الأشهر العربية

شهر ذي الحجة الحرام

ويقال في كلّ من ذي القعدة وذي الحجّة الحرام. وهو أحد الأشهر الحرم.

لفظ ذي الحجة بفتح الحاء أم بكسرها

اختلف العلماء في (الحجة) بالكسر أم بالفتح:

-قال ابن هشام اللخمي قيل: الحج بالفتح: الاسم والمصدر، وقيل الحج بالفتح المصدر.

-قال الخليل: قد تُكسَر الحَجّةُ والحَجُّ فيقال: حِجُّ وحِجَّةٌ.

والحج بفتح الحاء وكسرها لغتان: معناهما القصد إلى الشيء المعظم كذا في الاختيار.

وفي الشرع: عبارة عن قصد مخصوص إلى مكان مخصوص في زمان مخصوص.

-قال ثعلب: قياسه الفتح، ولم يسمع من العرب، وبها سمي ذو الحِجة بالكسر.

-قال ابن مالك الطائي: الْحِجّة: (بِالْكَسْرِ وَحدهُ): الهيئة من حج.

-ونقل القَزَّازُ في غريب البخاري: وأما ذو الحجة للشهر الذي يقع فيه الحج فالفتح فيه أشهر، والكسر قليل.

-قال الجوهري: والحِجة المَرَّةُ الواحدة، وهو من الشواذ، لأنَّ القياس بالفتح.

-قال ابن قرقول ووافقه القاضي عياض: (ذُو الحَجَّةِ) بالفتح، وأجاز بعضهم الكسر، وأباه آخرون، والحَجة بالفتح هو الاسم من الحج، والحِجة بالكسر هي المرة الواحدة (من الحج)، وهو نادر في هذا فقط، وسائر المصادر الثلاثي تأتي بالفتح كالقتلة والشربة والضربة، فانقلب هذا عندهم وشذ، وقيل: الحج بالفتح: الاسم والمصدر، وقيل: الحج بالفتح: المصدر.

-قال القونوي: فالحجة بالكسر: المرة على غير قياس، والقياس الفتح، إلا أنه لم يسمع من العرب على ما حكاه ثعلب، ويدل على ذلك ذو الحجة لشهر الحج؛ لأنهم يجرون الفتح ولسانهم على صيغة المرة والكسر على النوع.

بينما قال الأثرم: لا يقال حَجَّة، بفتح الحاء، إنما هي حِجّة، بالكسر.

-وقال الفراء: الحِجة، مكسورة الحاء، فإذا أردت المرَّةَ، جاز في القياس فتح الحاء، فقلت: حَجّة. وأنشدنا أبو العباس:

(علي إلى البيت المحرم حَجَّةٌ … أوافي بها نَذْراً ولم أنتعِلْ نَعْلا)

(لقد مَنَحَت ليلى المودة غَيرنَا … وإنّ لها مني المودةَ والبَذْلا)

-وقال الفَتَّنِي: ذو الحجة بالكسر أفصح. وبالكسر قال الرازي.

-قال بطال: الكسر فيه أفصح من الفتح -أي في ذي الحجة-، والفتح في الحج أفصح من الكسر.

معنى ذي الحجة

سمي (ذا الحجة) لأنهم يحُجُّون فيه، قاله الفراء وقطرب وابن الأنباري وأبو جعفر النحاس وغيرهم.

قال قطرب: وكانوا يحجُّونَ ويُلبُّونَ في حجِّهم في الجاهليةِ أيضاً.

مثنى وجمع ذي الحجة

التثنية: ذوا الحجة، قالها الفراء.

الجمع: ذوات الحجة، قالها الفراء وقطرب والنحاس والجوهري وابن منظور.

قال قطرب: وإنْ شِئْتَ قُلتَ: مَضَتْ ذاتُ القَعْدَةِ وذاتُ الحِجَّةِ. أي في الجمع.

قال النحاس: وهو جائزٌ، كما يقال: هذه الشهور وهؤلاء.

وأضاف النحاس: وحكى الكوفيون: مضت أوليات القعدة.

أسماء ذي الحجة القديمة

بُرَكٌ

أورده الفراء وقطرب وابن دريد، وقال النحاس: هو عن العرب العاربة.

قال الشاعر:

أعن لي على الهندي مُهلاً وكُرَّةً … لدى بُرَكٍ حتى تدور الدوائرُ

قال ابن سيده: قال أَبُو عليّ بُرَكُ غير مَصْرُوف لمَكَان الْعدْل.

قال النحاس: معدول عن باركٍ، غير مصروفٍ، ويجوز أن يصرف يكون على التكثير، كما يقال: رجل حطمٌ.

قال الفراء: والتثنية بُرَكَان. والجمع: بُرَكات، وبُرْكات.

قال قطرب: وأمَّا بُرَك فثلاثةُ بِرْكانٍ إذا جمعتَهُ في القياسِ، كما قالوا: جُرَذٌ وجِرْذان، وصُرَدٌ وصِرْدانٌ، وخُزَزٌ وخِزَّانٌ.

-معنى برك: قال النحاس: مأخوذ من البركة لأن الحج فيه، أو من برك الجمل لأنه الوقت الذي تبرك فيه الإبل للموسم. وزاد البيروني: وأما برك فهو لبروك الإبل إذا أُحْضِرَتِ الـمَنْحَرَ.

أسماء ذي الحجة غير المشهورة

مُسْبِلٌ

وقال الدّريدي: والمشهور أسماء غيرها بلغة العرب العاربة، وهم كانوا يسمّون (ذا الحجة) مسبلاً.

قال البيروني: وذكر أبو بكر محمد بن دريد الأزدي في كتاب الوشاح أن ثمود كانوا يسمون الشهور بأسماء أخر وهي هذه: مسبل.

نعس

ذكره المسعودي.

قلت: قد يكون اسمه نعس لأن الناقة تنعس فيه إذا حلبت.

قال ابن دريد: وناقة نَعوس للغزيرة الَّتِي تنعُس إِذا حُلبت.

قال الجوهري: لأنَّها إذا دَرَّتْ نَعَسَتْ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى