تراجم

أبو فهر لقبه ومحمود شاكر اسمه وكثير عنه وترجمته

هُوَ محمودُ بنُ محمَّدٍ شاكرٌ أبو فِهْرٍ، أديبٌ مصريٌّ، وُلِدَ سنةً ١٩٠٩ في الإسكندريَّةِ، ثم انتقل إلى القاهرة مع والده الذي وكيلاً تابعاً للجامع الأزهر.

تلقى محمود شاكر تعليمه في مدارس مختلفة، وبسبب حبه للشعر حفظ ديوان المتنبي كاملاً منذ طفولته.

درسَ اللُّغةَ العربيَّةَ وآدابَهَا عام ١٩٢٦، واستمعَ لمحاضراتِ طه حسينٌ الغبيَّةِ التي هاجمَ فيهَا الشِّعرِ الجاهليِّ والَّتي نقلَهَا عنْ مجلَّةٍ استشراقيَّةٍ للمستشرقِ الإنكليزيِّ مرجليوثَ، وهذا ما جعلَهُ ينفِرُ مِنْ طه حسينٍ ويدخلَهُ معَهُ في معاركَ أدبيَّةٍ. فخاض مع طه حسين صراعاً فكرياً حول أصالة الشعر الجاهلي، واتهم طه حسين بأخذ أفكاره عن الشعر الجاهلي من المستشرق الإنكليزي سابق الذكر. ثم ترك محمود شاكر الجامعة بعد سنتين من دراسته فيها.

ثم سافر إلى جدة مهاجراً في عام ١٩٢٨، وأنشأ هناك مدرسة جدة السعودية الابتدائية وعمل مديراً لها حتى عاد إلى القاهرة في أواسط عام ١٩٢٩.

بعد هذه الفترة انصرف محمود شاكر إلى الأدب والكتابة وقراءة دواوين الشعراء، وبدأ ينشر ما يكتبه في مجلات مختلفة، كما اتصل بأعلام عصره من أمثال أحمد تيمور وأحمد زكي باشا والخضر حسين ومـصـطـفـى صــادق الـرافـعــي وعـبـاس مـحـمـود الـعـقـاد.

كانَ مِنْ أبرزِ المدافعينَ عنِ اللُّغةِ العربيَّةِ في مواجهةِ حملاتِ التَّغريبِ، وخاض العديد من المعارك الأدبية حول قضايا مهمة في الثقافة العربية والإسلامية، مثل مسألة الحاكمية، والتأثر باليونانيات، والتغريب والتقليد. كما نشر مقالاته في مجلات وجرائد مختلفة، مثل «الفتح» و«الزهراء» و«المقتطف» و«الرسالة» و«البلاغ» وغيرها.

إذاً انتقد محمود التأثير الغربي على الفكر والثقافة العربية والإسلامية، وقد كان موقفه نقدياً ومنتقداً للهيمنة الغربية على العالم الإسلامي والعربي منذ العصر الاستعماري حتى العصر الحديث. كان شاكر يرى أن التأثير الغربي قد أضعف الهوية والثقافة واللغة العربية، وأنه قد أدخل مفاهيم وأساليب غير متوافقة مع التراث والتاريخ العربي. إضافة إلى ذلك انتقد محمود شاكر بشدة المناهج الدراسية التي تميل إلى تعليم اللغات الغربية على حساب اللغة العربية، وانتقد الأدباء العرب الذين تأثروا بالرومانسية والواقعية والحداثة الغربية، والمستشرقين الذين حاولوا تشويه صورة الإسلام والعرب. كان شاكر يدافع عن أصالة وجمالية وتنوع الأدب العربي، ويحاول إحياء التراث والشعر الجاهلي والإسلامي، ويبرز قيمة المتنبي والمعري وغيرهم من شعراء العصور المختلفة.

مؤلفات محمود شاكر

ألَّفَ حوالي ١١ كتاباً، مِنْهَا: المتنبِّي، القوسُ العذراءُ، أباطيلُ وأسمارٌ، قضيَّةُ الشِّعرِ الجاهليِّ، مداخلُ إعجازِ القرآنِ، الأحرفُ السَّبعةُ، وغيرُهَا.

  • القوس العذراء: وهي قصيدة طويلة في الشعر الحديث تتناول حياة الإنسان من الميلاد إلى الموت.
  • أباطيل وأسمار: وهو مجموعة من المقالات النقدية والثقافية، تتناول قضايا مهمة في التراث العربي والإسلامي.
  • قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: وهو رد على زعم طه حسين بأن الشعر الجاهلي منتحل، ودفاع عن أصالة هذا الشعر الجميل وصحته.
  • رسالة لا تسبوا أصحابي: وهو رسالة في علم الحديث، تبين واجب احترام الصحابة وعدم التطاول عليهم.
  • المتنبي: هذا الكتاب عبارة عن دراسة شاملة عن شعر وشخصية المتنبي، وكشف عن أسرار لم يذكرها النقاد من قبل. ألف كتابه المشهور «المتنبي» في عام ١٩٣٦، بطلب من فؤاد صروف رئيس تحرير مجلة «المقتطف». وفي هذا الكتاب قام بتحليل شعر المتنبي من منظور جديد سماه «منهج التذوق». وفيه كشف عن أسرار شخصية المتنبي وأصوله وحبه لخولة أخت سيف الدين الحمداني. استُقبل هذا الكتاب بإعجاب كبير من قبل عدد من النقاد، خصوصاً مصطفى صادق الرافعي.

كما حقق محمود شاكر عدداً من كتب التراث، مثل «الغفران» للمعري، و«الأغاني» للأصفهاني، و«الشافية» لابن سيده، و«الإحكام في أسنى المطالب» لابن رشد. واستخدم في تحقيقاته منهجية دقيقة تستند إلى المخطوطات والطبعات الموثوقة.

الجوائز التي حصل عليها محمود شاكر

  • جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب عام ١٩٨٤ م، وهي جائزة تمنح للأفراد والمؤسسات الذين أسهموا في خدمة الإسلام واللغة العربية.
  • وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من المملكة العربية السعودية عام ١٩٨٧م، وهو وسام يمنح للشخصيات المتميزة في مجالات العلوم والفنون.
  • جائزة أفضل كتاب عربي عن كتابه “أباطيل وأسمار” من معرض القاهرة الدولي للكتاب عام ١٩٩٠م، وهي جائزة تمنح لأفضل كتاب عربي يصدر في مصر.

شارك محمود شاكر في الحياة السياسية مشاركة محدودة، وكان معارضاً للنظام الناصري وانتقد سياساته في مجالات الثقافة والتعليم والعلاقات الخارجية. كما سجن مرتين بسبب مواقفه السياسية، مرة عام ١٩٥٤م بعد ثورة يوليو، ومرة أخرى عام ١٩٦٧م بعد حرب يونيو.

توفي محمود شاكر في القاهرة في عام ١٩٩٧، عن عمر ناهز ٨٨ عاماً، وقد ترك خلفه إرثاً أدبياً ثرياً وعظيماً من المؤلفات والتحقيقات والمقالات التي تعد شاهداً على علمه وذوقه وإبداعه.

أسئلة وإجاباتها

-متى ولد محمود شاكر وأين؟

  -ولد محمود شاكر في مدينة الإسكندرية يوم الاثنين في العاشر من المحرم عام ١٣٢٧هـ، الموافق للأول من شباط عام ١٩٠٩م.

-إلى أي أسرة ينتمي محمود شاكر؟

  -ينتمي محمود شاكر إلى أسرة من أشراف الصعيد في مصر.

-ما هو اسم المدرسة التي تخرج منها محمود شاكر في المرحلة الثانوية؟

  -تخرج محمود شاكر من المدرسة الخديوية الثانوية في قسم العلوم سنة ١٩٢٦.

-ما هو اسم الجامعة التي التحق بها محمود شاكر وما هو تخصصه؟

  -التحق محمود شاكر بجامعة فؤاد الأول (التي تعرف الآن بجامعة القاهرة) وتخصص في قسم اللغة العربية بكلية الآداب.

-ما هو اسم المستشرق الذي اتهم طه حسين بالسطو على أفكاره في كتاب “في الشعر الجاهلي”؟

  -اسم المستشرق هو دافيد سامويل مارغوليوث، وهو عالم لغات سامية إنجليزي.

-ما هو اسم المجلة التي نشر فيها محمود شاكر أولى مقالاته في عام ١٩٣٠؟

  -اسم المجلة هو “الثقافة”، وهي مجلة ثقافية أدبية صادرة عن دار المعارف.

-ما هو اسم كتاب محمود شاكر الذي يتضمن رده على طه حسين في قضية الشعر الجاهلي؟

  -اسم الكتاب هو “الشعر الجاهلي: دراسات وبحوث”، وقد صدر في ثلاثة أجزاء بين عامي ١٩٥٦ و١٩٦٤.

-ما هو اسم المجلة التي تولى رئاسة تحريرها محمود شاكر في عام ١٩٦٠؟

  -اسم المجلة هو “الإصلاح”، وهي مجلة إصلاحية إسلامية صادرة عن جمعية أنصار السنة المحمدية.

-كم عدد كتب التاريخ التي حققها محمود شاكر؟

  -حقق محمود شاكر نحو خمسين كتاباً في التاريخ، منها: تاريخ الرسل والملوك للطبري، تاريخ الخلفاء للسيوطي، تاريخ الأنباء والتذكرة لابن عساكر، تاريخ مصر للمقريزي، وغيرها.

-ما هو اسم المنهج الذي أقامه محمود شاكر في الشعر وسماه بمنهج التذوق؟

  -منهج التذوق هو منهج يقوم على تحليل الشعر من حيث المضمون والصورة والإيقاع والأسلوب، والتفريق بين الشعر الحقيقي والشعر المزعوم، والتمييز بين الشعر الجميل والشعر القبيح، والتأثير بين الشعر المؤثر والشعر المؤثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى