ما الفرق بين الحياء والخجل؟

الحياءُ: هوَ الِاسْتِحْيَاءُ: أيِ التُّؤَبَةُ والحِشمةُ، وانْقِباضُ النَّفسِ عنِ القَبائحِ والمعاصي مخافة اللوم والعقاب.

والتُّؤَبَةُ: الخِزْيُ، والحَياءُ، والانْقِباضُ، وأَصلهَا وُأَبَةٌ، مأْخوذٌ من الإِبَةِ، وَهِي العَيْبُ.

والحياء نوعان: نفساني؛ وهو الذي خلقه الله تعالى في النفوس، كلها كالحياء من كشف العورة، والجماع بين الناس، وإيماني؛ وهو أن يمنع المؤمن من فعل المعاصي خوفًا من الله تعالى.

قال القرطبي: الِانْقِبَاضُ عَنِ الشَّيْءِ وَالِامْتِنَاعُ مِنْهُ خَوْفاً مِنْ مُوَاقَعَةِ الْقَبِيحِ، وَهَذَا مُحَالٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى.

-وقال أئمة التفسير في قوله تعالى: (إن الله لا يستحيي …)، معنى يستحيي فيه وجوه:

١ -لَا يَخْشَى، وَرَجَّحَهُ الطَّبَرِيُّ.

٢ –لا يَتْرُكُ.

٣ –لا يَمْتَنِعُ.

٤ -وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ). قال القرطبي: الْمَعْنَى لَا يَأْمُرُ بِالْحَيَاءِ فِيهِ، وَلَا يَمْتَنِعُ مِنْ ذِكْرِهِ.

الخجلُ: التَّحيُّر والدَّهَشُ مِنَ الاستِحْياءِ، أو أنْ يَفعلَ فِعلاً يَتَشَوَّرُ مِنْهُ (أي يخجلُ) فيَستَحْيِي، أو هوَ بقاءُ المرءِ صامتاً.

فالخجلُ أخَصُّ مِنَ الحياءِ، فَإِنَّهُ، أيِ الخجلُ، لا يكوُن إلَّا بعدَ صُدُورِ أمرٍ زائدٍ، لَا يُريدُهُ القائمُ بِهِ، بخِلافِ الحياءِ؛ فَإِنَّهُ قدْ يكونُ لِما لَمْ يَقَعْ فِيهِ المرءُ، فيَتْرُكُ لأجلِهِ.

قال الكفوي: (الْحيَاء: هو الْوسط بَين الوقاحة الَّتِي هِيَ الجرأة على القبائح وَعدم المبالاة بهَا، والخجل الَّذِي هُوَ انحصار النَّفس عَن الْفِعْل مُطلقاً) وهذا الأمر برأيي فيه نظر.

المصادر والمراجع

-إصلاح المنطق لابن السكيت: ٢٢٦.

-الأضداد لابن الأنباري: ١٥٢.

-تاج العروس من جواهر القاموس للزبيدي: (٢٧/ ٣٩٦)، (٣٧/ ٥١١).

-تصحيح التصحيف وتحرير التحريف للصفدي: ١/ ٤٥٩.

-التعريفات للشريف الجرجاني: ٩٤.

-تفسير الطبري (جامع البيان في تأويل القرآن): ١/ ٤٠٢.

-تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن): ١/ ٢٤٢.

-تهذيب اللغة للأزهري: ٧/ ٢٩.

-جمهرة اللغة لابن دريد: ١/ ٤٤٤.

-الزاهر في معاني كلمات الناس لابن الأنباري: ١/ ٢٤٨ -٢٤٩.

-الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري: ٤/١٦٨٢.

-العين للخليل: ٤/ ١٦٠.

-غريب الحديث لابن الجوزي: ١/ ٢٥٧.

-الكليات للكفوي: ٤٠٤.

-لسان العرب لابن منظور: ١١/ ٢٠٠.

-مجمل اللغة لابن فارس: ٣١٣.

-المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده: ٥/ ٧.

-مختار الصحاح للرازي: ٨٦.

-المخصص لابن سيده: ٤/ ٧٠.

-معجم الفروق اللغوية للعسكري: ٢١٣.

-مقاييس اللغة لابن فارس: ٢/ ٢٤٧.