معجم رمضان

ما الفرق بين السحور بالفتح والسحور بالضم؟

السُّحورُ مِنْ شعائرِ شهرِ رمضانَ المباركِ، ويكونُ في آخرِ اللَّيلِ، نبيِّنُ لكُمْ في هذهِ المقالةِ الفرقَ بينَ السَّحورِ بفتحِ السِّينِ والسُّحورِ بضمِّهَا.

السَّحورُ بفتحِ السِّينِ

هوَ الطَّعامُ الَّذي يُتَسَحَّرُ بِهِ.

قالَهُ ثعلبٌ، وابنُ الأنباريِّ، وابنُ دُرُسْتَوَيْهِ، والقالي، والخطَّابيُّ، وابنُ سيده، والحَمِيديُّ، والقاضي عياضٌ، وابنُ قرقولٍ، وابنُ هشامٍ اللَّخميُّ، وابنُ الأثيرِ، والمُطَرِّزيُّ، وبطَّالٌ، والرَّازيُّ، والنَّوويُّ، والفيروزآبادي.

السُّحور بضمِّ السِّينِ

هوَ المصدرُ، واسمُ الفعلِ: والفعلُ هُنَا هوَ تناولُ الطَّعامِ.

قالَهُ ثعلبٌ، وابنُ الأنباريِّ، والقالي، والخطَّابيُّ، وابنُ قرقولٍ، وابنُ الأثيرِ، وبطَّالٌ، والنَّوويُّ، والفيُّوميُّ.

وعلى هذا يجوزُ أنْ تقولَ:
تناولْتُ طعامَ السَّحُورِ (بالفتحِ)، وتناولْتُ طعامَ السُّحُور (بالضَّمِّ).

وعندَمَا نقولُ: طعامَ السَّحورِ (بالفتحِ) فليسَ معنى العبارةِ: طعامُ الطَّعامِ؛ لأنَّنَا لمَّا أضفْنَا كلمةَ الطَّعامِ إلى السَّحورِ عادَ معنى كلمةِ السَّحورِ إلى المصدرِ، أي طعامُ التَّسحُّرِ.

أمَّا إذا لمْ يُذكرْ لفظُ «الطَّعامِ» فلا يصحُّ إلَّا لفظُ السَّحورِ بالفتحِ؛ لأنَّ السَّحورَ هوَ الَّذي يُؤكلُ.

فلا تقولُ: أكلْتُ السُّحورَ (بالضَّمِّ)، ولكنْ تقولُ: أكلْتُ السَّحورَ (بالفتحِ).

والسُّحورُ: الفَلَحُ والفَلاحُ

قالَهُ الفراهيديُّ واللَّيثُ والقاسمُ بنُ سلَّامٍ وابنُ السِّكِّيتِ وابنُ الأنباريِّ والفارابيُّ والأزهريُّ والجوهريُّ وابنُ فارسٍ والزَّمخشريُّ وابنُ الجوزيِّ.

-جاءَ في الحديثِ: «فَقَامَ بِنَا حَتَّى خَشِينَا أَنْ يَفُوتَنَا الْفَلَاحُ، قَالَ قُلْتُ وَمَا الْفَلَاحُ قَالَ السُّحُورُ». أخرجَهُ أحمدُ.

-قالَ القاسمُ بنُ سلَّامٍ: وأصلُهُ الْبَقَاءُ، قالَ: الأضبطُ بنُ قُريعٍ السَّعْدِيُّ فِي الْجَاهِلِيَّة:

لِكُلِّ هَمٍّ مِنَ الْهُمُومِ سَعَهْ … وَالْمُسْيُ وَالصُّبْحُ لَا فَلَاحَ مَعَهْ

-قَالَ اللَّيثُ: الفَلاَحُ والفَلَحُ السُّحُورُ، وَهُوَ البقاءُ فِي الْخيرِ.

لِمَ سُمِّيَ السُّحورُ فلاحاً؟

-قالَ الجوهريُّ: ويُقالُ: إنَّمَا سُمِّيَ بذلِكَ؛ لأنَّ بِهِ بقاءُ الصَّومِ. وحيَّ على الفلاحِ، أي أقبلْ على النَّجاةِ.

-قالَ ابنُ فارسٍ: قَالُوا: سُمِّيَ فَلَاحاً لِأَنَّ الْإِنْسَانَ تَبْقَى مَعَهُ قُوَّتُهُ عَلَى الصَّوْمِ.

-قالَ الزَّمخشريُّ: ومِنَ المجازِ: «خشينَا أنْ يفوتَنَا الفلاحُ» وهوَ السُّحورُ؛ لأنَّ بِهِ بقاءُ الصَّومِ.

-قالَ ابنُ الجوزيِّ: وسُمِّيَ فلاحاً مِنَ البقاءِ، فبعضُهُمْ يقولُ لأنَّهُ بقاءٌ في الخيرِ، وبعضُهُمْ يقولُ لأنَّ بقاءَ الصَّومِ بِهِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى