شرح ألفية ابن مالك

أسماء الإشارة واستخداماتها

٨٢ –بذا لمفرد مذكر أشر … بذي وذه تي تا على الأنثى اقتصر

٨٣ -وذان تان للمثنى المرتفع … وفي سواه ذين تين اذكر تطع

٨٤ -وبأولى أشر لجمع مطلقا … والمد أولى ولدى البعد انطقا

٨٥ -بالكاف حرفا دون لام أو معه … واللام إن قدمت ها ممتنعه

٨٦ -وبهنا أو ههنا أشر إلى … داني المكان وبه الكاف صلا

٨٧ -في البعد أو بثم فه أو هنا … أو بهنالك انطقن أو هنا

معاني الأبيات

–بِذَا لِـمُفْرَدٍ مُذَكَّرٍ أَشِرْ … بِذِي وَذِهْ تِي تَا عَلَى الْأُنْثَى اقْتَصِرْ

-بِذَا لِـمُفْرَدٍ مُذَكَّرٍ أَشِرْ: أي استخدمْ (ذا) للإشارةِ إلى المفردِ المذكَّرِ.

-بِذِي وَذِهْ تِي تَا عَلَى الْأُنْثَى اقْتَصِرْ: أي استخدمْ هذهِ الألفاظَ الأربعةَ للإشارةِ إلى الأنثى فقطْ، ولا تُشِرْ بِهَا إلى غيرِ الأنثى، والألفاظُ هيَ: ذِي، وَذِهْ، وتِي، وتَا.

ففي هذا البيتِ فَصَّلَ أنواعَ اسمِ الإشارةِ للمفردِ المذكَّرِ والمؤنَّثِ، ثُمَّ انتقلَ في البيتِ الَّذي يليهِ للمثنَّى، فقالَ:

–وَذَانِ تَانِ لِلْمُثَنَّى الْـمُرْتَفِعْ … وَفِي سِوَاهُ ذَيْنِ تَيْنِ اذْكُرْ تُطِعْ

-وَذَانِ تَانِ لِلْمُثَنَّى الْـمُرْتَفِعْ: أي للإشارةِ إلى المثنَّى المذكَّرِ نستخدمُ: (ذانِ)، وللمثنَّى المؤنَّثِ (تانِ).

-المرتفعِ: أي في حالةِ الرَّفعِ فقطْ.

-وَفِي سِوَاهُ ذَيْنِ تَيْنِ اذْكُرْ تُطِعْ: أي في غيرِ حالةِ الرَّفعِ، يعني النَّصبَ والجرَّ، فنقولُ: ذينِ، وتينِ.

-اذْكُرْ تُطِعْ: أي اذكرْ ما ذكرْتُهُ لَكَ تُطِعِ النُّحاةَ.

وفي البيتِ الَّذي بعدَهُ انتقلَ إلى الجمعِ، فقالَ:

-وَبِأُولَى أَشِرْ لِـجَمْعٍ مُطْلَقَا … وَالْـمَدُّ أَوْلَى وَلَدَى الْبُعْدِ انْطِقَا

-وَبِأُولَى أَشِرْ لِـجَمْعٍ مُطْلَقَا: أي استخدمْ (أُولَى) للجمعِ مذكَّراً كانَ أم مؤنَّثاً، وعنى بـ (مطلقا) المذكَّرَ والمؤنَّثَ، عاقلاً وغيرَ عاقلٍ، لكنَّ الأكثرَ استعمالُهَا في العاقلِ.

-وَالْـمَدُّ أَوْلَى: أشارَ هنا إلى اللُّغاتِ في (أُولى) وفيهَا لغتانِ همَا:

١ –القصرُ: وهي لغةُ بني تميمٍ، يعني (أُولى).

٢ –المدُّ: وهيَ لغةُ أهلِ الحجازِ، يعني (أُولاءِ)، وهيَ الفصحى، وبِهَا نزلَ القرآنُ الكريمُ: قالَ تعالى: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ}، ولذا قالَ ابنُ مالكٍ (وَالْـمَدُّ أَوْلَى).

ووردَ فيها لغاتٌ أخرى هيَ: هُلاءِ، وأُولاءُ، وإلىً.

-وَلَدَى الْبُعْدِ انْطِقَا … بِالْكَافِ حَرْفاً دُونَ لَامٍ أَو مَعَهْ

هنا قَسَّمُ ابنُ مالكٍ اسمَ الإشارةِ إلى مرتبتينِ: بعيدةٍ وقريبةٍ، فمَا لَحِقَتْهُ الكافُ معَ اللَّامِ أو بغيرِ اللَّامِ؛ فهوَ للبعيدِ، نحوُ: ذاكَ وذلِكَ، وما تجرَّدَ مِنْ كافِ الخطابِ؛ فهوَ للقريبِ.

-وَاللَّامُ إِنْ قَدَّمَتَ هَا مُـمْتَنِعَهْ: يعني إنْ أتيتَ بهاءِ التَّنبيهِ قبلَ اسمِ الإشارةِ فلا يصحُّ أنْ تدخلَ اللَّامُ معَهَا، فلا تقولُ: هذالِكَ؛ كراهيةً لكثرةِ الزَّوائدِ.

وعليهِ فإنَّ هاءَ التَّنبيهِ تدخلُ على المجرَّدِ: هذا، وعلى المصاحبِ للكافِ: هذاكَ.

-وَبِهُنَا أَو هَهُنَا أَشِرْ إِلَى … دَانِي الْـمَكَانِ

يعني أنَّ (هنا) و(ههنا) مخصَّصتانِ للمكانِ، وكلتاهُمَا للقريبِ، لكنْ مِنْ غيرِ دخولِ الكافِ عليهِمَا.

لكنْ إذا أردْتَ البعيدَ جئْتَ بالكافِ، وهوَ معنى قولِهِ:

وَبِهِ الْكَافُ صِلَا فِي الْبُعْدِ…… أَو بِهُنَالِكَ انْطِقَنْ

يعني إذا أردْتَ البعيدَ فَصِلِ الكافَ بـ (هنا) لتصيرَ (هناكَ)، ويصحُّ هنالِكَ، وهذا معنى قولِهِ: أَو بِهُنَالِكَ انْطِقَنْ، قالَ تعالى: {هُنَالِكَ ابْتُليَ المؤْمنُونَ}.

لكنْ لا يصحُّ أنْ نقولَ: (ههنالِكَ)، كما لم يصحَّ (هذالِكَ).

-أَو بِثَمَّ فُهْ أَو هَنَّا أَو هِنَّا: يعني أنَّهُ يُشارُ للمكانِ البعيدِ بـ (بِثَمَّ أَو هَنَّا أَو هِنَّا)، ومِنْ شواهدِهِ:

قالَ تعالى: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ}.

وقالَ الشَّاعرُ:

هَنَّا وهِنَّا وَمِنْ هُنَّا لَهُنَّ بِهَا … ذَاتَ الشَّمَائِلِ وَالأيْمَانِ هَيْنُومُ

حيثُ استُعْمِلَتْ (هَنَّا) مشاراً بِهَا إلى المكانِ، وأصلُهَا ظرفُ مكانٍ.

وكلُّهَا أي (هَنَّا وهِنَّا وهُنَّا) بمعنىً واحدٍ، وهوَ الإشارةُ إلى المكانِ، لكنَّ الأولى والثَّانيةَ للبعيدِ، والأخيرةَ للقريبِ.

وقدْ يُرادُ بـ (هنَّا) الزَّمانُ، قالَ الشَّاعرُ:

حَنَّتْ نَوَارُ وَلاَتَ هَنَّا حَنَّتِ … وَبَدَا الذِي كَانَتْ نَوَارِ أَجَنَّتِ

حيثُ أُشيرَ بـ (هَنَّا) إلى الزَّمانِ، وأصلُهَا أنْ تكونَ للمكانِ.

-فُهْ: أي انطقْ، مِنْ فاهَ بالكلامِ يفوهُ بِهِ، أي لفظَهُ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى