تراجم

من هو الربيع بن خثيم؟

هو الربيع بن خثيم بن عائذ، وكنيته أبو يزيد الثوري الكوفي.

كان الرَّبيع بن خُثَيْمٍ تابعياً وهو من أئمة التابعين، إمام في الهدى وعلم في التقى ومصباح منير من مصابيح الدجى. وهو واحد من الزهاد الثمانية من التابعين رحمهم الله، وكان يعد من عقلاء الرجال.

من هم الزهاد الثمانية؟

عن علقمة بن مر ثد أنه قا ل: انتهى الز هد إلى ثما نية، وهم: عا مر بن عبد الله بن عبد قيس، وأو يس القر ني، والر بيع بن خثيم، وهر م بن حيا ن، والأ سود بن يز يد، ومسر وق بن الأجد ع،  وعبد الله بن ثو ب أبي مسلم الخو لاني، والحسن بن أ بي الحسن.

هو تابعي قليل الرواية، لكنه كبير الشأن، روى الربيع بن خثيم عن عبد الله بن مسعود وأبي أيوب الأنصاري وعمر بن ميمون رضي الله عنهم.

وحدث عنه إبراهيم النخعي والشعبي وهلال بن يساف وهبيرة بن خزيمة ومنذر الثوري وغيرهم.

-وفي كتاب حلية الأولياء: جاء ابن الكواء مرة إلى الربيع فقال له: دلني على رجل هو خير منك، فقال له الربيع بن خثيم: من كان منطقه ذكراً، وكان صمته تفكراً، وسيره تدبراً، فهذا خير مني.

-وحين أصاب الفالجُ الربيعَ قيل له: هلا تداويت، فقال ابن خثيم: لقد علمت أن الدواء حق ولكن ذكرت عاداً وثمود وأصحاب الرس وقروناً بين ذلك كثيراً؛ لقد كانت فيهم الأوجاع، يعني الأمراض، وكانت لهم الأطباء فلا المداوي بقي ولا المداوى.

-وكان عمل الربيع بن خثيم كله سراً، فقد روت عنه ابنته سرية: كان الربيع يدخل عليه الداخل وفي حجره المصحف يقرأ فيه فيغطيه.

-و من توا ضع الربيع رحمه الله أنه كا ن يكنس الحش بنفسه، فقيل له : إ نك تكفي هذ ا، قا ل: إ ني أ حب أ ن آ خذ نصيبي من هذه المهنة.

-توفي الربيع سنة خمس وستين هجرية.

موقفه مع المرأة الجميلة

-كان الربيع بن خثيم مثلاً أعلى في خشية الله، أما أبرز موقف له فهو عندما تعرضت له امرأة بارعة الجمال، فكان موقفه منها موقف الرجل النقي التقي العفيف الحيي الحر الأبيِّ، لم يكن موقف الفاجر الشقي العتي الذي يسير أسيراً ذليلاً وراء شهواته، وإليك الموقف فتأمله بعين البصيرة ثم أمعِن النظر فيه، واجعل له من سمعك مسمعاً وفي قلبك موقعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غر ر الفو ائد، و درر الفرا ئد:

-أمر قومٌ امرأةً ذات حسن وجمال أن تتعرض للربيع حتى تفتنه، ووعدوها إن فعلت ذلك بألف درهم! فلبست هذه المرأة أحسن ما قدرت عليه من الثياب، وتطيبت بأطيب المسك والعطور، ثم تعرضت له حين خرج من المسجد. فنظر إلى المرأة، فرا عه أمر ها، فأ قبلت عليه و هي سا فرة.

فقال للمرأة: كيف بكِ لو قد نزلت الحمى بجسمك، ثم غيرت ما أرى من لونك وبهجتك؟ وأضاف: أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت، ثم قطع منك حبل الوتين؟ أم كيف بك لو سألك الملكان منكر ونكير؟

فصر خت المرأ ة صر خة، ثم خر ت وقد أغشي عليها، فو الله لقد أفا قت، وبلغت من عبا دة ربها من أ نها كا نت في اليوم الذ ي فيه ما تت كأ نها جذع شجرة محترق.

نرى أن المرأة قد خضعت بالقول لمن أمرها لكن الربيع لم يكن في قلبه مرض مثل أولئك الذين يسيل لعابهم وراء الشهوات؛ فحصل له النجاة بفضل الله.

أقوال العلماء في الربيع بن خثيم

-قا ل عنه عبد الله بن مسعود ر ضي الله عنه: يا أ با يز يد لو رآ ك النبي صلى الله عليه و سلم لأ حبك، و ما رأ يتك إ لا تذ كر ت ا لمخبتين.

-وعن مبارك بن سعيد، عن أبيه، قا ل: قيل لأ بي وا ئل: أأ نت أ كبر أ م الر بيع بن خثيم؟ قا ل: أنا أ كبر منه سناً، و هو أ كبر مني عقلاً.

-ورو ي عن الإمام الشعبي أنه قال عندما ذكر أ صحاب عبد الله بن مسعود ر ضي الله عنه، و منهم التا بعون: أ ما الر بيع فأو ر عهم ور عاً.

-قال عنه أبو نعيم أيضاً: ا لمخبت الور ع، ا لمتثبت ا لقنع، و هو الحاف ظ لسر ه، وا لضا بط لجهر ه، وأضاف أبو نعيم: و هو المعتر ف بذ نبه، ا لمفتقر إ لى ربه.

-قال عنه الذهبي: هو إ مام و قد وة و ع بد، وأ حد أعلا م زما نه، أر دك زمان النبي صلى الله عليه وسلم وأ رسل الحد يث عنه.

أقوال العلماء في الربيع بن خثيم

-من هو الربيع بن خثيم؟

-هو أبو يزيد الربيع بن خثيم بن عبد الله بن موهبة بن منقد زمن الثوري التابعي الكوفي، وهو من بني ثور بن عبد مناة أحد بطون بني طابخة بن إلياس بن مضر. وقيل إن اسمه كان خالد ولقبه يزيد.

-متى ولد ومتى توفي؟

-ولد في زمن النبي ﷺ وأَرْسَلَ عنه، لكنه لم يلتق به. توفي قبل سنة ٦٥ هـ في الكوفة في ولاية عبيد الله بن زياد.

-من هم شيوخه وتلامذته؟

-كان من كبار تلاميذ الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بعد انتقاله إلى الكوفة. روى عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه وعمرو بن ميمون وعبد الرحمن بن أبي ليلى. حدث عنه عامر الشعبي وإبراهيم بن يزيد النخعي وهلال بن يساف ومنذر الثوري وهبيرة بن خزيمة وغيرهم. كان ابنه عبد الله بن الربيع من رواته أيضاً.

-ما هو شأنه في الحديث والفقه؟

-كا ن قليل الر و ا ية إ لا أ نه كبير ا لشأ ن. قا ل عنه عا مر ا لشعبي: “كا ن من معا دن ا لصد ق”، و قا ل أيضاً: “كا ن الر بيع أو ر ع أ صحا ب ا بن مسعو د”. قال عنه يحيى بن معين: “لا يُسأ ل عن مثله”. روى له جماعة من المحدثين. وكان يفتى في المسائل التي يطرحها عليه المسائلون.

-ما هو حاله في التقوى والزهد؟

-كان من أبرار التابعين وأزاهدهم. كان إذا دخل على ابن مسعود لم يكن له إذن لأحد حتى يفرغ. كان إذا أتاه الرجل يسأله قال: “اتق الله فيما علمت وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه”. كا ن إ ذ ا قيل له كيف أ صبحتم قا ل: “ضعفا ء مذ نبين نأ كل أر زا قنا و ننتظر آ جا لنا”. كان إذا أخذ عطاءه فرقه وترك قدر ما يكفيه. كا ن يد خل عليه الد ا خل و في حجر ه ا لمصحف فيغطيه. كا ن يقا د إ لى ا لصلا ة و به الفا لج فـ قيل له قد ر خص لك قا ل: “إ ني أ سمع: حي على ا لصلا ة فإ ن ا ستطعتم أ ن تأ توها و لو حبو اً”. كان يطعم المصاب خبيصا فقيل له ما يدريه ما أكل قال: “لكن الله يدري”. كان يقول: “كل ما لا يراد به وجه الله يضمحل”. كا نت ا بنة الر بيع تقو ل: “يا أ بتا ه أ لا تنا م” فيقول: “كيف ينا م من يخا ف ا لبيا ت”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى