أقسام النكرة وأقسام المعرفة في ألفية ابن مالك
قالَ ابنُ مالكٍ:
٥٢ -نَكِرَةٌ قَابِلُ أَلْ مُؤَثِّرَا … أَوْ وَاقِعٌ مَوْقِعَ مَا قَدْ ذُكِرَا
٥٣ -وَغَيْرُهُ مَعْرِفَةٌ كَهُمْ وَذِي … وَهِنْدَ وَابْنِي وَالْغُلَامِ وَالَّذِي
شرحُ مفرداتِ الأبياتِ
-نَكِرَةٌ قَابِلُ أَلْ مُؤَثِّرَا … أَوْ وَاقِعٌ مَوْقِعَ مَا قَدْ ذُكِرَا
-نَكِرَةٌ قَابِلُ أَلْ مُؤَثِّرَا: النَّكرةُ تكونُ على قسمينِ:
الأوَّلُ: الَّذي يَقبلُ دخولَ (ال) التَّعريفِ عليهِ الَّتي تُؤثِّرُ فيهِ، نحوُ: رجلٍ، وقمرٍ، وكتابٍ.
فعندَمَا دخلَتْ (ال) التعريفِ على هذهِ الأسماءِ أثَّرَتْ فيهَا فأصبحَتْ معرفةً.
-أَوْ وَاقِعٌ مَوْقِعَ مَا قَدْ ذُكِرَا: والنَّوعُ الثَّاني مِنَ النَّكرةِ: الَّذي لا يقبلُ دخولَ (ال) التَّعريفِ عليهِ، لكنَّهُ يقعُ مَوقعَ شيءٍ يقبلُهَا، فيكونُ بمعنى الاسمِ الَّذي يقبلُ (ال) التَّعريفِ، نحوُ: (ذي) الَّتي بمعنى (صاحبٍ)، فكلمةُ صاحبٍ تقبلُ دخولَ (ال)، فنستدلُّ على تنكيرِ (ذو) بذلِكَ.
-والقصدُ مِنْ قولِهِ (مؤثِّراً): أيْ أنْ تكونَ (ال) التَّعريفِ ليسَتْ زائدةً ولا لأجلِ الصِّفةِ، فهاتانِ لا تدلَّانِ على تنكيرِ الكلمةِ الَّتي تدخلانِ عليهَا، إنَّما تدخلانِ على اسمِ العلمِ.
ومثالُ (ال) الزَّائدةِ، قولُ الشَّاعرِ:
باعدَ أمَّ العمروِ مِنْ أسيرِهَا … حُرَّاسُ أَبْوَابٍ عَلَى قُصُورِهَا
الشَّاهدُ: في قولِهِ (أمَّ العمروِ) حيثُ دخلَتْ (ال) الزَّائدةُ على العَلَمِ.
ومثالُ (ال) الَّتي لِلَمْحِ الصِّفَةِ: حارثٌ وعبَّاسٌ.
إذْ يمكنُنَا أنْ نقولَ: الحارثُ والعبَّاسُ، فتدخلُ عليهِمَا (ال) لكنَّهَا لمْ تؤثِّرِ فيهِمَا؛ لأنَّهُمَا معرفةٌ قبلَ دخولِهَا، فحارثٌ وعبَّاسٌ اسما علمٍ لا نكرةٌ.
-وَغَيْرُهُ مَعْرِفَةٌ كَهُمْ وَذِي … وَهِنْدَ وَابْنِي وَالْغُلَامِ وَالَّذِي
-وَغَيْرُهُ مَعْرِفَةٌ: أيْ غيرُ الَّذي يقبلُ دخولَ (ال) كالأمثلةِ السَّابقةِ، هوَ معرفةٌ.
-كَهُمْ وَذِي … وَهِنْدَ وَابْنِي وَالْغُلَامِ وَالَّذِي: ومثَّلَ ابنُ مالكٍ للمعارفِ بستَّةِ أمثلةٍ هيَ: الضَّميرُ: هُمْ، واسمُ الإشارةِ، نحوُ: ذي، واسمُ العَلَمِ، نحوُ: هندٍ، والمضافُ إلى معرفةٍ، نحوُ: ابني، والمحلَّى بالْ، نحوُ: الغلامِ، والاسمُ الموصولُ، نحوُ: الَّذي.
………………….
القاعدةُ المستنبطةُ
تقسم النكرة إلى قسمين:
أ –النكرة التي تقبل دخول ال التعريف عليها، فتصير معرفة، نحو: رجل.
ب –نكرة لا تقبل دخول ال التعريف، نحو: ذي.
أما المعرفة فتقسم إلى ستة، وهي: الضمير، واسم الإشارة، والعلم، والمضاف إلى معرفة، والاسم المحلى بال، والاسم الموصول.