الفروق اللغوية

ما الفرق بين الخطأ والغلط؟

يكثر الحديث والسؤال عن معنى الخطأ والغلط، وهل هما مشابهان لبعضهما في المعنى، أي هل هما مترادفان، وهل من فرق بينهما؟ هذا ما سنعرفه في هذا الدرس.

ما الخطأ؟

نقيضُ الصَّوابِ، وهوَ أنْ تريدَ الشَّيءَ فلا تصبْهُ، وقدْ يكونُ عمداً وقدْ لا يكونُ عمداً، فإذا تعمَّدَ الرَّجلُ الذَّنبَ سُمِّيَ مخطئاً وفِعْلُهُ خَطِئْتُ، وإذا لمْ يتعمَّدْهُ فهوَ خاطئٌ وفعلُهُ أخطأْتُ.

قالَ تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}.

وقالَ تعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}.

جاءَ في الحديثِ القدسيِّ: «يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ».

وفي حديثِ الكُسوفِ: «فأَخْطَأَ بِدِرْعٍ حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ».

قالَ المُنذِريُّ: سمعْتُ أبا الهيثمِ يقولُ: خَطِئْتُ، لِمَا صنَعْتَهُ عَمْداً، وهوَ الذَّنبِ، وأخطأْتُ لِمَا صَنَعْتَهُ خطأً غيرِ عَمْدٍ، وفي (مُشكلِ القرآنِ) لابنِ قُتيبةَ في سورةِ الأنبياءِ في الحديثِ «إِنَّهُ لَيسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَخْطَأَ أَو هَمَّ بِخَطِيئَةٍ غَيرَ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا، لِأَنَّهُ كَانَ حَصُوراً لَا يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يُرِيدُهُنَّ».

قالَ رُؤْبَةُ:

يَا رَبِّ إِنْ أخْطَأْتُ أَوْ نَسِيتُ … فَأَنْتَ لاَ تَنْسَى وَلاَ تَمُوتُ

قالَ العسكريُّ: الخطأُ لا يكونُ صواباً على وجهٍ.

زادَ العسكريُّ: الخطأُ هوَ أنْ يقصِدَ الشَّيءَ فيصيبَ غيرَهَ، ولا يُطلقُ إلَّا في القبيحِ، فإذا قُيِّدَ جازَ أنْ يكونَ حسناً؛ مثلُ أنْ يقصدَ القبيحَ فيصيبَ الحسنَ، فيقالُ: أخطأَ ما أرادَ، وإنْ لمْ يأتِ قبيحاً.

مثالٌ: أخطأَ الرَّجلُ في ضربِ جارِهِ.

أخطأَ الطالبُ في الإجابةِ عن السُّؤالِ.

ما الغلط؟

الغلطُ: أنْ تَعْيا بالشَّيءِ فلا تعرفَ وجهَ الصَّوابِ فيهِ مِنْ غيرِ تَعَمُّدٍ.

وقيلَ الغلطُ خاصٌّ بالمنطقِ والكلامِ.

وقيلَ: الغلطُ: في الحسابِ وفي كلِّ شيءٍ.

قالَ العسكريُّ: الغلطُ وضعُ الشَّيءِ في غيرِ موضعِهِ، ويجوزُ أنْ يكونَ صواباً في نفسِهِ.

وليسَ الغلطُ ما يكونُ الصَّوابُ خلافَهُ، بلْ هوَ وضعُ الشَّيءِ في غيرِ موضعِهِ.

مثالٌ: غَلِطَ القائلُ في الخطابِ.

غَلِطَ الطَّالبُ في الحسابِ.

كانَ هذا الرَّجلُ يَغْلَطُ في بعضِ المسائلِ.

المصادرُ والمراجعُ

-تاج العروس لمرتضى الزبيدي.

-تهذيب اللغة للأزهري.

-جمهرة اللغة لابن دريد.

-الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري.

-الفروق اللغوية للعسكري.

-لسان العرب لابن منظور.

-المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده.

زر الذهاب إلى الأعلى