شرح معلقة امرئ القيس

شرح بيت وإن شفائي عبرة مهراقة

شرح البيت السادس من معلقة امرئ القيس

وإِنَّ شِفَائِي عَبْرَةٌ مُهْرَاقَةٌ … فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

معاني المفرداتِ

العَبرةُ: الدَّمعةُ، وجمعُهَا عَبراتٌ.

المُهْراقُ والمُراقُ: المَصبُوبُ، وقدْ أرقْتُ الماءَ وهَرَقْتُ الماءَ هَرقاً، وأَهْرَقْتُهُ إِهْراقاً؛ أي صَبَبْتُهُ.

الرَّسمُ: الأثرُ، والقصدُ: آثارُ الدِّيارِ أوِ الأطلالُ.

دارسٌ: اسمُ فاعلٍ مِنْ (درسَ)، ودرسَ الرَّسمُ إذا عفَا وانمحَى.

المُعَوَّلُ: المُبكي، وقدْ أعولَ الرَّجلُ وعَوَّلَ إذا بكَى رافعاً صوتَهُ بِهِ، والمُعَوَّلُ: المعتَمَدُ والمتَّكَلُ عليهِ أيضاً.

أو بمعنى موضعٍ يُنالُ فيهِ حاجةً: يُقالُ: عوَّلْتُ على فلانٍ أي: اعتمدْتُ عليهِ.

-والمعوَّلُ: يَحتملُ تفسيرينِ؛ أحدُهُمَا أنْ يكونَ معوِّلٌ موضعَ عويلٍ، أي بكاءٌ، كأنَّهُ قالَ: هلْ عندَ رسمٍ دارسٍ مِنْ مَبْكىً؟ أُخِذَ مِنَ العويلِ وهوَ الصِّياحُ، يُقالُ: قدْ أعولَ الرَّجلُ فهوَ معوَّلٍ، إذا فعلَ ذلِكَ، ويُحتملُ أنْ يكونَ المرادُ بالمعوِّلِ موضعاً يَنالُ فيهِ حاجتَهُ، كمَا تقولُ: مُعَوَّلُنَا على فلانٍ، ومُعَوَّلٌ: مُحَمَّلٌ، يقالُ: عوَّلَ على فلانٌ، أي حَمَلَ عليهِ، يقولُ: فهلْ يحملُ على الرَّسمِ ويُعَوِّلُ عليهِ بعدَ أنِ انمحى؟

معنى البيتِ

وإنَّ مَخْلَصِي ممَّا أصابَنِي مِنَ الحُزنِ يكونُ بأنْ أَصُبَّ الدَّمعَ وأبكِي، ولكنْ لا ينفعُ البكاءُ في موضعٍ قدِ انمحَى أثرُ الدِّيارِ فيهِ؛ لأنَّهُ لا يَرُدُّ حبيباً، ولا يَشفي قلبَ المحبِّ.

أو كأنَّهُ خاطبَ صاحبيهِ فقالَ: إذا كنْتُمَا قدْ عَرَفْتُمَا مَا أُوثِرهُ مِنَ البكاءِ فابكِيَا وأعْوِلَا معِي.

زر الذهاب إلى الأعلى