الأشهر العربية

شهر ذي القعدة الحرام

وَيُقَالَ فِي كُلٍّ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ وَذِي الْحَجَّةِ الْحَرَامُ. وَهُوَ أَحَدُ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ.

ذُو الْقَعْدَةِ بِفَتْحِ الْقَافِ، وَالْكَسْرُ لُغَةٌ، قالَهُ القاضي عياضٌ، وابنُ قرقولٍ، وابنُ هشامٍ اللَّخميُّ، والفيُّوميُّ، والقلقشنديُّ.

ما معنى ذي القَعدةِ؟

سُمِّيَ (ذا القعدةِ) لقُعودِهِمْ في رحالِهِمْ وأوطانِهِمْ عنِ الغزوِ، لا يطلبُونَ كلأً ولا ميرةً؛ لأنَّهُ مِنَ الأشهرِ الحرمِ، كانُوا لا يقاتلونَ فيهِ تعظيماً لَهُ، قالَهُ الفراهيديُّ، وقُطربٌ، والفرَّاءُ، وابنُ دريدٍ، وابنُ الأنباريِّ، والنَّحَّاسُ، وابنُ فارسٍ، والعسكريُّ، والصُّحاريُّ، وابنُ قرقولٍ، والبعليُّ، وابنُ منظورٍ، والقلقشنديُّ.

مثنَّى ذي القعدةِ وجمعُهُ

التَّثنيةُ: ذوا القعدةِ، والجمعُ: ذواتُ القعدةِ، قالَهَا الفرَّاءُ.

وقالَ الفيُّوميُّ: والتَّثنيةُ ذَوَاتَا الْقَعْدَةِ وَذَوَاتَا الْقَعْدَتَينِ فَثَنَّوا الِاسْمَينِ وَجَمَعُوهُمَا، وَهُوَ عَزِيزٌ؛ لِأَنَّ الْكَلِمَتَيْنِ بِمَنْزِلَةِ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ وَلَا تَتَوَالَى عَلَى كَلِمَةٍ عَلَامَتَا تَثْنِيَةٍ وَلَا جَمْعٍ.

قالَ قطربٌ: وأَمَّا ذو القَعْدةِ وذو الحِجَّةِ فالجمعُ فيهِمَا: ذواتُ القَعْدَةِ وذواتُ الحِجَّةِ.

وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: مَضَتْ ذاتُ القَعْدَةِ وذاتُ الحِجَّةِ.

قالَ النَّحَّاسُ: وحكى الكوفيُّونَ: مضَتْ أُولياتَ القعدةِ.

وحكُوا في الجمعِ ذاتُ، وهوَ جائزٌ، كمَا يقالُ: هذهِ الشُّهورُ وهؤلاءِ.

أسماءُ ذي القعدةِ القديمةُ

هُوَاعُ

أوردَهُ الفرَّاءُ، وقالَ والتَّثنيةُ: هُوَاعانِ. والجمعُ: أهوعةٌ. وإنْ شئْتَ هواعاتٌ.

وقيلَ لَهُ هُواعُ، أي: يَهُوعُ بالنَّاسِ، أي: يخرجُهُمْ منْ أمكنتِهِمْ إلى الحجِّ.

أنشدَ ابنُ الأعرابيِّ:

وقَوْمِي لَدَى الهيجاءِ أكْرَمُ موْقِفا … إِذا كانَ يَوْمٌ مِنْ هُوَاعَ عَصِيبُ

وَرْنَةٌ

أوردَهُ قطربٌ وابنُ دريدٍ والنَّحَّاسُ.

وقالَ ثَعْلَبٌ: هوَ جُمادَى الآخِرَةُ.

قالَ النَّحَّاسُ: وذو القعدةِ ورنةٌ، تكونُ الواوُ فيهِ مبدلةً مِنْ همزةٍ، يكونُ مشتقّاً مِنْ أرنَ: إذا تحرَّكَ، أي هوَ الوقتُ الَّذي يتحرَّكونَ فيهِ إلى الحجِّ؛ أو مِنَ الأَرونِ، أي: الدُّنوِّ مِنَ الحجِّ. قالَ الأصمعيُّ: أرنَ يأرنُ أروناً؛ تقبَّضَ ودنا بعضُهُ إلى بعضٍ.

والجمعُ: وَرَناتٌ وورنانٌ كخفانٍ.

قالَ الشَّاعرُ:

فأَعْدَدْتُ مَصْقُولاً لأَيّامِ وَرْنَةٍ … إِذا لمْ يَكُنْ للطَّعْنِ والرَّمْيِ مَسْلَكُ

قالَ ثَعْلَبٌ ويُقالُ لَهُ أيضاً رِنَةُ غيرَ مَصْرُوفٍ.

قالَ البيرونيُّ: وأمَّا الرَّنَّةُ فلأنَّ الأنعامَ كانَتْ تَرِنُّ فيهِ لقربِ النَّحرِ.

أسماءُ ذي القعدةِ غيرُ المشهورةِ

مُحْلَسٌ

قالَ الدُّريديُّ: والمشهورُ أسماءٌ غيرُهَا بلغةِ العربِ العاربةِ، وهمْ كانُوا يسمُّونَ (ذا القعدةِ) مُحْلَساً.

ومُحْلَسٌ مِنْ تَحَلَّسَ بالمكانِ وتَحَلَّزَ بِهِ، إذا أقامَ بِهِ.

حَيْفَلٌ

ذكرَ أبو بكرٍ محمَّدُ بنُ دريدٍ الأزديُّ في كتابِ الوشاحِ أنَّ ثمودَ كانُوا يسمُّونَ الشُّهورَ بأسماءٍ أُخَرَ وهيَ هذهِ: مُوجِبٌ وهوَ المحرَّمُ، مُوجزٌ، مُوردٌ، مُلْزِمٌ، مُصْدِرٌ، هَوْبَرٌ، هَوْبَلٌ، مَوْهَاءُ، دَيْمَرٌ، دَابِرٌ، حَيْفَلٌ، مُسْبِلٌ.

حرفٌ

ذكرَهُ المسعوديُّ.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى