دروس النحو

ما أنواع الفعل في اللغة العربية؟

في هذا الدرس سنعرف ما أنواع الفعل في اللغة العربية، وما الفعل الماضي وما الفعل المضارع، وما فعل الأمر؟

كما سوف نعرف العلامات التي تعرف بها هذه الأفعال كل على حدة.

أولاً: تعريف الفعل

هو كلمة تدل على معنى ندركه بالعقل وعمل حصل أو يحصل أو يطلب حصوله في زمن معين.

ثانياً: أنواع الفعل

في اللغة العربية توجد عدة أنواع للفعل؛ منها الماضي والمضارع والأمر، ولكل واحد منها علامات يُعرف بها.

الفعل الماضي

هو كلمة تدل على معنى معين وعمل حدث في الزمن الماضي وانتهى.

مثال: أكل زيد التفاحة، نجحت الطالبة، سافر أخي.

ما علامات الفعل الماضي؟

أن يقبل في آخره التاءين:

-تاء التأنيث الساكنة، مثل: جاءت سعاد.

-أو تاء الفاعل المتحركة، مثل: أكلت التفاحة.

فإن دلت الكلمة على ما يدل عليه الفعل الماضي ولكنها لم تقبل علامته فليست بفعل ماض، وإنما هي أحد شيئين:

أ -إما اسم فعل ماض، مثل: هيهات انتصار الباطل، بمعنى: بعد جداً.

ومثل: شتان المنصف والباغي؛ بمعنى: افترقا جداً.

ب -أو: هي اسم مشتق بمعنى الماضي كاسم الفاعل بمعنى الماضي؛ مثل: أنت مكرم أمس ضيفك.

-تعريف اسم الفعل: هو اسم يقوم مقام الفعل في المعنى، والزمن والعمل، لكنه لا يقبل علامة الفعل الذي يقوم مقامه، ولا يتأثر بالعوامل، لذا لا يسمى: فعلاً؛ لأن الفعل يقبل العلامة، وقد يتأثر بعوامل النصب والجزم، وبعض الأسماء تقوم مقام الفعل، لكنها تتأثر بالعوامل، فلا تسمى اسم فعل، كالمصدر النائب عن التلفظ بفعله، وكاسم الفاعل العامل.

الفعل المضارع

هو كلمة تدل على معنى معين وعمل يحدث في الوقت الحاضر أو في المستقبل.

مثال: يذهب الطالب إلى المدرسة، تأكل هند التفاحة، سأقرأ الكتاب غداً.

ما علامات الفعل المضارع؟

أ -أن يكون مبدوءاً بحرف من أحرف المضارعة المجموعة بكلمة (أنيت) أو (نأيت) أو (أتين) أو (تنأي) أو (نأتي).

أنيت: معناه: تأخرت وأبطأت.

مثال الفعل المضارع: أقرأ، نقرأ، يقرأ، تقرأ.

ب –أن يقبل النصب والجزم، نحو: لم أقصر، ولن أتأخر.

ج -قبوله السين أو سوف، نحو: سأقرأ الدرس، سوف أزورك.

فإن دلت الكلمة على ما يدل عليه الفعل المضارع لكنها لم تقبل علامته فليست بمضارع؛ إنما اسم فعل مضارع؛ مثل: آه، بمعنى: أتوجع شدة التوجع، وأف بمعنى: أتضجر كثيراً. وويك ماذا تفعل؟ بمعنى أعجب لك كثيراً!! ماذا تفعل؟

أو: هي اسم مشتق بمعنى المضارع؛ مثل: الطائرة مسافرة الآن أو غداً.

تعريف فعل الأمر

هو كلمة تدل على معنى معين وعمل يطلب حدوثه أو تحقيقه في المستقبل.

نحو: اقرأ كتابك، ادرسي النحو، واصل عطاءك.

ما علامات فعل الأمر؟

أن يدل بصيغته على طلب شيء، مع قبوله ياء المخاطبة. مثل: ساعدي أختك، وتكلمي بالحق، واحرصي على إنجاز عملك.

أما العلامتان المشتركتان بين فعل الأمر والفعل المضارع:

أ -قبولهما نون التوكيد خفيفة أو ثقيلة، نحو: والله لأجتهدن. واجتهدن يا صديقي.

ب -قبولهما ياء المخاطبة، مثل: أنت تحسنين أداء الواجب، فداومي على ذلك.

فإن دلت الكلمة على ما يدل عليه فعل الأمر لكنها لم تقبل علامته فليست بفعل أمر، إنما هي: اسم فعل أمر؛ مثل: صه، بمعنى: اسكت. ومه، بمعنى: اترك ما أنت فيه الآن، ونزال، بمعنى: انزل. وحيهل، بمعنى: أقبل علينا.

ما حالات بناء الفعل الماضي؟

في هذا الدرس سنتكلم عن حالات بناء الفعل الماضي، فالفعل الماضي يبنى على الفتح وعلى السكون وعلى الضم.

حالات بناء الفعل الماضي على الفتح؟

يبنى الفعل الماضي على الفتح في الحالات الآتية:

١ –إذا لم يتصل به شيء، سواء كان هذا الفتح ظاهراً أو مقدراً، ظاهراً، كقوله تعالى: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً}، ومقدراً، كقوله تعالى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ}.

فائدة: تقدر الحركات على الألف للتعذر وعلى الواو والياء للثقل.

مثال التعذر: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ}، نما الزرعُ.

مثال الثقل: يسمو الطالب بعلمه.

يمشي الطفل حبواً.

٢ –إذا اتصلت به تاء التأنيث الساكنة، نحو قوله تعالى: {فما ربحَتْ تجارتهم}.

-وإن كان معتل الآخر بالألف مثل: (رمى، دعا) فإننا نحذف آخره لاجتماع الساكنين الألفِ والتاء، نحو (رمتْ ودعتْ) والأصل (رماتْ ودعاتْ). ويكون بناؤه على فتح مقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.

وليست حركة ما قبل تاء التأنيث هنا حركة بناء الماضي على الفتح، لأن حركة البناء كحركة الإعراب لا تكون إلا على الأحرف الأخيرة من الكلمة والحرف الأخير هنا محذوف.

-وإن كان معتل الآخر بالياء، فهو كالصحيح الآخر مبني على فتح ظاهر، نحو: رضيَتْ.

٣ –إذا اتصلت به ألف الاثنين، كقوله تعالى: {فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما}.

بلغا: فعل ماضٍ مبني على الفتحة، والألف هذه ضمير بارز متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

ونحو: الشاهدان قالا الحق.

قالا: هذا فعل ماضي مبني على الفتحة، والألف هذه ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

حالات بناء الفعل الماضي على السكون

يبنى الفعل الماضي على السكون إذا اتصل به ضمير رفع متحرك، والضمائر هي:

١ -تاء الفاعل المتحركة، كقوله تعالى: {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ}.

٢ -نا الدالة على الفاعلين، نحو قوله تعالى: {ولقد عهدْنا إلى آدم}.

٣ -نون النسوة، كقوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ}.

حالات بناء الفعل الماضي على الضم

يبنى الفعل الماضي على الضم إذا اتصل به ضمير جمع، وهو واو الجماعة:

كقوله تعالى: {الذين آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحات}.

وقد بني على الضم لأن الواو حرف مد وهو يقتضي أن يكون قبلهُ حركة تجانسهُ، فيبنى على الضم لمناسبة الواو.

فيقال في إعرابه آمنوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة ضمير بارز متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

-فإن كان معتلَّ الآخر بالألف، حذفت لالتقاء الساكنين، وبقي ما قبل الواو مفتوحاً، نحوُ: رَمَوْا ودَعَوْا، والأصل (رَماوا ودعاوْا) ويكون حينئذ مبنياً على ضم مُقدر على الألف المحذوفة تخفيفاً.

كقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ}.

وليست حركة ما قبل الواو حركة بناء الماضي على الفتح، لأن الماضي مع واو الجماعة يبنى على الضم، ولأن حركة البناء كما قدمنا، إنما تكون على الحرف الأخير والحرف الأخير هنا محذوف كما علمت.

-وإن كان معتلّ الآخر بالواو، أو الياء، حُذف آخرُه وضمَّ ما قبله بعد حذفه، ليناسب واو الجماعة، نحو (دُعُوا وسرُوا ورَضُوا)، والأصل (دُعيُوا وسروُوا ورَضيُوا) وبوزن (كُتِبوا وظَرُفوا وفرِحوا).

كقوله تعالى: {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ}.

رضوا: فعل ماض مبني على الضم المقدر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير بارز متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(استثقلت الضمة على الواو والياء فحذفت، دفعاً للثقل، فاجتمع ساكنان حرف العلة وواو الجماعة، فحذف حرف العلة، منعاً لالتقاء الساكنين، ثم حرك ما قبل واو الجماعة بالضم ليناسبها. فبناء مثل ما ذكر، إنما هو ضم مقدر على حرف العلة المحذوف لاجتماع الساكنين، فليست حركة ما قبل الواو هنا حركة بناء الماضي على الضم وإنما هي حركة اقتضتها المناسبة للواو، بعد حذف الحرف الأخير. الذي يحمل ضمة البناء.

مثالان معربان

رموا: فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والألف الألف الفارقة بين الاسم والفعل حرف مبني على السكون لا محل له من الاعراب (أصل الفعل: رميوا).

رنوا: فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والألف الألف الفارقة بين الاسم والفعل حرف مبني على السكون لا محل له من الاعراب (أصل الفعل: رنووا).

فائدة في الفعل الماضي المعتل الآخر

-إنْ كانَ معتلَّ الآخرِ بالألفِ، نحوُ: (رَمَى، دَعَا، عَصَى)، حُذِفَتِ الألفُ لالتقاءِ السَّاكنينِ، وبَقِيَ ما قبلَ الواوِ مفتوحاً: رَمَوا، دَعَوا، عَصَوا.

والأصلُ (رَمَيُوا، دَعَوُوا، عَصَاوا)، ويكونُ حينئذٍ مبنيّاً على ضمٍّ مُقدَّرٍ على الألفِ المحذوفةِ تخفيفاً؛ لاتِّصالِهِ بواوِ الجماعةِ.

-وإنْ كانَ معتلَّ الآخرِ بالواوِ، أوِ الياءِ، نحوُ: (رَضِيَ، شَقِيَ، سَرُوَ) حُذِفَ آخرُهُ وضُمَّ ما قبلَهُ بعدَ حذفِهِ، ليُناسِبَ واوَ الجماعةِ: رَضُوا، شَقُوا، سَرُوا.

والأصلُ (رَضِوُوا، شَقِوُوا، سَرُوُوا)، ثم (رَضِيُوا، شَقِيُوا، سَرُوُوا) ويكونُ حينئذٍ مبنيّاً على ضمٍّ مُقدَّرٍ على الياءِ أوِ الواوِ المحذوفةِ تخفيفاً؛ لاتِّصالِهِ بواوِ الجماعةِ.

ما حالات إعراب الفعل المضارع وبنائه؟

أما اليوم فسوف نفصل الحديث في إعراب الفعل المضارع وبنائه.

إذاً: المضارع قسمان: معرب ومبني.

فالمعرب يقسم إلى مرفوع، ومنصوب، ومجزوم، والمبني له حالات.

أولاً: المضارع المعرب

ويقسم الفعل المضارع المعرب كما ذكرنا إلى ثلاثة أقسام:

أ -المضارع المرفوع

وتكون علامة رفعه ضمة ظاهرة، نحو: يذهب الطالب إلى المدرسة.

وكقوله تعالى: {أفلا يعلمُ إذا بعثر ما في القبور}.

-يعلم: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أو تكون علامة رفعه ضمة مقدرة إن كان معتل الآخر، نحو: يسعى، يقضي، يدعو.

قال تعالى: {إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ}.

زيد يدعو إلى الخير.

سأحمي بلادي من الأعداء.

-فالأفعال: يخشى، ويدعو، وسأحمي: أفعال مضارعة مرفوعة، وعلامة رفعها الضمة المقدرة على الألف للتعذر، والواو والياء للثقل، على التوالي.

أو يكون المضارع مرفوعاً بثبوت النون إن كان من الأفعال الخمسة، نحو: يعلمان، تعلمون، تعلمين.

وهنا سنتكلم عن الأفعال الخمسة:

ما تعريف الأفعال الخمسة وما أوزانها وعلامات إعرابها؟

الأفعال الخمسة كل فعل مضارع اتصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة، وهذه الأفعال على خمسة أوزان حسب الفعل الثلاثي:

يفعلان، تفعلان، يفعلون، تفعلون، تفعلين.

وترفع هذه الأفعال بثبوت النون نيابة عن الضمة، نحو قوله تعالى:

{وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون}.

{ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}.

-تنظرون ويعتدون، فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة.

وتنصب هذه الأفعال بحذف النون نيابة عن الفتحة، كقوله تعالى:

{إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا}.

{ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه}.

-تفشلا: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين في محل رفع فاعل.

-ليسكنوا: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعل.

وتجزم الأفعال الخمسة بحذف النون نيابة عن السكون، نحو قوله تعالى:

{إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم}.

-إن: حرف شرط جازم.

-تطيعوا: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: فاعل.

-يردوكم: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعل، والكاف مفعول به.

مثال آخر: قوله تعالى: {ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك}.

-لا: ناهية جازمة.

-تخافي: فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه حذف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة، والياء في محل رفع فاعل.

ولا تحزني مثلها.

وقد اجتمع النصب والحذف في قوله تعالى:

{فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار}.

-لم: حرف نفي وجزم وقلب.

-تفعلوا: مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة فاعل.

-لن: حرف ناصب.

-تفعلوا: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه حذف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعل.

ب -المضارع المنصوب

ينصب الفعل المضارع إذا سبق بأحد النواصب الأربعة: أن، لن، كي، إذا.

وتكون علامة نصبه إما:

أ –فتحة ظاهرة، نحو: لن ينتصرَ الباطل.

وكقوله تعالى: {لن ندعوَ من دونه إلهاً}، {لن يؤتيهم الله خيراً}.

ب –فتحة مقدرة على الألف، نحو: عليك أن تخشى الله.

ج –أو بحذف النون إن كان من الأفعال الخمسة، كقوله تعالى:

{أحسب الناس أن يتركوا}.

-يتركوا: مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة. والواو فاعل.

ج -المضارع المجزوم

يجزم الفعل المضارع إذا سبق بأداة جزم، وتكون علامات جزمه:

١ –السكون: إذا كان صحيح الآخر، كقوله تعالى:

{ولا تَمْنُنْ تستكثر}.

-تمنن: مضارع مجزوم بلا الناهية، وعلامة جزمه السكون، والفاعل: أنت.

٢ –حذف حرف العلة من آخره إن كان معتل الآخر، نحو: يسعى، يدنو، يرمي.

فعند دخول أداة الجزم عليها نحذف حرف العلة من آخرها فيكون هذا الحذف علامة إعرابها، فتصير: لم يسع، لا تدن، لم يرم.

أمثلة:

{ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل}.

{من يعمل سوء يجز به}.

-تر: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره.

-يجز: مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره.

٣ –حذف النون من آخره إن كان من الأفعال الخمسة، كقوله تعالى:

{أولم يروا أنا نسوق الماء}.

يروا: مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون.

جزم المضارع بالطلب

يجزم المضارع إن جاء جواباً لطلبٍ تقدَّمَهُ، نحو: اعملْ خيراً تُثَبْ عليه.

والطلب أنواع: كالأمر والنهي والاستفهام والعرض والحض، وكلها تصلح لجزم المضارع بعدها، نحو:

لا تقصرْ تندمْ.

ألا تقوم بواجبك تُحْمَدْ.

والجزم في ذلك كله بأداة شرط مقدرة، والتقدير في مثال: اعمل خيراً تثب عليه. (اعمل خيراً فإن تعمل خيراً تثب عليه).

ثانياً: المضارع المبني

يأتي الفعل المضارع مبنياً، وحالاته بنائه هي:

١ -يبنى على السكون إن اتصلت به نون النسوة، نحو: يكتبْنَ، يرضينَ.

قال تعالى: {والوالدات يُرضعْنَ أولادهن حولين كاملين}.

يرضعن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، ونون النسوة فاعل.

٢ –يبنى على الفتح إن اتصلت به إحدى نوني التوكيد من غير فاصل، نحو: لأفعلَنَّ الخير.

قال تعالى: {فلنأتيَنَّهُمْ بجنود لا قبل لهم بها}.

نأتينهم: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والنون حرف لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن، وهم: في محل نصب مفعول به.

فإن فصلت بينهما، أي بين الفعل المضارع ونون التوكيد، ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة بقي مرفوعاً وفقد صفة البناء، نحو قوله تعالى:

{ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولُنَّ الله}.

ليقولن: أصله يقولونن، اجتمعت ثلاث نونات فحذفت واحدة فصار الفعل: يقولون، فالتقى ساكنان: واو الجماعة والنون الأولى في (ن) فحذفت الواو لالتقاء الساكنين ودلت الضمة عليها فصار الفعل: يقولن.

وعليه يكون إعرابه: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو المحذوفة فاعل، ومثله: تقولن للمخاطبة، وتقولان للمثنى.

حالات بناء فعل الأمر

فعل الأمر مبني دائماً ولا يكون معرباً في أي حال من الأحوال، وبناؤه يكون إما على السكون أو على الفتح أو على حذف حرف العلة أو على حذف النون.

في هذا الدرس سنستعرض كل الحالات بالتفصيل مه الشواهد المناسبة.

حالات بناء فعل الأمر على السكون

يُبنى على السُّكونِ في حالتينِ:

أ –إنْ كانَ صحيحَ الآخرِ ولمْ يتَّصلْ بِهِ شيءٌ، نحوُ: قمْ وتدبَّرْ أمرَكَ.

وكقولِهِ تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكِ}.

نقولُ في إعرابِ: سبِّحْ: فعلُ أمرٍ مبنيٌّ على السُّكونِ الظَّاهرِ على آخرِهِ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُهُ: أنتَ.

ب –إذا اتَّصلَتْ بِهِ نونُ النِّسوةِ، نحوُ قولِهِ تعالى:

{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}.

أقمْنَ: فعلُ أمرٍ مبنيٌّ على السُّكونِ الظَّاهرِ، ونونُ النِّسوةِ فاعلٌ.

حالات بناء فعل الأمر على الفتح

يُبنى على الفتحِ إنِ اتَّصلَتْ بِهِ إحدى نوني التَّوكيدِ.

نحوُ: افْعَلَنَّ الخيرَ، اكْتُبَنْ يا زيدُ.

صاحِبَنْ كريمَ الأخلاقِ واهجرَنَّ السَّفيهَ.

افعلَنَّ: فعلُ أمرٍ مبنيٌّ على الفتحِ لاتِّصالِهِ بنونِ التَّوكيدِ الثَّقيلةِ، ونونُ التَّوكيدِ حرفٌ لا محلَّ لَهُ مِنَ الإعرابِ. والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُهُ: أنتَ.

حالات بناء فعل الأمر على حذف حرف العلة

يُبنى على حذفِ حرفِ العلَّةِ إنْ كانَ معتلَّ الآخرِ.

نحوُ: ألقِ عنْ نفسِكَ الأوهامَ، واسعَ إلى ما ينفعُكَ، واغزُ الدُّنيا بعلمكِ.

وكقولِهِ تعالى: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكِ}.

فالأفعالُ: ألقِ، واسعَ، واغزُ: أفعالُ أمرٍ مبنيَّةٌ على حذفِ حرفِ العلَّةِ مِنْ آخرِهَا.

حالات بناء فعل الأمر على حذف النون

يُبنى على حذفِ النُّونِ مِنْ آخرِهِ إذا اتَّصلَتْ بِهِ ألفُ الاثنينِ أو واوُ الجماعةِ أو ياءُ المؤنَّثةِ المخاطبةِ، (أي إذا كانَ مضارعُهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ) نحوُ: قومَا، قومُوا، قومِي.

معَ ألفِ الاثنينِ، مثالُهُ قولُهُ تعالى: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَونَ إِنَّهُ طَغَى}.

-اذهبَا: فعلُ أمرٍ مبنيٌّ على حذفِ النُّونِ مِنْ آخرِهِ؛ لأنَّ مضارعَهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ، والألفُ فاعلٌ.

معَ واوِ الجماعةِ، كقولِهِ تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

-قاتلُوا: فعلُ أمرٍ مبنيٌّ على حذفِ النُّونِ مِنْ آخرِهِ؛ لأنَّ مضارعَهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ، والواوُ فاعلٌ. ومِثلُهُ اعلمُوا.

-معَ ياءِ المخاطبةِ: نحوُ قولِهِ تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}.

-اقتنِي: فعلُ أمرٍ مبنيٌّ على حذفِ النُّونِ مِنْ آخرِهِ؛ لأنَّ مضارعَهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ، والياءُ فاعلٌ.

ومِثلُهُ: اسجدِي اركعِي.

ومختصرُ القولِ: إنَّ فعلَ الأمرِ في بنائِهِ يتبعُ المضارعَ في اختلافِ أحوالِ جزمِهِ، ولذا قيلَ: يبنى الأمرُ على ما يُجزمُ بِهِ مضارعُهُ.

بمعنى: علاماتُ بناءِ فعلِ الأمرِ هيَ نفسُهَا علاماتُ جزمِ المضارعِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى