شرح معلقة امرئ القيس

شرح البيت الثالث من معلقة امرئ القيس

ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها

وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ

هذا البيت الثالث من المعلقة، وفيه يبدأ امرؤ القيس في الوصف؛ أي وصف ديار المحبوبة وما حل بها، هذه الديار التي غادرها أهلها فغدت رمالها مسكناً للحيوانات الأليفة.

شرح مفردات البيت

البَعْرُ والبَعَرُ: الرَّوثُ اليابسُ.

الأرآمُ أوِ الآرامُ: الظِّباءُ البيضُ الخالصةُ البياضِ، واحدُهَا رِئْمٌ ورِيمٌ، وهيَ تسكنُ الرَّملَ.

العَرَصاتُ: جمعُ عَرْصةٍ بفتحِ العينِ وسكونِ الرَّاءِ، وهيَ ساحةُ الدَّارِ، وكلُّ بقعةٍ واسعةٍ ليسَ فيهَا بناءٌ.

وسُمِّيتْ ساحةُ الدِّارِ عرصةً؛ لأنَّ الصِّبيانَ يَعْرَصُونَ فيهَا، أي يلعبُونَ ويمرحُونَ.

القِيعانُ: جمعُ القاعِ، وهوَ المستوي مِنَ الأرضِ الفلاةِ.

الفلفلُ: حَبٌّ هنديٌّ معروفٌ.

معنى البيت

سترى في هذهِ الدِّيارِ الَّتي غادرَهَا أهلُهَا، كيفَ أصبحَتْ رمالُهَا مسكناً للظِّباءِ البيضِ فوضَعَتْ مخلَّفاتِهَا فيهَا، وإنَّكَ لتبصرُ بعرَهَا منتشراً في ساحاتِهَا كأنَّهُ حبُّ الفلفلِ.

وهذا البيتُ وما بعدَهُ ممَّا يُزادُ في هذهِ القصيدةِ، قالَ الأصمعيُّ: والأعرابُ ترويهِمَا.

تحليل البيت

في هذا البيت الوصفي الجميل يبدأ امرؤ القيس بوصف ديار المحبوبة الخالية من سكانها فينقل السامع لقوله إلى مكان الحدث بالفعل المضارع (ترى) وهو استخدام لطيف للأسلوب الخبري. واستخدام الفعل المضارع ترى ليبين أن الرؤية ليست قديمة بل هي متجددة لم تنته.

ثم يصف البيئة الجاهلية الصحراوية بوصف بعر الظباء وساحات الرمل، وهذا من مزايا الشعر الجاهلي وهو وصف هذه البيئة.

ثم يستخدم التشبيه بوصف بعر الظباء أنه مثل حب الفلفل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى