برأ ومعانيها
أَصْلُ تَرْكِيبِ (الْبَرْءِ) خُلُوصُ الشَّيءِ مِنْ غَيرِهِ إِمَّا عَلَى سَبِيلِ الْانْفِصَالِ أَوِ التَّبَاعُدِ، نَحْوُ: بَرَأَ الْمَرِيضُ مِنْ مَرَضِهِ وَالْمَدْيُونُ مِنْ دَيْنِهِ، أَو عَلَى سَبِيلِ الْإِنْشَاءِ، نَحْوُ: بَرَأَ اللَّهُ آدَمَ مِنَ الطِّينِ.
-بَرَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ يَبْرَأُ بَرْءاً وَبُروءاً: خَلَقَهُمْ عَلَى غَيرِ مِثَالٍ، قَالَ تَعَالَى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} الْحَدِيدُ: ٢٢.
نَبْرَأَهَا: نَخْلُقَهَا. وَالضَّمِيرُ فِي (نَبْرَأَهَا) عَائِدٌ عَلَى النُّفُوسِ أَوِ الْأَرْضِ أَوِ الْمَصَائِبِ أَوِ الْجَمِيعِ.
-الْبَارِىءُ: مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَعْنَاهُ: الَّذِي خَلَقَ الْخَلْقَ لَا عَنْ مِثَالٍ، قَالَ تَعَالَى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْـحَكِيمُ} الْحَشْرُ: ٢٤.
قَالَ ابْنُ هَرِمَةَ:
وَ كُلُّ نَفْسٍ عَلَى سَلَا مَتِهَا … يُمِيتُهَا اللَّهُ ثُمَّ يَبْرَ ؤُهَا
أَي: يَخْلُقُهَا وَيُنْشِئُهَا.
-الْبَرِيءُ:
١ –الْمُتَفصِّي (١) الْقَبَائِحَ، الْمُتنَجِّي عَنِ الْبَاطِلِ وَالْكَذِبِ، الْبَعِيدُ مِنَ التُّهَمِ، النَّقِيُّ الْقَلْبِ مِنَ الشِّرْكِ.
قَالَ تَعَالَى: {وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} الْأَنْعَامُ: ١٩.
٢ -الصَّحِيحُ الْجِسْمِ وَالْعَقْلِ.
٣ –الْمُتَخَلِّصُ مِنَ الْأَمْرِ.
-بَرَأَ وَ بَرُؤَ وَ بَرِئَ الْمَرِي ضُ: وَ الْفَتْحُ أَفْصَحُ، وَ هِيَ لُغَةُ أَهْلِ الْحِجَا زِ، وَ الْكَسْرُ لُغَةُ سَا ئِرِ الْعَرَ بِ.
-بَرَأَ يَبْرَأُ وَيَبْرُؤُ بُرْءاً وَبُرُوءاً، وَبَرُؤَ يَبْرُؤُ، وَبَرِىءَ يَبْرَأُ بَرْءاً وَبُرُؤاً وَبُرُوءاً: تَعَافَى مِنَ الْمَرَضِ، أَو نَقَهَ مِنَ النَّقَاهَةِ؛ وَهِيَ الصِّحُّةُ الْخَفِيفَةُ الَّتِي تَكُونُ عَقِيبَ مَرَضٍ، أَي أَفَاقَ مِنَ الْمَرَضِ.
-الْبُرْءُ: السَّلَامَةُ مِنَ السَّقَمِ.
-أَبْرَأَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ مَرَضِهِ إِبْرَاءً: عَافَاهُ وَشَفَاهُ، فَهُوَ، أَيِ الْمَرِيضُ، بَارِىءٌ وَبَرِيءٌ وَبَرِيٌّ.
وَرَدَ فِي أَسَاسِ الْبَلَاغَةِ: حَقٌّ عَلَى الْبَارِىءِ مِنِ اعْتِلَالِهِ، أَنْ يُؤَدِّيَ شُكْرَ الْبَارِي عَلَى إِبْلَالِهِ.
وَفِي حَدِيثِ مَرَضِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قَالَ الْعَبَّاسُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئاً.
بَارِئاً: اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ بَرَأَ؛ أَي أَفَاقَ مِنَ الْمَرَضِ، أَو مُعَافىً.
-أَبْرَأَ يُبْرِئُ وَأَبْرَى يُبْرِي: شَفَى يَشْفِي.
وَفِي حَدِيثِ الشُّرْبِ: عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثاً، وَيَقُولُ: «إِنَّهُ أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ»، قَالَ أَنَسٌ: «فَأَنَا أَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثاً».
أَي يُبرِئُهُ مِنْ أَلَمِ الْعَطَشِ، أَو أَرَادَ أَنَّهُ لَا يَكُونُ مِنْهُ مَرَضٌ؛ لِأَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: فَإِنَّهُ يُورِثُ الْكُبَادَ.
قَالَ الْمُتَلَمِّسُ يَذْكُرُ مَقْتَلَ عَدِيِّ بنِ زَيدٍ:
وَلَقَدْ شَفَى نَفْسِي وَأَبْرَأَ دَاءَهَا …أَخْذُ الرِّجَالِ بَحَلْقِهِ حَتَّى سَكَتْ
-بَرِئَ الرَّجُلُ مِنَ الْأَمْرِ وَالدَّيْنِ، وَفُلَانٌ يَبْرَأُ وَيَبْرُؤُ بَرَاءَةً وَبَرَاءً وَبُرْءاً: إِذَا أَزَالَهُ عَنْ نَفْسِهِ، وَتَخَلَّصَ مِنْهُ، وَقَطَعَ سَبَبَ مَا بَينَهُمَا، أَوِ انْقَطَعَتْ عِصْمَتُهُ. وَمِثْلُهُ: أَبْرَأَ الرَّجُلُ بَرَاءَةً.
– بَرِئَ إِلَيكَ مِنْ حَقِّكَ: أَعْطَاكَ إِيَّاهُ.
-أَبْرَأْتُهُ مِمَّا لِي عَلَيهِ، وَبَرَّأَتُهُ تَبْرِئَةً: خَلَّصْتُهُ وَنَزَّهْتُهُ.
-أَبْرَأَكَ اللَّهُ مِنْهُ وَبَرَّأَكَ: شَفَاكَ وَعَافَاكَ.
-وَتَبَرَّأْتُ مِنْ كَذَا بَرَاءَةً وَبَرَاءً وَبُرُوءاً وَتَبَـرُّؤاً: تَخَلَّصْتُ وَسَلِمْتُ.
-تَبَرَّأَ الْأَبُ مِنِ ابْنِهِ: تَنَزَّهَ عَنْهُ وَبَالَغَ فِي التَّنزُّهِ.
قَالَ تَعَالَى: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} التَّوبَةُ: ١١٤.
وَ التَّبَرُّؤُ: تَفَعَّلٌ، مِنْ: بَرِ ىءَ مِنْ كَذَ ا إِذَا تَنَزَّ هَ عَنْهُ، فَالتَّبَرُّ ؤُ مُبَا لَغَةٌ فِي الْبَرَ اءَةِ.
-بَرَّأَهُ اللَّهُ: طَهَّرَهُ.
قَالَ تَعَالَى: {فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا} الْأَحْزَابُ: ٦٩.
أَي: فَطَهَّرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِـمَّا قَالُوا، أَو أَخْرَجَهُ عَنْ عُهْدَةِ مَا طَلَبُوا.
-بَرِئَ: سَلِمَ، وَتَخَلَّصَ، وَتَنَزَّهَ وَتَباعَدَ وَأَعْذَرَ وَأَنْذَرَ.
-الْبَرَاءَةُ:
١ –إِزَالَةُ السَّبَبِ وَانْقِطَاعُ الْعِصْمَةِ أَوِ الْإِعْذَارُ وَالْإِنْذَارُ:
قَا لَ تَعَالَى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} التَّو بَةُ: ١.
مَعْنَى الْبَرَاءَةِ: انْقِطَاعُ الْعِصْمَةِ. يُقَالُ: بَرِئْتُ مِنْ فُلَانٍ أَبْرَأُ بَرَاءَةً، أَيِ انْقَطَعَتْ بَينَنَا الْعِصْمَةُ وَلَمْ يَبْقَ بَينَنَا عُلْقَةٌ، وَمِنْ هُنَا يُقَالُ بَرِئْتُ مِنَ الدَّينِ.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَابْنُ مَنْظُورٍ فِي مَعْنَى (بَرَاءَةٌ) فِي الْآيَةِ: إِعْذَارٌ وَإِنْذَارٌ.
وَقَالَ تَعَالَى: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} التَّوبَةُ: ٣.
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ وَالْأُولَى مِنْ سُورَةِ التَّوبَةِ رَأْيَانِ فِي مَعْنَى الْبَرَاءَةِ:
الْوَ جْهُ الْأَ وَّلُ: أَنَّ الْمَقْصُو دَ مِنَ الْكَلَ امِ الْأَ وَّلِ الْإِ خْبَارُ بِثُبُوتِ الْبَرَا ءَةِ، وَالْمَقْصُو دُ مِنْ هَذَا الْكَلَ امِ إِ عْلَامُ جَمِيعِ النَّا سِ بِمَا حَصَلَ وَ ثَبَتَ.
وَالْوَ جْهُ الثَّا نِي: أَنَّ الْمُرَ ادَ مِنَ الْكَلَا مِ الْأَوَّ لِ الْبَرَا ءَةُ مِنَ الْعَهْدِ، وَ مِنَ الْكَلَ امِ الثَّا نِي الْبَرَ اءَةُ الَّتِي هِيَ نَقِيضُ الْـمُوَ الَاةِ الْـجَا رِيَةِ مَجْرَى الزَّ جْرِ وَالْوَ عِيدِ.
٢ –الْخَلَاصُ وَالسَّلَامَةُ وَالنَّجَاةُ مِـمَّا يَضُرُّ أَو يَشُقُّ أَو يُكَلِّفُ كُلْفَةً:
قَالَ تَعَالَى: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ} الْقَمَرُ: ٤٣.
الْمُرَادُ السَّلَامَةُ مِنَ الْعُقُوبَةِ وَالنَّجَاةُ مِنَ الْعَذَابِ.
وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ نَوفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اقْرَأْ عِنْدَ مَنَامِكَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ».
أَي: خَلَاصٌ وَنَجَاةٌ مِنَ الشِّرْكِ.
-أَنْتَ بَرِيءٌ مِنْهُ: الْـجَمْعُ (بَرِيؤُونَ وَبُرَآءُ وَبِرَاءٌ وَأَبْرَاءٌ وَأَبْرِيَاءُ وَبُرَاءٌ)، قَالَ تَعَالَى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} الْـمُمْتَحِنَةُ: ٤.
أَي: مُتَنَزِّهُونَ عَنْكُمْ وَعَمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنَ الْأَصْنَامِ.
قَالَ الشَّاعِرُ:
رأَ يتُ الحَرْ بَ يَـجْنُبُهَا رِجَا لٌ … وَ يَصْلَى حَرَّ هَا قَو مٌ بُرَ اءٌ
وَمِثْلُهُ لِزُهَيرٍ:
وَإِ مَّا أَنْ يَقُو لَ بَنُو مَصَا دٍ … إِلَيْكُم إِ نَّنَا قَوْ مٌ بُرَ اءٌ
وَ قَدْ يَجُو زُ أَنْ يَكُونَ بِرَ اءٌ أَيضاً جَمْعُ بَا رِئٍ.
-أَنْتِ بَرِيئَةٌ مِنْهُ: الْجَمْعُ (بَرِيئَاتٌ، وَبَرِيَّاتٌ، وَبَرَايَا).
-الْبَرَاءُ وَالْبِرَاءُ:
١ -أَوَّلُ لَيلَةٍ أَو يَومٍ مِنَ الشَّهْرِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهَا لَيلَةٌ يَتَبَرَّأُ الْقَمَرُ فِيهَا مِنَ الشَّمْسِ.
٢ –أَو هُوَ آخِرُ لَيلَةٍ أَو يَومٍ مِنَ الشَّهْرِ، وَسُمِّيَ آخِرُ يَومٍ مِنَ الشَّهْرِ الْبَرَاءَ؛ لِأَنَّهُ قَدْ بَرِئَ مِنْ هَذَا الْشَّهرِ، أَي تَخَلَّصَ مِنْهُ.
وَجْمْعُهُ: أَبْرِئَةٌ.
قَالَ الشَّاعِرُ:
يَا عَيْنُ بَكِّي مَالِكاً وَعَبْسَا … يَوْماً إِذَا كَانَ الْبَرَاءُ نَحْسَا
أَي إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَطَرٌ، وَهُمْ يَسْتَحِبُّونَ الْـمَطَرَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ.
٣ -الْبَرَاءُ مِنَ الْأَيَّامِ يَومُ سَعْدٍ يُتَبَرَّكُ بِكُلِّ مَا يَحْدُثُ فِيهِ، قَالَ الشَّاعِرُ:
كَانَ الْبَرَاءُ لَـهُمْ نَحْساً فَغَرَّقَهُمْ … وَلَمْ يَكُنْ ذَاكَ نَحْساً مُذْ سَرَى الْقَمَرُ
وَقَالَ آخَرُ:
إِنَّ عُبِيد اً لَا يَكُو نُ غُسّاً … كَمَا الْبَرَ اءُ لَا يَكُو نُ نَحْسَا
وَابْنُ الْبَرَاءِ: أَوَّلُ يَومٍ مِنَ الشَّهْرِ.
-أَبْرَأَ: دَخَلَ فِيهِ الْبَرَاءُ، وَهُوَ أَوَّلُ الشَّهْرِ.
٤ -الْبَرَاءُ: الْـمُنْقَطِعُ عَنِ الْأَمْرِ تَطْهِيراً، وَهُوَ بِمَعْنَى بَرِيْءٍ.
قَا لَ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} الزُّ خْرُفُ: ٢٦.
فَوَضَعَ الْبَرَاءَ وَهُوَ مَصْدَرٌ مَوضِعَ النَّعْتِ. وَالْعَرَ بُ تَقُو لُ لِلْوَا حِدِ مِنْهَا: أَنَا الْبَرَ اءُ مِنْكَ، وَكَذَ لِكَ الْاثْ نَانِ وَالْجَمَا عَةُ وَالذَّ كَرُ وَالْأُ نْثَى يَقُو لُونَ: نَحْنُ الْبَرَ اءُ مِنْكَ.
مَنْ اسْمُهُ الْبَرَاءُ
١ -الْبَرَاءُ بنُ مَالِكِ بنِ النَّضْرِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخُو أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: شَهِدَ أُحُداً وَمَا بَعْدَهَا، وَكَانَ شُجَاعاً، اسْتُشْهِدَ يَومَ تُسْتَرَ فِي الْأَهْوازِ بِخُوزِسْتَانَ، وَقُدْ قَتَلَ مِائَةً مُبَارَزَةً.
٢ –الْبَرَاءُ بنُ عَازِبٍ: ابْنُ الْحَارِثِ بنِ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ الْأَوسِـيُّ أَبُو عُمَارَةَ، شَهِدَ أُحُداً وَافْتَتَحَ الرَّيَّ سَنْةَ ٢٤هـ، وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ وَالنَّهْرَوَانَ، وَنَزَلَ الْكُوفَةَ، وَرَوَى الْكَثِيرَ.
٣ -الْبَرَاءُ بنُ أَوسِ بنِ خَالِدٍ: أَسْهَمَ لَهُ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَةَ أَسْهُمٍ.
٤ –الْبَرَاءُ بنُ مَعْرُورٍ: ابْنُ صَخْرِ بنِ خَنْسَاءَ، ابْنُ سِنَانٍ الْـخَزْرَجِيُّ السَّلَمِيُّ، أَبُو بِشْرٍ نَقِيبُ بَنِي سَلِمَةَ الصَّحَابِيِّينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.
-الْبَرِيءُ أَوِ الْبَرِيُّ: أَبْرَأَ الرَّجُلُ: إِذَا صَادَفَ بَرِيئاً، وَهُوَ قَصَبُ السُّكَّرِ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَحْسَبُ هَذَا غَيرَ صَحِيحٍ؛ قَالَ: وَالَّذِي أَعْرِفُهُ أَبَرْتُ: إِذَا صَادَفْتَ بَرِيّاً، وَهُوَ سُكَّرُ الْطَّبَرْزَدِ.
-الْبَرَاءُ أَوِ الْبَرِيءُ فِي عِلْمِ الْعَرُوضِ: فِي بَحْرِ الْـمَدِيدِ: هُوَ الْـجُزْءُ السَّالِـمُ مِنْ زِحَافِ الْـمُعَاقَبَةِ. وَكُلُّ جُزْ ءٍ يُمْكِنُ أَنْ يَدْ خُلَهُ الزِّ حَافُ كَالْـمُعَا قَبَةِ، فَيَسْلَمُ مِنْهُ، فَهُوَ بَرِ يءٌ.
-بَارَأَتُ شَرِيكِي: فَارَقْتُهُ.
-تَبَرَّأْنَا: تَفَارَقْنَا.
-بَارَأَ الْـمَرْأَةَ وَالْكَرِيَّ (٢) مُبَارَأَةً وَبِرَاءً: صَالَحَهُمَا عَلَى الْفِرَاقِ.
-اسْتَبْرَأَهَا: خَالَعَهَا أَو أَمْسَكَ عَنْ جِمَاعِهَا وَلَمْ يَطَأْهَا حَتَّى تَحِيضَ طَلَباً لِبَرَاءَتِهَا مِنَ الْـحَملِ مِنْ غَيرِهِ، جَاءَ فِي قَولِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «إِذَا وُهِبَتِ الْوَلِيدَةُ الَّتِي تُوطَأُ، أَوْ بِيعَتْ، أَ وْ عَتَقَتْ فَلْيُسْتَبْرَأْ رَ حِمُهَا بِحَيْضَةٍ، وَل اَ تُسْتَبْرَأُ الْعَذْ رَاءُ».
قَولُهُ: «وَلَاَ تُسْتَبْرَأُ الْعَذْرَاءُ» وَقَولُهُ: «فَلْيُسْتَبْرَأْ رَحِمُهَا بِحَيْضَةٍ» أَي يُمْسِكُ عَنْ جِمَاعِهَا، وَأَصْلُهُ مِنْ بَرَاءَةِ الرَّحِمِ.
-اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ: أَخَذَ حِذْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ فِي الْأَمْرِ، أَوِ احْتَاطَ لَهُ. جَاءَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ عَنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْـحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالْـحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الْـمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ…».
-اسْتَبْرَأْتُ مَا عِنْدَكَ، وَاسْتَبْرَأَ أَرْضَ كَذَا فَمَا وَجَدَ ضَالَّتَهُ، وَاسْتَبْرَأْتُ الْأَمْرَ: طَلبْتُ آخِرَهُ لِأَقْطَعَ الشُّبْهَةَ عَنِّي.
-اسْتَبْرَأَ الذَّكَرَ: اسْتَنْقَاهُ؛ أَيِ اسْتَنْظَفَهُ مِنَ الْبَوْلِ بِتَحْرِيكِهِ وَنَتْرِهِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِيهِ شَيْءٌ.
أَو هُوَ أَنْ يَسْتَفْرِغَ بَقِيَّةَ الْبَولِ وَيُنَقِّيَ مَوْضِعَهُ وَمَـجْرَاهُ حَتَّى يُبْرِيهِمَا مِنْهُ.
-الْبُرْأَةُ: قُتْرَةُ (٣) الصَّائِدِ الَّتِي يَكْمُنُ فِيهَا: وَالْـجَمْعُ بُرَأٌ، قَالَ الْأَعْشَى يَصِفُ الْـحَمِيرَ:
فَأَوْ رَدَهَا عَيْناً مِنَ السِّيفِ رَ يَّةً … بِهَا بُرَ أٌ مِثْلُ الْفَسِيلِ الْـمُكَمَّمِ
-الْبَرِيَّةُ: الْـخَلْقُ، وَهِيَ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، وَقَدْ تَرَكَتِ الْعَرَبُ هَمْزَهَا، قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْـمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}. الْبَيِّنةُ: ٦ –٧.
وَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ ذَكْوَانَ عَلَى الْأَصْلِ {الْبَرِيئَةِ}.
قَالَ الْفَرَّاءُ: الْبَرِيَّةُ غَيرُ مَهْمُوزٍ، إِلَّا أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْـحِجَازِ هَمَزَهَا؛ كَأَنَّهُ أَخَذَهَا مِنْ قَولِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ بَرَأَكُمْ، وَبَرَأَ الْـخَلْقَ، وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْهَا فَقَدْ تَكُونُ مِنْ هَذَا الْـمَعْنَى. ثُمَّ اجْتَمَعُوا عَلَى تَرْكِ هَمْزِهَا كَمَا اجْتَمَعُوا عَلَى: يَرَى وَتَرَى وَنَرَى، وَإِنْ أُخِذَتْ مِنَ الْبَرَى كَانَتْ غَيرَ مَهْمُوزَةٍ، وَالْبَرَى: التُّرَابُ.
قَالَ الطَّبَرِيُّ: فَكَأَنَّ تَأْوِيلَهُ عَلَى قَولِ مَنْ تَأَوَّلَهُ كَذَلِكَ أَنَّهُ مَخْلُوقٌ مِنَ التُّرَابِ.
وَقَا لَ بَعْضُهُمْ: إِ نَّمَا أُخِذَ تِ الْبَرِ يَّةُ مِنْ قَو لِكَ: بَرَ يْتُ الْعُو دَ. فَلِذَلِكَ لَمْ يُهْمَزْ، وَمَعْنَى بَرَيتُهُ: قَدَّرْتُهُ، فَتَدْخُلُ فِيهِ الْـمَلَائِكَةُ. وَلَكِنَّهُ قَولٌ ضَعِيفٌ؛ لِأنَّهُ يَجِبُ مِنْهُ تَخْطِئَةُ مَنْ هَمَزَ.
قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ:
إِلَّا سُلَيمَانَ إِذْ قَالَ الْـمَلِيكُ لَهُ … قُمْ فِي الْبَرِيَّةِ فَاحْدُدْهَا عَنِ الْفَنَدِ
___________________
١ –الْـمُتَفَصِّي: الْـمُنْفَصِلُ.
٢ –الْكَرِيُّ: هُوَ الْـمُكَارِيُّ الَّذِي يُكْرِيكَ دَابَّتَهُ، أَي يُؤَجِّرُكُ إِيَّاهَا.
٣ –الْقُتْرَةُ: بِئْرُ يَسْتَحْفِرُهَا الصَّائِدُ لِيَكْمُنُ فِيهَا.
فُرُوقٌ لُغَوِيَّةُ
-الْفَرْقُ بَيْنَ الْبُرْءِ وَالْبَرْءِ:
الْبُرْءُ: السَّلَامَةُ مِنَ السَّقَمِ وَالتَّعَافِي مَنْهُ وَالْإِفَاقَةُ مِنَ الْـمَرَضِ.
الْبَرْءِ: الْخَلْقُ، مَصْدَرُ خَلَقَ، لَكِنَّ الْبَرْءُ أَخَصُّ مِنَ الْخَلْقِ، وَلِلْأَوَّلِ اخْتِصَاصٌ بِخَلْقِ الْحَيوَانِ، وَقَلَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي غَيرِهِ، نَحْوُ: بَرَأَ اللهُ النَّسَمَةَ وَخَلَقَ السَّمَواتِ وَالْأَرْضَ.
-الْفَرْقُ بَينَ الْبُرْءِ وَالشِّفَاءِ وَالتَّعَافِي:
الْبُرْءُ: السَّلَامَةُ مِنَ السَّقَمِ، وَالْإِفَاقَةُ مِنَ الْمَرَضِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَرَاحِلِ التَّعَافِي.
الشِّفَاءُ: آخِرُ مَرَاحِلِ الْـمَرَضِ، وَسُمِّيَ الشِّفَاءُ شِفَاءً لِغَلَبَتِهِ لِلْمَرَضِ وَإِشْفَائِهِ (إِشْرَافِهِ) عَلَيهِ.
التَّعَافِي: تَجَاوُزُ الْمَرَضِ وَتَرْكُهُ، مِنَ الْعَافِيَةِ، وَهِيَ أَنْ يَجْلُوَ اللَّهُ عَنْكَ السَّقَمَ وَالْبَلِيَّةَ.
-الْفَرْقُ بَينَ الْاسْتِبْرَاءِ وَالْاسْتِنْقَاءِ:
الْاسْتِبْرَاءُ: تَنْظِيفُ الذَّكَرِ مِنَ الْبَولِ.
وَ هُوَ أَنْ يَسْتَفْرِ غَ بَقِيَّةَ الْبَو لِ وَ يُنَقِّي مَوْ ضِعَهُ وَمَجْرَ اهُ حَتَّى يُبْرِي هِمَا مِنْهُ، أَيْ يُبِيْنَهُ عَنْهُمَا كَمَا يَبْرَأُ مِنَ الْـمَرَ ضِ وَالدَّ ينِ.
الْاسْتِنْقَاءِ: النَّظَافَةُ وَالْخُلُوصُ مِنَ الْبَولِ مِمَّا يَشُوبُ الذَّكَرَ تَنْقِيَةً.