فروق نحوية

ما الفرق بين الجملة الاسمية والفعلية؟

يخطئ كثير من الطلاب في التفريق بين الجملة الاسمية والجملة الفعلية مع أن التفريق بينهما سهل جداً، في هذه المقالة سنتعلم كيفية التفريق بين الجملة الاسمية والفعلية.

تعريف الجملة

الجملة هي ما تركَّبَ من كلمتين أو أكثر، ولها معنى مفيد مستقل، نحو: السماء صافية، ونجح زيد.

ولا بد في الجملة من أمرين معاً هما: التركيب والإفادة المستقلة.

والجملة نوعان: جملة اسمية وجملة فعلية.

تعريف الجملة الاسمية

هي كل جملة تبدأ باسم بدءاً أصيلاً، أو هي الجملة التي يكون فيها الاسم ركنها الأول.

مثال: الطقس ممطر، وزيد ناجح.

وقد عرفها الدكتور فخر الدين قباوة: هي التي صدرها:

-اسم صريح، نحو: الحمد لله.

-أو مؤول، نحو: أنْ تَصْدُقَ خيرٌ لك.

-أو اسم فعل، نحو: هيهات الخلودُ.

-أو حرف غير مكفوف مشبَّهٌ بالفعل التام، نحو قوله تعالى: {إن الله غفور رحيم}.

-أو حرف غير مكفوف مشبه بالفعل الناقص، كقوله تعالى: {ما هذا بشراً}.

تعريف الجملة الفعلية

هي كل جملة تبدأ بفعل، أو التي يكون فيها الفعل ركنها الأول، نحو: نجح زيد.

أو هي الجملة التي تتألف من الفعل والفاعل، نحو: أكل زيد.

أو هي التي تتألف من الفعل ونائب الفاعل، نحو: شُرِبَ الحليبُ.

أو هي التي تتألف من الفعل الناقص واسمه وخبره، نحو: كان زيد مسرعاً.

لكن من النحاة من يعد الجملة المؤلفة من فعل ناقص واسمه وخبره جملة اسمية.

وقد عرفها الدكتور فخر الدين قباوة: هي الجملة التي صدرها فعل تام، نحو قوله تعالى: {اقتربت الساعة}، أو فعل ناقص، كقوله عز من قائل: {كان الناس أمة واحدة}.

ملحوظة

أضاف البعض جملتين هما الجملة الشرطية، والجملة الظرفية.

-الجملة الشرطية: هي التي صدرها أداة شرط، نحو: من طلب العلى سهر الليالي، لولا الأمل لبطل العمل، إذا أكرمت الكريم ملكته.

-الجملة الظرفية: هي المُصَدَّرَةُ بظرف أو جار ومجرور قبل اسم مرفوع على الفاعلية، نحو قوله عز وجل: {إن الله عنده أجر عظيم}، و{أفي الله شك}.

ملحوظة:

إذا ابتدأت الجملة بحرف فإننا ننظر إلى ما بعدها، فإن كان فعلاً فهي فعلية وإن كان اسماً فهي اسمية.

نحو: إنَّ الليلَ طويلٌ، هنا الجملة اسمية.

ونحو: إنْ تذهبْ أذهبْ معكَ، هنا الجملة فعلية أو شرطية.

أما الجمل التالية: {كيف كان عاقبة المكذبين}، {فبأي آلاء ربكما تكذبان}، {ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون}، {خشعاً أبصارهم يخرجون من الأجداث}، {فأي آيات الله تنكرون}، {هل أتى على الإنسان حين من الدهر}، {لولا أخرتني إلى أجل قريب}، قد قامت الصلاة، فهذه كلها جمل فعلية وإن كان أول كل منها يوهم خلاف ذلك.

وكذلك الجمل في قوله تعالى: {يا نساء النبي}، {والفجر وليال عشر}، {والأنعام خلقها}، فهي جمل فعلية أيضاً؛ لأن التقدير: أنادي نساء النبي، وأقسم بالفجر، وخلق الأنعام.

فائدة الجملة الفعلية والاسمية

-تفيد الجملة الفعلية التجدد والحدوث في زمن معين مع الاختصار، نحو: نجح الطالب.

فلا يستفاد من هذه الجملة سوى ثبوت النجاح للطالب في الزمن الماضي.

وقد تفيد الجملة الفعلية الاستمرار المتجدد شيئاً فشيئاً بمعونة القرائن لا بحسب الموضع.

-أما الجملة الاسمية فتفيد ثبوت شيء لشيء دون النظر إلى تجدد واستمرار، نحو: العلم مفيد، فلا يستفاد من هذه الجملة سوى ثبوت الفائدة للعلم.

وقد تخرج الجملة الاسمية عن هذا الأصل وتفيد الدوام والاستمرار بحسب القرائن، كأن يكون الحديث في مقام مدح أو ذم، كقوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم}، فسياق الكلام في معرض المدح دال على إرادة الاستمرار مع الثبوت. ويلاحَظ أن الجملة الاسمية لا تفيد الثبوت بأصل وضعها ولا الاستمرار بالقرائن إلا إذا كان خبرها مفرداً أي ليس جملة، نحو: الجهل مُضِرٌّ، أو جملة اسمية، نحو: الوطنُ الدفاعُ عنه واجب، أما إذا كان خبرها جملة فعلية فإنها تفيد التجدد، نحو: الثروة تُجنى بالعمل.

المصادر والمراجع

  • إعراب الجمل وأشباه الجمل للدكتور فخر الدين قباوة.
  • الجمل المحتملة للاسمية والفعلية لمحمد رزق شعير.
  • في التطبيق النحوي والصرفي لعبده الراجحي.
  • موسوعة اللغة العربية لإيميل يعقوب.
  • النحو الوافي لعباس حسن.

زر الذهاب إلى الأعلى