دروس النحو

الاسم المتمكن والاسم غير المتمكن وتنوين التمكين وتنوين التنكير

الأصل في الاسم كما يقول النحاة أن يكون معرباً تتغير حركة آخره حسب العوامل، ويقبل تنوين التمكين.

ويقولون: قد يشبه الاسم الفعل فيُمْنَعُ من الصرف، وقد يشبه الحرف فيُبْنَى.

وقد قسم النحاة الاسم في ضوء ذلك أقساماً ثلاثة: متمكن أمكن، ومتمكن غير أمكن، وغير متمكن.

وسنوجز فيما يلي إيضاح هذه المصطلحات كيلا يخفى على طالب العلم مضمونها إذا مرت معه.

تعريف تنوين التمكين

هو نوع من أنواع التنوين، ولا يلحق إلا الاسم المتمكن من باب الاسمية الذي لا يشبه الفعل فيمنع من الصرف، ولا الحرف فيبنى، كما هو الحال في تنوين الكلمات الآتية: (رجلٌ، فرسٌ، دارٌ، حديقة …).

تعريف تنوين التنكير

ومن التنوين ما يسمى تنوين التنكير، وهو ما يلحق آخر الكلمة تفريقاً بين المعرفة والنكرة، وهو يلحق الاسم المعرب كالأسماء التي ذكرناها في تنوين التمكين، ويحلق الاسم المبني نحو: (صه، مه، إيه)، فاسم الفعل (صَهْ) مثلاً هو طلبٌ للسكوت عن حديث معين، فإن نوناه تنوين التنكير (صَهٍ) غدا طلباً للسكوت المطلق عن كل حديث دون تعيين.

تعريف الاسم المتمكن الأمكن

هو الاسم الأصيل في باب الاسمية المتمكن منه، لم يَعْرِضْ له ما يضعف من هذا التمكن، ولذا يعرب بالحركات ويقبل تنوين التمكين، ومثاله أكثر الأسماء العربية.

تعريف الاسم المتمكن غير الأمكن

هو الاسم الذي يعرب بالحركات غير أنه لا يُنَوَّن، ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة، وقد اصطلح النحاة على تسميته بالممنوع من الصرف.

تعريف الاسم غير المتمكن

وهو ما أشبه الحرف بوجه ما ففقد تمكنه من باب الاسمية فبني كالحروف.

والاسم منه ما يبنى على ما يلي:

أ –السكون، نحو: مَنْ، مَا، الذي، التي، هذا، وغيرها.

ب –الفتح: كاسم (لا) النافية للجنس إن لم يكن مضافاً أو شبيهاً بالمضاف، نحو: (لا خيرَ في الإهمال)، والمركبات من الأعداد (أحد عشر …. وغيرها)، والظروف (صباحَ مساء، بينَ بينَ)، والأحوال (بيتَ بيتَ)، وبعض الظروف المبهمة المضافة إلى الجملة، كقول الشاعر النابغة:

على حينَ عاتبتُ المشيبَ على الصِّبا * وقلت ألمَّا أَصْحُ والشيبُ وازعُ

حين: تعرب بالكسرة، وتبنى على الفتح في محل جر.

وقد يأتي الاسم مبهماً موغلاً في الإبهام مضافاً إلى مبني فيكتسب منه البناء، ويبنى على الفتح؛ لأنه أخف الحركات، كقوله تعالى في سورة الذاريات: {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} قُرئت الآية برفع (مثلُ)؛ لأنها صفة لـ (حق)، وبالفتح على أنها مبنية على الفتح في محل رفع.

وينوب عن الفتح الياء في المستحق للبناء إن كان مثنىً أو جمعَ مذكر سالماً، كقول الشاعر:

تَعَزَّ فَلَا إِلْفَينِ بِالْعَيشِ مُتِّعَا * وَلَكِنْ لِوَرَّادِ الْمَنُونِ تَتَابُعُ

 إلفين: اسم لا النافية للجنس مبني على الياء في محل نصب.

ج -أو على الكسر: كالاسم المختوم بـ (ويه) في رأي من ألزمه ذلك، نحو: سيبويهِ وعمرويهِ، وما صِيغ من أسماء الأفعال على وزن (فَعَالِ)، نحو: نَزَالِ وحَذَارِ ودَرَاكِ، وما جاء وزن فعال من الأعلام، كـ حَذَامِ وقَطَامِ ورَقَاشِ، أو في النداء وهو سَبٌّ للأنثى، نحو: يا لَكَاعِ، خَبَاثِ، غَدَارِ، وكذلك (أمس) إذا أريد به اليوم الذي قبل يومك.

ومما يبنى على الكسر أو الفتح اسم (لا) النافية للجنس إن جاء جمعاً بألف وتاء مزيدتين، كقول سلامة بن جندل السعدي:

إِنَّ الشَّبَابَ الَّذِي مَجْدٌ عَوَاقِبُهُ * فِيهِ نُلَذُّ وَلَا لَذَّاتِ لِلشَّيبِ

فقد روي ببناء (لذات) على الكسر في محل نصب أو الفتح في محل نصب.

د –أو على الضم: نحو ظروف الزمان المبهمة التي قطعت عن الإضافة في اللفظ دون المعنى كـ (قبل وبعد وأول)، وما حمل عليها من أسماء الجهات، نحو: (قُدَّام، خلف، وراء، عَلُ…)، قال تعالى في سورة الروم: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} أي من قبل الغَلَبِ ومن بعده.

وذكر النحاة أن (أيَّا) الموصولة تبنى على الضم إن جاءت مضافة وحُذِفَ صدر صلتها كقوله تعالى في سورة مريم: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً} فـ أيُّ هنا اسم موصول مبني على الضم في محل نصب مفعول به للنزع، أشد: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو أشد. والجملة صلة للموصول لا محل لها من الإعراب.

وذكروا أنها معربة في سائر استعمالاتها الأخرى سواء أكانت استفهامية أو شرطية أو موصولة، بل ذهب بعضهم على أنها معربة حتى في الحالة السابقة.

وينوب عن الضم الألف في المثنى والواو في جمع المذكر السالم إن جاءا في النداء مفردين معرفتين مستحقين للبناء، نحو: (يا زيدان، يا زيدون)، زيدان: منادى مفرد علم مبني على الألف في محل نصب على النداء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى