فروق نحوية

الفرق بين النعت والصفة

يسأل كثير منا: هل من فرق كائن بين النعت والصفة، وهل كل واحدة تستخدم لغرض؟

سنعرف أولاً النعت، ثم نعرف النعت، بعد ذلك نخبركم عن أقوال العلماء في النعت والصفت، ونعطيكم النتيجة لهذا البحث.

النَّعتُ

وَصْفُ الشَّيءِ بِمَا فيهِ مِنْ حُسْنٍ، فهوَ يُستعملُ في الصِّفاتِ الحسنةِ.

وَلَا يُقالُ فِي القَبيحِ، إِلَّا أَنْ يَتَكَلَّفَ مُتَكَلِّفٌ، فَيَقُولَ: نَعْتَ سَوْءٍ.

الصِّفةُ

أعمُّ مِنَ النَّعتِ، وتُستعملُ في الحَسَنِ والقبيحِ مِنَ السِّماتِ.

وإِن صَرَّح الجَوْهَرِيُّ والفَيُّومِيُّ والمناوي وغيرُهم بتَرادُفِهِما.

أقوالُ العلماءِ

-وَيُقَال: النَّعْتُ بالحِلْيَةِ، كالطَّوِيلِ والقَصِيرِ، والصِّفةُ بالفِعْلِ، كضَارِبِ.

-وقالَ ثعلبٌ: النَّعتُ ما كانَ خاصّاً بمحلٍ مِنَ الجسدِ، كالأعرجِ مثلاً، والصِّفةُ للعمومِ، كالعظيمِ والكريمِ؛ فاللهُ تعالى يُوصَفُ ولا يُنْعَتُ.

-قالَ اللَّيْثُ: النَّعْتُ: وصفُكَ الشَّيءَ تَنْعتُهُ بِمَا فِيهِ وتبالغُ فِي وَصفِهِ.

قَالَ: وكلُّ شَيْءٍ كَانَ بَالغاً تَقولُ لَهُ: هَذَا نَعْتٌ؛ أَي جيِّدٌ بَالغٌ.

-قالَ أبو العلاءِ: النَّعتُ لِمَا يتغيَّرُ مِنَ الصِّفاتِ، والصِّفةُ لِمَا يتغيَّرُ ولِمَا لا يتغيَّرُ، فالصِّفةُ أعمُّ مِنَ النَّعتَ. قالَ فعلى هذا يصحُّ أنْ ينعَتَ اللَّهُ تعالى بأوصافِهِ لفعلِهِ؛ لأنَّهُ يَفْعلُ ولا يُفعلُ، ولا يُنعتُ بأوصافِهِ لذاتِهِ؛ إذْ لا يجوزُ أنْ يتغيَّرَ.

ولمْ يستدلَّ على صحَّةِ ما قالَهُ مِنْ ذلِكَ بشيءٍ.

-قالَ العسكريُّ: والَّذي عندي أنَّ النَّعتَ هوَ ما يَظهرُ مِنَ الصَّفاتِ ويَشتهرُ، ولهذا قالُوا هذا نعتُ الخليفةِ كمثلِ قولِهِمْ: الأمينُ والمأمونُ والرَّشيدُ. وقالُوا أوَّلُ مَنْ ذُكِرَ نعتُهُ على المنبرِ الأمينُ ولمْ يقولُوا صفتَهُ وإنْ كانَ قولُهُمُ الأمينُ صفةً لَهُ عندَهَمْ؛ لأنَّ النَّعتَ يفيدُ مِنَ المعاني الَّتي ذكرنَاهَا ما لا تُفيدُهُ الصِّفةُ.

ويتابعُ العسكريُّ: ثُمَّ قدْ تتداخلُ الصِّفةُ والنَّعتُ؛ فيقعُ كلُّ واحدٍ منهُمَا موضعَ الآخرِ؛ لتقاربِ معنييهِمَا. ويجوزُ أنْ يقالَ: الصِّفةُ لغةٌ والنَّعتُ لغةٌ أخرى، ولا فرقَ بينَهُمَا في المعنى، والدَّليلُ على ذلِكَ أنَّ أهلَ البصرةِ مِنَ النُّحَاةِ يقولونَ: الصِّفةُ، وأهلُ الكوفةِ يقولونُ: النَّعتُ، ولا يفرِّقونَ بينَهُمَا.

نتيجةٌ

الصِّفةُ أعمُّ مِنَ النَّعتِ، والغالبُ أنَّهُ لا فرقَ بينَهُمَا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى