شرح معلقة امرئ القيس

شرح وقوفاً بها صحبي علي مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتجمل

وُقُوفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُمْ

يَقُولُونَ لاَ تَهْلِكْ أَسىً وَتَجَمَّلِ

في البيت الخامس من معلقة امرئ القيس يتحدث شاعرنا عن تضامن أصحابه معه في محنته؛ فيعزونه ويشدون من أزره وينصحونه بيتحلى بالصبر ويتوقف عن الخوف حتى لا يُهلك نفسه.

شرح مفردات البيت

وقوفاً: جمعُ واقفٍ، مثلُ الشُّهودِ والرُّكوعِ في جمعِ شاهدٍ وراكعٍ.

الصَّحبُ: جمعُ صاحبٍ، ويجمعُ الصَّاحبُ أيضاً على الأصحابِ والصِّحابِ والصَّحابةِ والصُّحبةِ والصُّحبانِ، ثُمَّ يُجمعُ الأصحابُ على الأصاحيبِ والصَّحابةِ والصَّحبةِ والصُّحبانِ، ثُمَّ يُجمعُ الأصحابُ على الأصاحيبِ أيضاً، ثُمَّ يُخَفَّفُ، فيُقالُ: الأصاحبُ والصَّاحبُ الصَّديقُ.

عليَّ: أي لأجلِي أو على رأسِي.

المَطِيُّ: المَرَاكِبُ أوِ الرَّواحلُ، واحدتُهَا مَطِيَّةٌ، وتُجمعُ المطيَّةُ على المطايا والمَطيِّ والمَطيَّاتِ.

والمطيَّةُ النَّاقةُ أوِ البعيرُ، سُمِّيتْ مطيَّةً؛ لأنَّهَا يُرتَكَبُ مَطاهَا، أي ظهرُهَا، وقيلَ: سُمِّيتْ مطيَّةً لأنَّهَا يُمْطَى بِهَا في السَّيرِ، أي يُمَدُّ بِهَا، ووزنُ مطيَّةٍ فعيلةٍ، أصلُهَا مطيوةٌ، فلمَّا اجتمعَتِ الواوُ والياءُ في كلمةٍ واحدةٍ، والسَّابقُ ساكنٌ، قُلِبَتِ الواوُ ياءً، وأدغمَتِ الياءُ في الياءِ، هذا وقدْ يُطلقُ اسمُ المطيَّةِ على الحمارِ يقعُ للمذكَّرِ والمؤنَّثِ.

أسىً: أسفاً وحزناً، يُقالُ: قدْ أسيتُ على الشَّيءِ أسىً شديداً، إذا حَزِنْتُ عليهِ.

تجمَّلِ: أي أظهرِ الجمالَ، وأرادَ لا تُظْهِرِ الجزعَ، ولكنْ تصبَّرْ، وأظهرْ للنَّاسِ خلافَ ما في قلبِكَ مِنَ الحزنِ، لئلَّا تُشَمِّتْ بِكَ العواذلَ والعُداةَ، ولا يكتئِبْ لَكَ الأخلَّاءُ، ويُروى تحمَّلِ بالحاءِ، ومعناهُ قريبٌ مِنَ الأوَّلِ، والتَّجمُّلُ التَّكلُّفُ.

معنى البيت

بعدَ أنْ بيَّنَ في البيتِ السَّابقِ حالَهُ قالَ:

لقدْ وقفَ أصحابي لأجلي، وأنا قاعدٌ عندَ رواحلِهِمْ، قائلينَ لي: تحلَّى بالصَّبرِ، وتوقَّفْ عنِ الجزعِ؛ حتَّى لا تهلِكْ نفسَكَ مِنْ فرطِ الحزنِ.

زر الذهاب إلى الأعلى