على، في، حتَّى، الباءُ، اللَّامُ، كي، مثلُ:

-ممَّ تخافُ يا فتى؟

-فيمَ تفكِّرُ يا أخي؟

-عمَّ: قالَ تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}.

-علامَ تعتمدُ في قرارِكَ؟

-إلامَ تبقى فلسطينُ محتلَّةً؟

-حتَّامَ تتكاسلُ؟

-بِمَ تفكِّرُ؟

-لمَ تصرخُ؟

-كيمَ ترحلُ؟

وتوصل ما الاستفهامية بالاسم قبلها إذا كان مضافاً وتحذف ألفها، نحو: بمقتضامَ كان هذا الأمر؟

ب –ما الموصولةُ

ومعناهَا (الَّذي)، وتُوصلُ بمِنْ، وعَنْ، وسِيَّ، (ممَّا، عمَّا، لا سيَّما).

أمثلةٌ: غضبْتُ ممَّا قلْتَ، سألْتَ عمَّا أعطى صدقةً، فكَّرْتُ فيما قلتَهُ، أحبُّ الصَّالحينَ ولا سيَّما إخواني.

ج –ما النَّكرةُ الموصوفةُ بمعنى شيءٍ

وتُوصلُ بـ (نعمَ) إذا كُسِرَتْ عينُهَا، وتُدغمُ إحدى الميمينِ في الأُخرى، كقولِهِ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ}.

فإنْ سُكِّنَتْ عينُ (نِعْمَ) فلا بُدَّ مِنَ الفصلِ، مثلُ: نِعْمَ ما تقولُ.

د –ما المصدريَّةُ

١ -توصلُ ما المصدريَّةُ بـ:

-كلَّ المنصوبةِ على الظَّرفيَّةِ، نحوُ: كلَّمَا ارتفعَتِ الشَّمسُ اشتدَّ الحرُّ.

ولا تكرَّرُ (كلَّمَا) كمَا يقعُ كثيرٌ مِنَ النَّاسِ في هذا الخطأِ.

-وتوصلُ بكثيرٍ مِنَ الأسماءِ المنصوبةِ على الظَّرفيَّةِ، مثلُ: حينَ، ريثَ، مثلَ، بعدَ، قبلَ، وقتَ.

-دخلَ المعلِّمُ الصَّفَّ حينَمَا قُرِعَ الجرسُ.

-انتظرْتُ الأستاذَ ريثَمَا فَرَغَ مِنْ عملِهِ.

-قالَ تعالى: {أَينَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوتُ}.

-ونحوُ قولِنَا: عاملْتُهُ مثلَمَا عاملَنِي.

٢ –توصلُ ما المصدريَّةُ بالحرفِ المفردِ قبلَهَا، نحوُ: اكتبْ كمَا علَّمْتُكَ.

هـ -ما الزَّائدةُ الكافَّةُ

توصلُ ما الزَّائدةُ الكافَّةُ بكلٍّ مِنْ:

١ –آخرُ الأفعالِ فتكفَّهَا عنْ طلبِ الفاعلِ، نحوُ: طالَمَا اخترْتُ النَّجاحَ. ونحوُ: قلَّمَا تجدُ المخلصَ، ونحوُ: كَثُرَمَا تجدُ المحسنَ.

٢ –إنَّ وأخواتُهَا فتكفَّهَا عنِ العملِ، مثلُ: إنَّمَا الإسلامُ دينُ رحمةٍ، ونحوُ: كأنَّمَا العلمُ نورُ.

٣ –حرفُ الجرِّ (ربَّ) فتكفَّهُ عنِ الجرِّ، مثلُ: ربَّمَا ينجحُ الأمرُ.

و –ما الزَّائدةُ غيرُ الكافَّةِ

توصلُ ما الزَّائدةُ غيرُ الكافَّةِ بكلٍّ مِنْ:

١ –أيَّ الشَّرطيَّةُ، نحوُ: أيَّمَا المدرستينِ اخترْتَ ارتحْتَ.

٢ –أيَّ الاستفهاميَّةُ، نحوُ: أيَّمَا سارقٍ فعلَ هذا؟

٣ –أيَّ الكماليَّةُ، نحوُ: أكرمْتُكَ أيَّمَا إكرامٍ.

أمَّا الشَّرطيَّةُ والتَّعجبيَّةُ فإنَّهَا لا تتَّصلُ في ما بعدَهَا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى