معجم رمضان

ما الصحيح رمضان كريم أم رمضان مبارك؟

في كل عام، وعندما يقبل علينا شهر رمضان المبارك يثار الجدل حول صحة عبارة التهنئة التي هي: رمضان كريم، وأن الصحيح هو رمضان مبارك، فما الصحيح؟ وكيف نستخدم كل عبارة منهما؟ 

هذا ما سوف نعرفه في هذه المقالة.

ما معنى عبارة: رمضان كريم

رمضان كريم؛ أي: مُكَرَّمٌ جليل القدر.

هذه العبارة صحيحة لغوياً وشرعياً؛ فقد ورد في القرآن ما يؤيد وصف الشيء بأنه كريم، ومنه قوله تعالى:

{مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ}، سورة يوسف.

{وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ}، سورة الشعراء.

{إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ}، سورة النمل.

{وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ}، سورة الدخان.

وغيرها من الآيات الدالة على معنى مُكَرَّمٍ.

لكن أين نستخدم عبارة (رمضان كريم) وهل تصح عبارة تهئنة؟

الجواب: تصح عبارة (رمضان كريم) كجملة خبرية؛ بمعنى: إن هذا الشهر مُكَرَّمٌ.

لكن لغوياً لا تصح عبارة تهنئة؛ إذ لا معنى أن تقول لشخص آخر: رمضان كريم؛ أي: أرجو لك شهراً مُكَرَّماً؛ فهو شهر مُكَرَّمٌ بغير تهنئة.

ولا معنى من رجائك أن يكون شهراً مكرماً على الناس باستخدام هذه العبارة؛ لأن التكرمة تقع عليه هو لو قصدت عبارة رمضان كريم.

وحتى لو صحت فهي ضعيفة لغوياً.

ما معنى عبارة: رمضان مبارك

رمضان مبارك تعني: أن الله بارك فيه كشهر وبارك على الناس فيه أيضاً .

وهذه العبارة تصح جملة خبرية وعبارة تهنئة.

ومن شواهد صحتها كجملة خبرية قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ).

ويجوز استعمالها كعبارة تهئنة بمعنى: أرجو لك شهراً مباركاً عليك.

فأنت ترجو للشخص المخاطب أن تحل البركة عليه خلال هذا الشهر المبارك فيه أيضاً.

وهي جملة دعاء صحيحة.

نتيجة

قل: رمضان كريم، كجملة خبرية فقط، ولا تستخدمها للتهئنة.

وقل: رمضان مبارك، كجملة خبرية وعبارة تهئنة.

هذا والله تعالى أكرم وأعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى