شرح معلقة امرئ القيس

شرح البيت الرابع من معلقة امرئ القيس

كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا

لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ

في هذا البيت الرابع، يواصل امرؤ القيس الوصف لكنه يصف حالته بعد أن وصف ديار المحبوبة فيشبه نفسه بأسوء أنواع حالات الذي فقد من يحب.

شرح مفردات البيت

غداةَ: الغداةُ الضَّحوةُ، والمرادُ صبيحةَ اليومِ.

البينُ: الفراقُ.

يومَ: الوقتُ مِنْ طلوعِ الفجرِ إلى غروبِ الشَّمسِ، وقدْ يرادُ بِهِ الوقتُ.

تحمَّلُوا: ارتحلُوا.

لدى: عندَ.

سَمُرَاتِ: جمعُ سَمُرةٍ، وهيَ شجرةٌ لَهَا شوكٌ تسمَّى أمَّ غَيْلانَ، وهيَ مِنْ شجرِ الطَّلحِ، وهوَ نوعٌ مِنَ الْعِضَاهِ.

ويمكنُ أنْ يكونَ سُمِّيَ بذلِكَ للونِهِ.

وليسَ في العِضَاهِ شيءٌ أجودَ خشباً مِنَ السَّمُرِ، يُنْقَلُ إلى القُرَى، فتُغَمَّى بِهِ البُيُوتُ.

الحيِّ: مَحَلَّةِ القومِ، وهوَ البطنُ مِنْ بطونِ العربِ.

ناقفُ: اسمُ فاعلٍ مِنْ نَقَفَ، أي شَقَّ أوِ استخرجَ.

الحنظلُ: نباتٌ مرٌّ كريهٌ.

ونقفُ الحنظلِ: شَقُّهُ عنِ الحَبِّ، وناقِفُهُ الَّذي يشقُّهُ.

معنى البيت

لقدْ وقفْتُ أبكي في الحيِّ عندَ أشجارِ أمِّ غيلانَ صبيحةَ فراقِهِمْ يومَ ارتحلُوا كأنِّي أشقُّ الحنظلَ بظُفْرِي لأستخرجَ مِنْهَا حبَّهَا.

شبَّهَ نفسَهُ حينَ بكى على فراقِهِمْ بناقفِ الحنظلِ؛ لأنَّ عَينَا مَنْ يشقُّ الحنظلَ تدمعُ بسببِ حِدَّتِهِ وشدَّةِ رائحتِهِ، فيجدُ أثرَ ذلِكَ في أنفِهِ وعينيهِ وحلقِهِ، فيكونُ في أسوأِ حالٍ.

تحليل البيت

ما زلنا في الوصف، يتابع امرؤ القيس استخدام التشبيه؛ فهو أكثر ما يدعم الوصف والأسلوب الخبري؛ فيشبه نفسه عند فراق المحبوبة بناقف الحنظل؛ ليظهر لنا حالته السيئة وما حل به.

واستخدام (ناقف الحنظل) دليل على وصوله لأسوء مراحل الفقد.

وقوله: (كأني غداة البين يوم تحملوا) يريد زيادة تقرير الحالة السيئة بأن ينقل السامع إلى مسرح الحدث مباشرة باستخدام ظرفي الزمان (غداة) و(يوم).

كما أن وقوفه عند شجيرات الطلح تصوير لعجزه عن فعل شيء أثناء ظعن المحبوبة، فهو وصف لشخص يقف مختبئاً عند الشجرة لا حيلة له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى