مراجعة رواية "أن تقتل طائراً محاكياً" الكلاسيكية لهاربرت لي

بالنسبة للشابة سكاوت فينش، كانت الحياة في الجنوب في ثلاثينيات القرن العشرين بسيطة للغاية. إنها متحمسة لبدء المدرسة والاستمتاع بقضاء الصيف في ممارسة الألعاب مع شقيقها الأكبر جيم وجارها المؤقت ديل. إنهم يحبون التكهن بشأن بو رادلي، الرجل المنعزل الذي يعيش في الشارع منهم، حتى أنهم ذهبوا إلى حد التسلل حول منزله ليلاً على أمل إلقاء نظرة عليه عبر النافذة. لمدة عامين، كان هذا وقتاً مثالياً لسكاوت وجيم حيث يستمتعان بالحياة ببساطة بينما يتعلمان ببطء دروساً قيمة من والدهما المحامي أتيكوس وجيرانهما. أي حتى الصيف الذي يتولى فيه أتيكوس قضية رجل أسود متهم باغتصاب امرأة بيضاء. أثناء المحاكمة وبعدها، تتغير الأمور بالنسبة لـ سكاوت و جيم بطرق لم يكن من الممكن أن يتخيلاها أبداً، لكن من خلال كل ذلك، يتعلمان ما هو بالتأكيد أحد أهم الدروس في حياتهما الصغيرة.

المراجعة

تعد رواية “أن تقتل طائراً محاكياً” واحدة من أكثر الروايات المحبوبة والمؤثرة في القرن العشرين. كتبه هاربر لي في عام 1960، وهو يحكي قصة سكاوت فينش، وهي فتاة صغيرة نشأت في الجنوب الذي كان معزولاً عنصرياً خلال فترة الكساد الكبير. ومن خلال عينيها، نشهد محاكمة توم روبنسون، وهو رجل أسود متهم زوراً باغتصاب امرأة بيضاء، وتأثير ذلك على أسرتها ومجتمعها. نتعرف أيضاً على بو رادلي الغامض، الذي يعيش في المنزل المجاور وينقذ سكاوت وشقيقها جيم من هجوم شنه بوب إيويل، متهم توم.

تستكشف الرواية موضوعات مثل العنصرية والعدالة والشجاعة والبراءة والتعاطف والقيم الأخلاقية. إنه يتحدانا للتشكيك في أحكامنا المسبقة وافتراضاتنا حول الآخرين. كما يوضح لنا كيف يمكن للأطفال أن يكونوا أكثر وعياً وتعاطفاً من البالغين في التعامل مع القضايا المعقدة.

لقد قرأت رواية “أن تقتل طائراً محاكياً” عدة مرات على مر السنين، وفي كل مرة أكتشف شيئاً جديداً وذو معنى. لقد علمتني دروساً قيمة عن الحياة والإنسانية ونفسي. فيما يلي بعض الطرق التي غيرت بها هذه الرواية حياتي:

1 -لقد جعلني أقدر عائلتي أكثر: تحب سكاوت والدها أتيكوس فينش، وهو محامٍ يدافع عن توم روبنسون على الرغم من مواجهة العداء والتهديدات من جيرانه البيض. إنها معجبة بنزاهته وحكمته ولطفه. كما أنها تحب شقيقها جيم الشجاع والمخلص رغم ضعفه الجسدي. تحترم آراءه وتدعمه في مساعيه. كما أنها تعتني بوالدتها كالبورنيا، وهي الطاهية وصديقة أسرارها. إنها تدرك قوتها وكرامتها كامرأة سوداء في مجتمع عنصري.
2 -لقد ألهمتني للوقوف إلى جانب ما هو صحيح: يشهد سكاوت العديد من المظالم في مايكوم، مثل حرمان توم روبنسون من محاكمة عادلة بسبب لون بشرته؛ بوب إيويل يكذب بشأن اغتصاب مايلا إيويل؛ السيدة دوبوز تتعرض لسوء المعاملة من قبل زوجها؛ الآنسة مودي منبوذة من المجتمع؛ يخشى الجميع بو رادلي. إلخ. تحاول مساعدة المضطهدين أو المهمشين من خلال التحدث ضدهم أو مصادقتهم. على سبيل المثال، تدافع عن توم روبنسون في المدرسة؛ أصبحت صديقة لديل هاريس في البداية؛ تحاول فهم وجهة نظر بو رادلي؛ تواجه بوب إيويل بعد أن هاجمها. إلخ.
3 -علمتني أن أتعاطف مع الآخرين: تتعلم “سكاوت” رؤية ما هو أبعد من المظاهر والقوالب النمطية عندما تتفاعل مع أشخاص مختلفين في مايكوم. إنها تدرك أن الناس لا يتم تعريفهم حسب عرقهم أو طبقتهم أو جنسهم أو عمرهم أو دينهم أو أي شيء آخر يجعلهم مختلفين عن الآخرين. تكتشف أن الناس لديهم مشاعر واحتياجات مثلها تماماً؛ لديهم آمال وأحلام مثلها تماماً؛ لديهم مخاوف وشكوك مثلها تماماً؛ لديهم نقاط قوة ونقاط ضعف مثلها تماماً؛ إنهم بشر مثلها تماماً.
4 -لقد جعلني أتساءل عن أفكاري وقيمي: تواجه سكاوت العديد من المعضلات خلال الرواية والتي تختبر حكمها الأخلاقي وتطور شخصيتها. على سبيل المثال: هل ينبغي عليها أن تخبر جيم عن بو رادلي؟ هل يجب أن تكذب لحماية بو رادلي؟ هل يجب أن تثق بالسيد ماكمولن؟ هل يجب عليها أن تحكم على السيدة ماكمولن؟ هل يجب أن تصدق ديل هاريس؟ هل عليها أن تتبع نصيحة أتيكوس فينش؟ هل عليها أن تقبل مصير توم روبنسون؟ هذه الأسئلة تجعلني أفكر في اختياراتي وتصرفاتي في الحياة.

إذا لم تكن قد قرأت رواية “أن تقتل طائراً محاكياً” بعد، أنصحك بشدة أن تفعل ذلك. لن تندم على ذلك. ستُدهش من قوتها. وسوف تتأثر بجمالها. سوف تتغير بحكمتها.

إن رواية “أن تقتل طائراً محاكياً” هي أكثر من مجرد رواية؛ إنها تجربة تبقى معك إلى الأبد.

اقتباسات من رواية “أن تقتل طائراً محاكياً”

رواية “أن تقتل طائراً محاكياً” هي رواية كلاسيكية بقلم هاربر لي تستكشف موضوعات العنصرية والعدالة والشجاعة والتعاطف في الجنوب الأميركي خلال ثلاثينيات القرن العشرين. الرواية ترويها سكاوت فينش، وهي فتاة صغيرة تعيش مع والدها أتيكوس، المحامي الذي يدافع عن رجل أسود متهم باغتصاب امرأة بيضاء. تعد الرواية على نطاق واسع واحدة من أكثر الأعمال المؤثرة والمحبوبة في الأدب الأميركي.

ثمة العديد من الاقتباسات التي لا تنسى من رواية “أن تقتل طائراً محاكياً” والتي تجسد جوهر القصة وشخصياتها. وهنا بعض الأمثلة:

“إنك لا تفهم شخصًا حقاً حتى تنظر إلى الأشياء من وجهة نظره… حتى تتسلق داخل جلده وتتجول فيه.” هذا الاقتباس قاله أتيكوس لسكاوت في الفصل الثالث، عندما حاول تعليمها كيفية التعاطف مع الآخرين ورؤية الأشياء من وجهات نظر مختلفة.
“أردتك أن ترى ما هي الشجاعة الحقيقية، بدلاً من أن تستوعب فكرة أن الشجاعة هي رجل يحمل مسدساً في يده. إنها عندما تعرف أنك محظور قبل أن تبدأ، لكنك تبدأ على أي حال وتستمر في ذلك بغض النظر عن ذلك.” هذا الاقتباس قاله أتيكوس أيضاً لسكاوت في الفصل الثالث، عندما يشرح لماذا قرر الدفاع عن توم روبنسون، على الرغم من علمه بأنه ليس لديه أي فرصة للفوز.
“يرى الناس عموماً ما يبحثون عنه، ويسمعون ما يستمعون إليه.” قالت هذا الاقتباس كالبورنيا، مدبرة المنزل التي قامت بتربية سكاوت وأتيكوس، في الفصل الخامس. وهي تستخدم هذا الاقتباس لوصف كيف يميل الناس إلى الحكم على الآخرين بناءً على على مظهرهم أو سمعتهم، وليس على شخصيتهم الحقيقية.
“الشيء الوحيد الذي لا يلتزم بقاعدة الأغلبية هو ضمير الشخص.” هذا الاقتباس هو اقتباس آخر من كالبورنيا في الفصل الخامس. تقول هذا بعد أن أخبرها أتيكوس أنه تلقى رسائل كراهية من بعض الأشخاص الذين يختلفون مع رأيه. قرار الدفاع عن توم روبنسون.
“قال لي أتيكوس أن أحذف الصفات وسأحصل على الحقائق.” هذا الاقتباس من وجهة نظر سكاوت في الفصل السادس. وهي تتذكر كيف علمها والدها كيفية الكتابة بموضوعية وواقعية عما رأته وسمعته أثناء المحاكمة. .
“أعتقد أن هناك نوعاً واحداً فقط من الناس، وهم الناس.” هذا الاقتباس أيضاً من وجهة نظر سكاوت في الفصل السادس. قالت هذا بعد أن قابلت بو رادلي، المنعزل الغامض الذي يعيش بجوار منزلها. لقد أدركت أن بو رادلي لا يختلف كثيراً عن أي شخص آخر تعرفه، على الرغم من سمعته كوحش.
«قال أتيكوس لجيم ذات يوم: «أفضل أن تطلق النار على علب الصفيح في الفناء الخلفي، لكنني أعلم أنك ستطارد الطيور. أطلق النار على كل طيور القيق الأزرق التي تريدها إذا تمكنت من ضربها، لكن تذكر أن ذلك خطيئة». كانت هذه هي المرة الوحيدة التي سمعت فيها أتيكوس يقول إن القيام بشيء ما خطيئة، فسألت الآنسة مودي عن ذلك. فقالت: ـ إن والدك على حق. الطيور المحاكية لا تفعل شيئاً واحداً سوى صنع “الموسيقى لنستمتع بها. إنهم لا يأكلون حدائق الناس، ولا يعششون في أسرة الذرة، ولا يفعلون شيئاً واحداً سوى الغناء من قلوبهم لنا. “لهذا السبب يعد قتل الطائر المحاكي خطيئة.” هذا الاقتباس أيضاً من وجهة نظر سكاوت في الفصل 12. وهي تروي هذه القصة حول كيف علمها والدها عن الطيور المحاكية كمثال للرحمة واللطف.

تقييم رواية “أن تقتل طائراً محاكياً”

تلقت الرواية العديد من التقييمات الإيجابية من النقاد والقراء على حدٍ سواء. أما التقييمات الإيجابية فهي:

1 -الرواية مكتوبة بشكل جيد وجذابة وواقعية. يستخدم المؤلف أوصافاً حية وحواراً وروح الدعابة لإنشاء شخصيات ومشاهد لا تُنسى.
2 -الرواية ذات صلة بالقضايا المعاصرة مثل العنصرية والتمييز الجنسي والتحيز والتمييز. وتظهر الرواية كيف تؤثر هذه المشاكل على الأفراد والمجتمع بطرق مختلفة.
3 -الرواية ملهمة ومبهجة. تعلم الرواية القراء أن يكونوا عطوفين وشجاعين وصادقين ويحترمون الآخرين. وتظهر الرواية أيضًا كيف يمكن للناس التغلب على الشدائد والظلم بكرامة ونعمة.
أما التقييمات السلبية فهي:

1 -الرواية تبسيطية أو مثالية للغاية. قد يجد بعض القراء الشخصيات أو المواقف غير واقعية أو مبالغ فيها. كما قد يختلف بعض القراء مع بعض الآراء الأخلاقية أو السياسية التي تم التعبير عنها في الرواية.
2 -الرواية بطيئة جداً أو مملة. قد يجد بعض القراء أن حبكة الرواية أو إيقاعها بطيء جداً أو ممل. قد يفضل بعض القراء أيضاً المزيد من الحركة أو التشويق في القصة.
3 -الرواية عاطفية أو وعظية للغاية. قد يجد بعض القراء لهجة أو رسالة الرواية عاطفية أو أخلاقية للغاية. قد يشعر بعض القراء أيضاً أن المؤلف يحاول فرض آرائه أو قيمه عليهم.
بشكل عام، تعد رواية “أن تقتل طائراً محاكياً” رواية مؤثرة ومشهود لها على نطاق واسع والتي أثرت في حياة الملايين حول العالم. إنه كتاب يمكن أن يستمتع به الأشخاص من جميع الأعمار والخلفيات. إنه كتاب يمكن أن يجعلك تفكر، وتشعر، وتضحك، وتبكي، وتتعلم.

يمكن إعطاء الرواية 4.5 من 5 نجوم.

ملخص ختامي

رواية “أن تقتل طائراً محاكياً” هي رواية قوية وآسرة تستكشف موضوعات العنصرية والعدالة والشجاعة والبراءة في الجنوب الأميركي خلال ثلاثينيات القرن العشرين. الرواية ترويها سكاوت فينش، وهي فتاة صغيرة تتعلم دروساً قيمة من والدها أتيكوس، المحامي الذي يدافع عن رجل أسود متهم بالاغتصاب. الرواية مكتوبة بشكل جيد وجذابة وواقعية، مع أوصاف حية وحوار وروح الدعابة. الرواية أيضاً ذات صلة وملهمة وراقية؛ لأنها تعلم القراء أن يكونوا عطوفين وشجاعين وصادقين ويحترمون الآخرين. تحتوي الرواية على بعض العيوب البسيطة، مثل كونها بطيئة جداً أو مبسطة أو واعظية بالنسبة لبعض القراء، لكن هذه لا تطغى على تألقها وتأثيرها. رواية “أن تقتل طائراً محاكياً” هو أحد كلاسيكيات الأدب الأميركي الذي يستحق أن يقرأه الجميع.