نصائح

كيف أتعلم الإعراب؟

إن تعلم اللغة العربية ذاتياً ليس أمراً صعباً، لكنه حساس جداً، لذا عليك التأني كثيراً وعدم الاستعجال في الوصول إلى هدفك.

واللغة العربية تحتاج إلى ذهن صافٍ وعقل متدبر؛ فهي لغة القرآن الكريم وفيها من الفوائد العظيمة لتعلمها ما لا يصحى.

فاصبر في طريقك، واتبع الخطوات بكل تفاصيلها ولا تنسَ منها شيئاً.

وإن تعلم الإعراب هو الذي يرفد قواعد النحو لديك، ويعد تعلمه مهماً جداً.

في هذا الدرس وضعنا لكم خطة عن كيفية تعلم الإعراب.

تعريف الإعراب

الإعراب في اللغة له معنيان:

أ –الإفصاح والإبانة: ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «الثَّيِّبُ يُعْرِبُ عَنْهَا لِسَانُهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ فِي نَفْسِهَا»، أي يفصح عنها لسانها.

ب –التغيير: ومنه قولهم: عَرَّبَ عليه قوله، أي غيره عليه.

ومنه سمي يعرب بن قحطان بهذا الاسم؛ لأنه أول من انعدل أي تغير لسانه من السريانية إلى العربية.

ومنه كذلك سمي الأعرابي أعرابياً؛ لأنه يغير محله كل آونة وأخرى، فيتبع مساقط الغيث ومواطن الكلأ.

الإعراب في الاصطلاح

في اصطلاح علماء العربية له معنيان أيضاً يتعلقان بالمعنيين اللغويين:

أ –الإعراب هو الإفصاح عن خصائص الكلمات العربية حال تركيبها بواسطة قواعد علم النحو.

ب –الإعراب هو تغير الأثر في آخر الكلمة التي لها محل حسب تغير العامل.

موضوع علم الإعراب

١ –معرفة أحكام وخصائص الكلمات العربية حال تركيبها مع بعضها، وهذه الأحكام والخصائص هي:

  • تحديد نوع الكلمة.
  • تحديد معناها الإعرابي.
  • تحديد رتبة لفظها.
  • تحديد عملها.
  • تحديد حالتها.
  • تحديد محلها.
  • تحديد عاملها.
  • تحديد علامتها.
  • التعليل.
  • الملاحظات.

٢ –معرفة التغييرات التي تطرأ على الكلمات بتأثير العوامل، حيث إن كل تغيير فيها يعطيها معنى إعرابياً جديداً.

فائدة علم الإعراب وغرضه

علم الإعراب له فوائد عديدة تظهر آثارها في الاستعمال، منها:

١ –الفصل وإزالة اللبس والفرق بين المعاني المختلفة من الفاعلية والمفعولية وغير ذلك، فنحن إذا قلنا: (جاء زيد)، فإن كلمة (زيد) هنا تحمل معنى الفاعلية، وإذا قلنا: (رأيت زيداً) فإن كلمة (زيداً) هنا تحمل معنى المفعولية، وإذا قلنا: (جاء زيد ماشياً) فإن كلمة (ماشياً) تحمل معنى الحالية.

وهكذا مما يبين لنا أن الإعراب هو الذي يكشف عن المعنى الوظيفي للكلمة الذي كان كامناً في نفس المتكلم، وذلك بحسب الوضع الذي وضعها فيه من الكلمة.

 ٢ –اخـتـصـار الـدلالـة عـلـى الـمـعـانـي الإعـرابـيـة الـمـخـتـلـفـة بـأصـغـر رمـز، وأوضــح صــورة، وذلــك بـاســـتـخـدام عــلامـات الإعــراب، فــلـو أردنــا أن نـــدل مــن دون رمـــوز الإعـــراب عــلــى مــعـنـى الـفـاعـلـيـة ومـعـنـى الـمـفـعـولـيـة في قـولـنـا: (أكـرم الـوالـد ولـده) لاسـتـعـمـلـنـا ألـفـاظـاً كـثـيـرة، كـأن نـقـول: إن الوالد هو فاعل الإكرام، وإن الولد هو الذي وقع عليه فعل الإكرام، وهذا الأسلوب فيه إسراف كلامي وزماني ينافي اللغة العربية التي تـعـتـمـد عـلـى الـحـذف والـتـقـديــر والاخـتـصـار والاخـتـزال، وهـنـا تـأتـيـنـا الـرمـوز الـصـغـيـرة الـرائـعـة (عـلامـات الإعــراب) لـتـقـدم لـنـا خـدمـة جـلـيـلـة عـظـيـمـة الأثــر قـلـيـلـة الـكـلـفـة، فـيـكـفـي أن تـضـع ضـمـة عـلـى كـلـمـة (الـوالـدُ) حتى تأخذ معنى الفاعلية، ويكفي أن تضع الفتحة على كلمة (الولدَ) لتأخذ معنى المفعولية، وهذا هو الإيجاز الكثير في الدلالة الواسعة.

طريقةُ الإعرابِ

١ –نتعلَّمُ قواعدَ النَّحوِ ونحفظُهَا.

٢ -نقرأُ بيتَ الشِّعرِ كاملاً، ونرى إنْ كانَ متَّصلاً ببيتٍ قبلَهُ أو بعدَهُ.

٣ -نفهمُ معناهُ فهماً تامّاً.

٤ -نفهمُ معاني الأدواتِ واستخداماتِهَا، مثلُ: ما، ولا، وإن، وغيرِهَا.

٥ -ننظرُ إنْ كانَ فيهِ حذفٌ أو تقديمٌ وتأخيرٌ للمفعولِ بِهِ على الفاعلِ أو للخبرِ على المبتدأِ.

٦ –نعربُ البيتَ أوِ الجملةَ كلَّهَا ذهنيّاً قبلَ أنْ نعتمدَ الإعرابَ.

٧ -لا نبدأُ بإعرابِ الكلمةِ المطلوبةِ فقطْ، بلْ نعربُ ما قبلَهَا وما بعدَهَا؛ حتَّى يكونَ إعرابُنَا صحيحاً.

٨ -لا ننسى إعرابَ الضَّمائرِ المتَّصلةِ بالاسمِ والفعلِ وإعرابَ الجملِ وتعليقَ شبهِ الجملةِ.

٩ –نراجعُ الإعرابَ مرَّةً ثانيةً تحاشياً للنَّقصِ.

١٠ –نتمرَّنُ باستمرارٍ على الإعرابِ؛ حتَّى لا ننساهُ.

الفرق بين علم النحو وعلم الإعراب

من أجل معرفة الفرق بينهما لا بد لنا من تعريف كل منهما:

أولاً: تعريف علم النحو

هو علم بقواعد مستنبطة من استقراء كلام العرب، وموصلة إلى معرفة أحكام أجزاء هذا الكلام الذي تركب منها.

مثال ذلك: القاعدة القائلة: كل كلمة صح اقترانها بزمن فهي فعل، فهذه القاعدة استنبطها العلماء بعد استقراء كلام العرب، حيث إنهم وجدوا العرب تستعمل بعض الكلمات مقرونة بالزمن الماضي أو المضارع أو المستقبل للدلالة على شيء قد حدث في واحد من هذه الأزمان، فأطلق العلماء على هذه الكلمات مصطلحات خاصة ليميزوها عن غيرها فقالوا: فعل ماض، فعل مضارع، فعل أمر) وهكذا فإن هذه القاعدة وأمثالها توصلك إلى معرفة أحكام أجزاء الكلام الذي تقوله أو تسمعه أو تقرؤه؛ فتفهم أن: (كتب) فعل ماض، و(يكتب) فعل مضارع، و(اكتب) فعل أمر.

ثانياً: علم الإعراب

هو علم بقواعد وضعت لمعرفة صحة انطباق الكلام العربي على قواعد النحو.

-مثال ذلك: كلمة (ضرب) فهي فعل ماض؛ لأنها كلمة صَحَّ اقترانها بالزمن الماضي.

-نستنتج مما سبق أن علم الإعراب هو ميزان في كفته الأولى قواعد علم النحو، وتمثل المقادير والأوزان الثابتة، وفي كفته الثانية الكلام الذي نريد أن نزنه على تلك القواعد ويمثل البضاعة الموزونة.

وبالأسلوب المنطقي نقول:

-علم النحو: هو عبارة عن تقرير قواعد منطقية، لها مقدمات وشروط ونتائج، أي أحكام.

-مثال: كــل كـلـمـة صــح اقـتـرانـهـا بـزمـن فـهـي فـعـل.

فـ (كل كلمة) هي مقدمة.

و(صح اقترانها بزمن) في شرط.

و(فهي فعل) نتيجة أو حكم.

-علم الإعراب: هو عبارة عن تقرير النتائج ثم التحقق من صحتها بناء على وجود المقدمات والشروط.

-مثال: ضرب: فعل؛ لأنها كلمة صح اقترانها بزمن.

فـ (فعل) هو نتيجة أو حكم.

و(كلمة) مقدمة.

و(صح اقترانها بزمن) شرط.

إذاً فالعلاقة بين علم الإعراب وعلم النحو علاقة وثيقة جداً كما ترى، حتى إن كثيرين لا يكادون يفرقون بينهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى