معاني الكلمات

هل تعرف سبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم

ها قد بدأت شعائر الحج المقدس، الحج الذي هو من الفرائض التي فرضها الله عز وجل على عباده المؤمنين لمن استطاع إليه سبيلاً، وهو ركن مقدس من أركان الإسلام.

وأولى هذه الشعائر هو يوم التروية، فما يوم التروية؟ وما معناه، وما الذي يحدث فيه، وهل له مكان محدد أخذت منه هذه التسمية؟ وهل توجد أحاديث قالها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم؟ وهل ذكر الشعراء في أشعارهم هذا اليوم؟ وهل حدثت أحداث تاريخية في هذا اليوم؟

كل هذا سنعرفه في مقالتنا التي ننشرها في يوم التروية، تابع معنا القراءة.

ما يوم التروية؟

هو اليوم الثامن من ذي الحجة؛ أي يوم ذهاب الحجيج من مكة إلى منى.
سمي يوم التروية؛ لأنهم كانوا يتروون به من الماء بمكة وينهضون إلى عرفة ومنى، إذ لم يكن بهما ماء.
قاله ابن الحنفية والأزهري والجوهري وابن فارس وابن سيده والمرزوقي والنسفي والفيومي والقاضي عياض وغيرهم.
-ويقال له يوم منى؛ لأن الحجاج يسيرون في هذا اليوم إلى منى.
-بينما قال محمد بن إسحاق: كان إبراهيم إذا زار هاجر وإسماعيل، حمل على البراق فيغدو من الشام ويقيل بمكة، ويروح من مكة فيبيت عند أهله بالشأم، حتى إذا بلغ إسماعيل معه السعي، وأخذ بنفسه ورجاه لما كان يأمل فيه من عبادة ربه وتعظيم حرماته، أمر في المنام أن يذبحه، وذلك أنه رأى ليلة التروية كأن قائلا يقول له: إن الله يأمرك بذبح ابنك، وعندما أصبح الصبح عليه روى أي فكر في نفسه أمن الله هذا الحلم أم من الشيطان. فعندها ثم سمي يوم التروية.
ما الوزن الصرفي لكلمة التروية؟
التروية وزنها التفعلة، وذلك أن الراء والواو والياء فيها أصول، من روى على وزن فعل، والألف
المقصورة انقلبت ياء في المصدر فصارت التروية على وزن التفعلة.

ما الوزن الصرفي لكلمة التروية؟

التروية وزنها التفعلة، وذلك أن الراء والواو والياء فيها أصول، من روى على وزن فعل، والألف المقصورة انقلبت ياء في المصدر فصارت التروية على وزن التفعلة.

الأحاديث الواردة في يوم التروية

-روى البخاري في صحيحه ٢/ ١٦١: حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا إسحاق الأزرق، حدثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه قلت: أخبر ني بشيء حفظته عن النبي صلى الله عليه و سلم، أ ين صلى الظهر و العصر في يو م الترو ية ؟ قا ل: بمنى، قلت: فأ ين صلى العصر في يو م النفر ؟ قا ل: بالأ بطح، ثم قا ل: افعل مثلما يفعل أمراؤك.
-وروى البخاري أيضا ٢/ ١٣٩: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس رضي الله عنه، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن معه في المدينة الظهر أربع ركعات، وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين اثنتين، ثم بات بها حتى أصبح، بعدها ركب حتى استوت به على البيداء، ثم حمد الله وسبح وكبر، ثم أهل بحج أو بعمر ة، و أهل النا س بهما معه، فلما قد منا أمر النا س، فحلوا  حتى إذ ا كا ن يو م الترو ية أهلوا با لحج، قا ل: و نحر النبي صلى الله عليه وسلم بد نات بيد ه الشريفة قياماً، وذبح عليه الصلاة والسلام بالمدينة كبشين أملحين.

أحداث جرت يوم التروية

-قال الواقدي: قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه يوم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجة يوم التروية. وروي: إنه قد قتل يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شهر ذي الحجة.
-في هذا اليوم سنة ٥٥ هجرية توفي عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد، أبو محمد السمرقندي الدارمي، وهو أحد رجال صحيح مسلم، وروى عنه الترمذي والفرياني وغيرهم.
كما حدث عن يزيد بن هارون وعبد الله بن موسى، وعن محمد بن يوسف الفريابي، وعن يعلى بن عبيد، وعن جعفر بن عون، وغيرهم.
كان حسن المعرفة وأحد الرحالين في طلب الحديث، ومن الموصوفين بجمع الحديث وحفظه، والإتقان له، وهو ثقة صدوق ورع وزاهد.
-توفي في هذا اليوم أبو جعفر المنصور سنة ١٥٨ هجرية، وذلك بعد أن حج بالناس، فأدركته الوفاة في مكة يوم التروية، وقد مات وهو ابن ٦٣ سنة، وقد تولى المسلمين لمدة ٢٢ سنة إلا سبعة أيام.
-في هذا اليوم قتل الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب حيث دعا إلى نفسه، فبايعه ناس كثير رغم وجود خليفة للمسلمين اسمه موسى الهادي، ثم خرج من المدينة إلى مكة لكن في الطريق وفي موضع اسمه (فخ) لقيه العباس بن محمد بن علي، ومحمد بن سليمان بن علي، وموسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي، فقتلوه في يوم التروية يوم السبت سنة ١٦٩ هجرية.
-في هذا اليوم توفي أحمد بن سهل بن أيوب (أبو الفضل الأهوازي) سنة ٢٩١ هجرية بالأهواز.
وهو واحد من شيوخ الطبراني.
حدث عن علي بن بحر بن بري، وعن خالد بن يزيد العمري، وعن عبد الملك بن مروان الحذاء، وعن إسماعيل بن أبي أويس، وعن إسحاق بن محمد الفروي، وغيرهم.
-في هذا اليوم من سنة ٢٩٩ هجرية توفي أحمد بن الحسين بن نصر، أبو جعفر الحذاء مولى همدان، وهو الذي سمع عن علي بن المديني، وعن الصلت بن مسعود الجحدري، ومحمد بن حميد الرازي، وعن إسماعيل بن عبيد الحراني، وغيرهم، وكان ثقة.
-في يوم التروية من العام ٣١٧ هجرية قام عدو الله أبو طاهر القرمطي بالخروج إلى الحجيج في مكة وكان على رأس هؤلاء الحجيج منصور الديلمي فقتل القرمطي الحجيج قتلا ذريعا في المسجد وفي أنحاء مكة، كما قتل أمير مكة وقتئذ واسمه ابن محارب، وقلع باب الكعبة والحجر الأسود وأخذه إلى هجر، وكان معه ٩٠٠ مقاتل.
وقيل: إن الذي قتلهم بأنحاء مكة نحو من ثلاثين ألفا، وسبى من النساء والصبيان عددا كبيرا.
-وفي يوم التروية سنة ٦٠٨ هجرية توفي أحمد بن الحسن بن أبي البقاء بن الحسن، أبو العباس العاقولي، البغدادي، المقرئ. وهو الذي قرأ القراءات على أبي الكرم الشهرزوري وغيره.
كما روى الكثير، وأقرأ الناس، وكان صدوقا، ومتعففا، وقنوعا، وحسن الأخلاق، إضافة إلى أنه كان طيب الصوت بالقرآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى