الإملاء

مواضع همزة القطع وهمزة الوصل

في هذه المقالة سنتعلم ما تعريف الهمزة ثم ننتقل إلى سرد مواضع همزة الوصل وهمزة القطع.

تعريفُ الهمزةِ

هيَ حرفٌ صحيحٌ، يقبلُ الحركاتِ، ويقعُ أوَّلاً ووسطاً وطرفاً، ويرسمُ بصورٍ عدَّةٍ: (أ، إ، ؤ، ئ، ـئـ، ء، ا).

همزةُ القطعِ

هيَ الهمزةُ الَّتي تقعُ في أوَّلِ الكلمةِ، ويُنطقُ بِهَا في ابتداءِ الكلامِ، ودَرْجِهِ (أثنائِهِ)، بخلافِ همزةِ الوصلِ الَّتي لا يُنطقُ بِهَا إلَّا إذا وقعَتْ في ابتداءِ الكلامِ.

وتُرسمُ رأسَ عينٍ صغيرةٍ (ء) معَ كرسيٍّ لَهَا هيَ الألفُ، هكذَا (أ –إ).

وسُمِّيَتْ بذلِكَ؛ لأنَّهَا تَقطعُ أو تَفصلُ ما قبلَهَا عمَّا بعدَهَا في النُّطقِ بعكسِ همزةِ الوصلِ.

وتَظهرُ في حالتي اللَّفظِ والكتابةِ، ولا فرقَ في أنْ يكونَ الكلامُ منفصلاً أو متَّصلاً.

-ولا يجوزُ حذفُ همزةِ القطعِ، وقدْ حذفُوهَا مِنْ ثلاثةِ أفعالٍ؛ لكثرةِ استعمالِهَا، قالُوا في الأمرِ مِنْ «يأخذُ ويأكلُ ويأمرُ»: خُذْ وكُلْ ومُرْ، وفي التَّنزيلِ: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.

وقالَ الشَّاعرُ:

خُذي بيدي ثُمِّ انهضِي تَبَيَّنِي … بِيَ الضَّرَّ إلَّا أنَّنِي أتستَّرُ

وقدْ أثبتُوا الهمزةَ في «مُرْ» إذا وقعَ قبلَهَا حرفُ العطفِ، قالَ تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ}، وهذا هوَ الأصلُ، وقالَ الشَّاعرُ:

تحمَّلْ حاجتِي وَأْخُذْ فواهَا … فقدْ نزلْتَ بمنزلةِ الضِّباعِ

وذلِكَ لا يُقاسُ عليهِ، فتقولُ في الأمرِ مِنْ أملَ يأملُ، وأجر يأجرُ: «أَومِلْ» «وأَوجِرْ» فتُثبِتُ الهمزةَ الَّتي هيَ فاءُ الفعلِ؛ لأنَّهُ الأصلُ.

مواضعُ همزةِ القطعِ أوِ الفصلِ

١ –الأسماءُ كلُّهَا، ما عدَا:

أ -الأسماءَ العشرةَ: (اسمٌ، استٌ، ابنٌ، ابنةٌ، ابنمٌ، امرؤُ، امرأة)، ومثنَّى هذهِ الأسماءِ السَّبعةِ، والاسمَ المنسوبَ مِنْهَا، نحوُ: (الجملةِ الاسميَّةِ)، أمَّا الجمعُ، نحوُ: (أسماءٍ وأبناءٍ) فهمزتُهُ همزةُ قطعٍ.

ب –همزةَ (اثنانِ، اثنتانِ) ومِنْهَا (اثنينِ، اثنتينِ)، وهمزةُ (يومِ الاثنينِ) تُكتبُ همزةَ وصلٍ على الأصلِ. و(وايْمُنُ اللَّهِ) ومِنْهَا (وايمُ اللَّهِ).

ومِنَ الأسماءِ الَّتي تبدأُ بهمزةِ قطعٍ: (أخٌ، أسماءٌ، أحمدُ، أحرفٌ، إنسانٌ، إصبعٌ، إعصارٌ).

ومِنْهَا الأسماءُ الأعجميَّةُ المنقولةُ إلى العربيَّةِ، نحوُ: (إبراهيمُ، إفريقيَّةُ، إستراتيجيَّةٌ، إلكترونيٌّ، إسفنجٌ، إيطاليا).

ومِنْهَا الأدواتُ والظُّروفُ، مثلُ: (إذا، إذْ، أينَ، أينَمَا، أنَّى، أيَّانَ).

٢ -الضَّمائرُ: (أنا، أنتَ، أنتِ، أنتُمَا، أنتُمْ، أنتُنَّ، إيَّايَ، إيَّانَا، إيَّاكُمْ).

٣ –ماضي الفعلِ الثُّلاثيِّ المهموزِ ومصدرُهُ، مثلُ: (أخذَ، أخذاً).

٤ –ماضي الفعلِ الرُّباعيِّ وأمرُهُ ومصدرُهُ، نحوُ: (أقبَلَ، أقبِلْ، إقبالٌ).

٥ –الفعلُ المضارعُ المسندُ إلى المتكلِّمِ، سواءً أكانَ ماضيهِ ثلاثيّاً، نحوُ: (أكتُبُ)، أمْ رباعيّاً، نحوُ: (أُسافِرُ)، أمْ خماسيّاً، نحوُ: (أَخْتارُ)، أمْ سداسيّاً، نحوُ: (أَسْتَحْسِنُ).

٦ -الحروفُ كلُّهَا، نحوُ: (إنَّ، أنَّ، إلى، أو، ألا، إلَّا، أمْ، أمَّا)، وهمزةُ الاستفهامِ، كقولِهِ تعالى: {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ}، وهمزةُ النِّداءِ (أَفَاطمُ مهلاً)، وهمزةُ (أمْ).

تعريفُ همزةِ الوصلِ

هيَ ألفٌ زائدةٌ، تُلفظُ همزةً، وتَثْبُتُ نطقاً في الابتداءِ، وتسقطُ في دَرْجِ الكلامِ.

الخلافُ في تسميةِ همزةِ الوصلِ

اختلفَ العلماءُ في تسميةِ همزةِ الوصلِ؛ هلْ يُقالُ لَهَا همزةٌ أمْ ألفٌ؟

ذكرَ المالِقيُّ في كتابِ (رصفِ المباني) أنَّ بعضَهُمْ سمَّاهَا ألفاً مراعاةً لأصلِهَا مِنَ السُّكونِ الَّذي هوَ مدُّ الصَّوتِ، وبعضُهُمُ الآخرُ كانَ يُسَمِّيهَا همزةً مراعاةً للنُّطقِ بِهَا، وقالَ المالقيُّ: وهوَ الأبينُ، يعني تسميتَهَا همزةً، ولكلا الوجهينِ نَظَرٌ، والأحسنُ أنْ تسمَّى بِمَا هيَ عليهِ في النُّطقِ؛ لأنَّ ذلِكَ هوَ معنى الهمزةِ.

معنى الوصلِ

ذكرَ العلماءُ في سببِ تسميتِهَا همزةَ وصلٍ أسباباً، وهيَ:

أ –لإضافتِهَا إلى الوصلِ اتِّساعاً.

ب –لأنَّهَا تَسقطُ فيتَّصلُ ما قبلَهَا بِمَا بعدَهَا، وهوَ قولُ الكوفيِّينَ.

ج –لوصولِ المتكلِّمِ بَهَا إلى النُّطقِ السَّاكنِ، وهوَ قولُ البصريِّينَ.

وكانَ الخليلُ يسمِّيهَا سُلَّمَ اللِّسانِ.

مواضعُ همزةِ الوصلِ

الأصلُ في همزةِ الوصلِ أنْ تكونَ في الأفعالِ؛ لتصرُّفِهَا وكثرةِ اعتلالِهَا، والأسماءُ محمولةٌ عليهَا في ذلِكَ، أمَّا مواضعُهَا:

١ -أمرُ الفعلِ الثُّلاثيِّ، نحوُ: اكتُبْ، ادرسْ، ابحثْ، اجمعْ، احفظْ، افهمْ.

٢ –ماضي الفعلِ الخماسيِّ وأمرُهُ ومصدرُهُ، نحوُ: اجْتَمَعَ، اجتَمِعْ، اجتماعٌ.

اشترَكَ، اشترِكْ، اشتراكٌ.

٣ – ماضي الفعلِ السُّداسيِّ وأمرُهُ ومصدرُهُ، نحوُ: استخرَجَ، استخرِجْ، استخراجٌ.

استغفَرِ، استغفِرْ، استغفارٌ.

٤ -الأسماءُ العشرةُ: (اسمٌ، واستٌ، وابنٌ، وابنةٌ، وابنمٌ، وامرؤٌ، وامرأةٌ)، ومثنَّى هذهِ الأسماءِ السَّبعةِ، والاسمُ المنسوبُ مِنْهَا، نحوُ: الجملةِ الاسميَّةِ، أمَّا الجمعُ نحو: أسماء وأبناء فهمزته همزة قطع.

وهمزةَ (اثنانِ، واثنتانِ) ومِنْهَا (اثنينِ، واثنتينِ)، وهمزةُ (يومِ الاثنينِ) تُكتبُ همزةَ وصلٍ على الأصلِ. و(وايْمُنُ اللَّهِ) ومِنْهَا (وايمُ اللَّهِ).

٥ -في همزةِ (ال) التَّعريفِ المتَّصلةِ بالاسمِ، نحوُ: التَّلميذُ، الَّذي، اللَّهُ، المرأةُ، الشَّمسُ.

وفي همزةِ ال التَّعريفِ رأيانِ:

الأوَّلُ: همزةُ قطعٍ (أل) وُصِلَتْ لكثرة ِالاستعمالِ، وهوَ مذهبُ الخليلِ.

والثَّاني: همزةُ وصلٍ (ال)، وهوَ رأيُ الكوفيِّينَ والبصريِّينَ وسيبويهِ وكلِّ النَّحْويِّينَ، وقالَ الزَّجَّاجِيُّ: مذهبُ الخليلِ فيمَا ذكرَهُ ضعيفٌ.

زر الذهاب إلى الأعلى