شرح معلقة امرئ القيس

شرح كدأبك من أم الحويرث قبلها

في هذه المقالة نقدم لكم شرح البيت السابع من معلقة امرئ القيس وفيه يقول الشاعر الجاهلي:

كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَا … وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَلِ

شرح الكلمات

كدأبِكَ: الدأْبُ والدأَبُ، بتسكين الهمزة وفتحها: العادة والحال والشأن، وأصلها متابعة العمل والجد في السعي، دأب يدأب دأباً ودئاباً ودءوباً، وأدأبت السير: تابعته. وهو مصدر دأب في العمل إذا جد فيه واجتهد.

أم الحويرث: الحويرث: تصغير الحارث، وأم الحويرث هي هر أم الحارث بن حصن بن ضمضم الكلبي التي كان كثير الذكر لها في أشعاره.

قبلها: أي: قبل هذه التي شغفت بها الآن.

أم الرباب: امرأة من بني كلب أيضاً، وقيل: هما امرأتان من قضاعة.

مأسَل: بفتح السين: جبل بعينه، ومأسِل، بكسر السين: ماء بعينه والرواية فتح السين.

موضع بنجد يقال له: مأسل الحمار، وقيل: هو جبل بعينه، وقيل: هو ماء بعينه.

قال أبو جعفر النحاس في شرحه وتبعه الخطيب التبريزي: الكاف تتعلق بقوله: قفا نبك كأنه قال: قفا نبك كدأبك في البكاء فهي في موضع مصدر. والمعنى بكاء مثل عادتك. ويجوز أن تتعلق بقوله: وإن شفائي عبرة والتقدير: كعادتك في أن تشفى من أم الحويرث.

والباء في قوله: بمأسل متعلقة بدأبك كأنه قال: كعادتك بمأسل. وهو جبل.

وزاد الخطيب: وأم الحويرث هي هر أم الحارث بن حصين بن ضمضم الكلبي وأم الرباب من كلب أيضاً.

المعنى

لقيتَ بكاءً من وقوفك على هذه الديار وتذكرك أهلها كما لقيت من أم الحويرث وجارتها أم الرباب.

أو: عادتك في حب هذه كعادتك من أم الحويرث وأم الرباب، قلة حظك من وصال هذه ومعاناتك الوجد بها كقلة حظك من وصالهما، ومعاناتك الوجد بهما.

زر الذهاب إلى الأعلى