دروس النحو

تعريف الاختصاص وشروطه وإعرابه

ما زلنا في الأساليب الخاص بالمفعول به، وقد تكلمنا سابقاً عن الاشتغال والتنازع والإغراء والتحذير، وكلها أساليب خاصة من المفعول به، وأخيراً جاء الدور على أسلوب الاختصاص، وهو أيضاً من أساليب المفعول به.

سنتكلم في درسنا اليوم عن تعريف الاختصاص، وشروط الاسم المنصوب على الاختصاص.

تعريف الاختصاص

الاختصاص هو نصب الاسم بفعل محذوف وجوباً تقديره (أخص أو أعني)، بعد ضمير لبيان المراد منه وقصر الحكم الذي للضمير عليه.

ومن أمثلته قول النبي صلى الله عليه وسلم: «نحن معاشرَ الأنبياء لا نورث، وما تركناه صدقة».

فالضمير (نحن) صالح لكل المتكلمين، ولكنه خُصِّصَ بقوله (معاشر الأنبياء)، فتبين المراد منه، وقُصِرَ الحكم (عدم الإرث) الذي للضمير على هذا الاسم المنصوب، فعدم التوريث مقصور على الأنبياء دون وساهم.

والأصل في الضمير أن يكون للمتكلم مفرداً أو مجموعاً، وقد يأتي للمخاطب، نحو: (بك اللهَ أستعين)، ولا يأتي ضمير غائب.

شروط الاسم المنصوب على الاختصاص

يشترط في الاسم المنصوب على الاختصاص أن يكون:

أ –محلى بـ ال، نحو: (نحن الطلابَ أحرصُ الناس على تحمل الواجبات)، أو مضافاً إلى محلى بـ ال، نحو: «نحن معاشرَ الأنبياء لا نورث…».

ب –عَلَماً، كقول الشاعر: بنا تميماً يُكْشَفُ الضبابُ، وهو قليل، وأكثر منه أي يأتي مضافاً إلى عَلَم، كقول الشاعر: نحن بني ضَبَّةَ أصحابُ الجمل.

إعراب الاسم المنصوب على الاختصاص

 يعرب الاسم المنصوب على الاختصاص: مفعولاً به منصوباً على الاختصاص بفعل محذوف وجوباً تقديره (أخص أو أعني)، والجملة في محل نصب على الحال أو اعتراضية لا محل لها من الإعراب.

-وقد يأتي الاختصاص بلفظ (أيها) للمذكر و(أيتها) للمؤنث، وبعدهما اسم محلى بـ ال مرفوع وجوباً على أنه صفة أو بدل من (أي) تبعها في اللفظ، كقول الشاعر:

جُدْ بِعَفْوٍ فَإِنَّنِي أَيُّهَا الْعَبْـــــ * ــــدُ إِلَى الْعَفْوِ يَا إِلَهِي فَقِيرُ

والأفضل في الجملة أن تكون في موضع نصب على الحال، والتقدير: إنني مخصوصاً من العبيد فقير إلى الله.

وعليه يكون الإعراب:

أيها: أي مفعول به على الاختصاص، مبني على الضم، في محل نصب، وها للتنبيه، العبد: صفة أو بدل من اللفظ مرفوع، والجملة في محل نصب على الحال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى