معجم أسماء الاشياء

ما أسماء القلب في اللغة العربية

القلبُ هوَ العضوُ الحيويُّ المهمُّ في جسمِ الإنسانِ، بلْ يكادُ يكونُ بقيمةِ الدِّماغِ، وتَوَقُّفُهُ يؤدِّي حتماً إلى الوفاةِ، وبسببِ قيمةِ القلبِ عندَ الإنسانِ، ولأنَّ اللُّغةَ العربيَّةَ الفصحى لغةٌ غنيَّةٌ بالمفرداتِ؛ فإنَّ العربَ أعطَوا للقلبِ أسماءً عدَّةً، كلُّ اسمٍ يرمزُ إلى وظيفةٍ أو صفةٍ مشتقَّةٍ مِنَ القلبِ أو مِنْ مشاعرِ الإنسانِ.

في مقالتِنَا هذهِ سنعرفُ أسماءَ القلبِ في اللُّغةِ العربيَّةِ، وما سببُ كلِّ تسميةٍ والصِّفةُ الَّتي أُطلِقَتِ التَّسميةُ بسببِهَا، تابعْ مَعَنَا القراءةَ واستمتعْ بالفوائدِ الكثيرةِ.

جذرُ الكلمةِ اللُّغويُّ

قبلَ أنْ نعرفَ أسماءَ القلبِ في اللُّغةِ العربيَّةِ علينَا أنْ نُحَلِّلَ جذرَ الكلمةِ (قلب) ومِنْ أيِّ بابٍ هوَ، والمصادرَ المشتقَّةَ مِنْهَا، والمعاني المتفرِّعةَ عَنْهَا.

الجذرُ (قلب):

١ -الفعلُ قَلَبَهُ، وهوَ مِنْ بابِ ضَرَبَ، ومعنى قَلَبَهُ أي حوَّلَهُ عنْ وجهِهِ، وهيَ مثلُ أَقْلَبَهُ. نُقِلَ هذا القولَ عنِ اللِّحيانيِّ. أيضاً يصحُّ (قَلَّبَهُ) بالتَّضعيفِ.

٢ -انْقَلَبَ، ولَهَا معانٍ ثلاثةٌ نوردُهَا معَ الشَّواهدِ.

أ –انـقـلـبَ بـمـعـنـى ارْتَـدَّ، ومِـنْـهُ قـولُـهُ تـعـالـى: {وَمَـا مُـحَـمَّـدٌ إِلَّا رَسُـــولٌ قَـدْ خَـلَـتْ مِـنْ قَـبْـلِـهِ الـرُّسُــلُ أَفَـإِنْ مَـاتَ أَوْ قُـتِـلَ انْـقَـلَـبْـتُـمْ عَـلَـى أَعْـقَـابِـكُـمْ وَمَـنْ يَـنْـقَـلِـبْ عَـلَـى عَـقِـبَـيْـهِ فَـلَـنْ يَـضُـرَّ اللَّهَ شَـيْـئـاً وَسَـيَـجْـزِي اللَّهُ الـشَّــاكِـرِيـنَ}، [ســـورةُ آلِ عـمـرانَ: ١٤٤]. ومـــعـنـى انـقـلـبْـتُـمْ عـلـى أعـقـابِـكُـمْ؛ أي ارتـددْتُـمْ عـنْ ديـنِـكُـمْ.

ب –انـقـلـبَ بـمـعـنـى رجـعَ، ومـثـالُـهُ قـولُـهُ تـعـالـى: {فَـانْـقَـلَـبُـوا بِـنِـعْـمَـةٍ مِـنَ اللَّهِ وَفَـضْـلٍ لَـمْ يَـمْـسَـسْـــهُـمْ سُــوءٌ وَاتَّـبَـعُـوا رِضْــوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَـضْـلٍ عَـظِـيـمٍ}، [ســـورةُ آلِ عمرانَ: ١٧٤]. والمعنى: رجعَ المؤمنونَ مِنْ بدرٍ وقدْ أنعمَ اللَّهُ عليهِمْ وعافاهُمْ وثبَّتَهُمْ على الإيمانِ وزادَهُمْ مِنْ فضلِهِ.

ج –انقلبَ بمعنى انصرفَ، ومِنْهُ قولُهُ عزَّ وجلَّ: {فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ}، [سورةُ الأعرافِ: ١١٩]. والمعنى انصرفُوا عنْ موطنِهِمْ وهُمْ صاغرونَ مقهورونَ.

ومَـنْـهُ أيـضـاً قـولُ الـمـولـى جـلَّ فـي عُـلاهُ: {سَـيَـحْـلِـفُـونَ بِاللَّهِ لَـكُـمْ إِذَا انْـقَـلَـبْـتُـمْ إِلَـيْـهِـمْ لِـتُـعْـرِضُـوا عَـنْـهُـمْ فَـأَعْـرِضُـوا عَـنْـهُـمْ إِنَّـهُـمْ رِجْـسٌ وَمَـأْوَاهُـمْ جَـهَـنَّـمُ جَـزَاءً بِـمَـا كَـانُـوا يَـكْـسِـبُـونَ}، [سـورةُ الـتَّـوبةِ: ٩٥]. والمعنى: إذا انصرفْتُمْ إليهِمْ بعدَ غزوِكُمْ.

٣ –الفعلُ (قَلَبَ) بمعنى أصابَ قَلْبَهُ، ويصحُّ في المضارعِ ضمُّ اللَّامِ وكسرُهَا على النَّحوِ الآتي: يَقْلُبُهُ، أو يَقْلِبُهُ، فهوَ أيِ الَّذي أُصيبَ قلبُهُ مقلوبٌ؛ أي مصابٌ في قلبِهِ وفؤادِهِ.

٤ –قَلَبْتُ الشَّيءَ: بمعنى حَوَّلْتُهُ ظهراً لبطنٍ، وهنا اللَّامُ بمعنى على؛ أي حوَّلْتُهُ ظهراً على بطنٍ، ومِنْهُ قولُ العربِ: قَلَبَ ظَهْرَ هذا الأمرِ على بطنِهِ، لكي يعلمَ ما فيهِ.

ويـصـحُّ فـي هـذا الـمـعـنـى تـضـعـيـفُ لامِ الـفـعـلِ؛ بـمـعـنـى: قَـلَّـبَ الأمـرَ، وتَـقَـلَّـبَ الأمـرُ ظَـهـراً عـلـى بَـطْـنٍ، وهـوَ مـثـلُ الـحَـيَّـةِ الَّـتـي تَـتَـقَـلَّـبُ عـلـى الأرضِ الـحـارَّةِ.

٥ –قَلَبَ الخيَّاطُ الثَّوبَ، وقَلَبَ الرَّجلُ الحديثَ؛ أي حَوَّلَهُ وغيَّرَهُ.

٦ –قَلَبَ اللَّهُ فلاناً إليهِ، بمعنى توفَّاهُ، وهذا مِنْ قولِ بعضِ العربِ، ويصحُّ في هذا المعنى أَقْلَبَ، ومِنْهُ قولُهُمْ: أقلبَكُمُ اللَّهُ مَقْلَبَ أوليائِهِ.

٧ –قَلَبَ المزارعُ النَّخلةَ: أي نَزَعَ قلبَهَا، وهذا مجازٌ.

٨ –قَلَبَتِ الْبُسْرَةُ، أي احْمَرَّتْ.

لماذا سُمِّيَ القلبُ بهذا الاسمِ؟

قالَ العلماءُ: سُمِّيَ القلبُ قلباً لِتَقَلُّبِهِ، ومِنْهُ:

مَـا سُـمِّـيَ ا لـقَـلْـبُ إِ لَّا مِـنْ تَــقَـلُّـبِـهِ * وَ ا لـرَّ أْ يُ يَـصْـرِ فُ بِـا لإِ نْـسَــــا نِ أَ طْــوَ ا رَ ا

أسماءُ القلبِ في اللُّغةِ العربيَّةِ

الفُؤادُ: سُـمِّـيَ الـقَـلْـبُ فـؤاداً لَـتـفَـؤُّدِهِ وتَـوَقُّـدِهِ؛ أي لـتَـحَـرُّقُـهِ، وقـيـلَ: لـتـحـرُّكِـهِ؛ لأنَّـهُ يَـنْـبِـضُ ويَـتَـحَـرَّكُ كـثـيـراً.

وقيلَ: الفؤادُ غشاءُ القلبِ، وقيلَ: وسطُهُ، وقيلَ: باطنُهُ. والقلبُ حَبَّتُهُ وسُوَيدَاؤُهُ.

مـثـالُـهُ مِـنَ الـقـرآنِ الـكـريـمِ قـولُـهُ تـعـالـى: {وَلَا تَـقْـفُ مَـا لَـيْـسَ لَـكَ بِـهِ عِـلْـمٌ إِنَّ الـسَّــمْـعَ وَالْـبَـصَـرَ وَالْـفُـؤَادَ كُـلُّ أُولَـئِـكَ كَـانَ عَـنْـهُ مَسْــــئُـولاً}، [ســـورةُ الإســــراءِ: ٣٦]، والـفـؤادُ هـنـا هـوَ الـعـقـلُ، فـالـمـرءُ يُـســـألُ عـمَّــا فـكَّـرَ فـيـهِ واعـتـقـدَهُ.

ومِنْهُ قولُهُ تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً}، [سورةُ الفرقانِ: ٣٢]، الفؤادُ في هذهِ الآيةِ هوَ القلبُ، والمعنى: لنُصَحِّحَ بِهِ عزيمةَ قلبِكَ ويقينَ نفسِكَ، ولكي نُشَجِّعَكَ بِهِ.

الخَلَدُ: هوَ الْبَالُ وَالْقَلْبُ وَالنَّفْسُ، وَجَمْعُهُ أَخلادٌ؛ يُقالُ: وقعَ ذلِكَ في خَلَدي؛ أي في رُوعي وقلبِي. ومِنْهُ قولُ قيسِ بنِ الملوَّحِ:

يَـقُـو لُـو نَ تُـبْ عَـنْ ذِ كْـرِ لَـيـلَـى وَ حُـبِّـهَا * وَ مَـا خَـلَـدِ ي عَـنْ حُـبِّ لَـيـلَـى بِـتَـا ئِـبِ

الـرُّوعُ: الـقـلـبُ أو مـوضـعُ الـفـزعِ مِـنْـهُ، أو سَـــوادُهُ، والــرُّوعُ: الـذِّهـنُ، والـعَـقْـلُ. والـرَوْعُ بـالـفـتـحِ: الـفَـزَعُ.

ومِنْهُ قولُ ذو الرُّمَّةِ يصفُ ثوراً:

وَ لَّـى يَـهُـزُّ ا هْـتِـزَ ا ز اً وَ سْـــطَـهَا زَ عِــلاً … جَــذْ لَا نَ قَـدْ أَ فْـرَ خَـتْ عَـنْ رُ و عِــهِ ا لْـكُـرَ بُ

الجَنَانُ: سُمِّيَ بذلِكَ لاستتارِهِ في الصَّدْرِ، أو لِوَعْيِهِ الأشياءَ وضَمِّهِ لَهَا. وقالَ اللَّيثُ: الجَنَانُ: رُوعُ القلبِ.

التَّامُورُ: تَامُورُ الرَّجلُ قَلْبُهُ، وقيلَ: غلافُ القلبِ، وقيلَ: حَبَّةُ القَلْبِ. سُمِّيَ بذلِكَ؛ لأنَّهُ مَوضِعُ تَسَتُّرِ الشَّيءِ وإخفائِهِ. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وممَّا أُخِذَ مِنَ السُّريانيَّةِ التَّامورُ، ربَّمَا جعلُوهُ صِبغاً أحمرَ.

الجَأْشُ: الـقـلـبُ، وقـيـلَ: الـجـأشُ رُواعُ الـقَـلْـبِ إذا اضْـطَـرَبَ عـنـدَ الـفَـزَعِ، وقـيـلَ: رِبَـاطُـهُ، وقـيـلَ: شِـــدَّتُـهُ عِـنْـدَ الـشَّـــيءِ. يُـقـالُ: فـلانٌ رابـطُ الْـجَـأشِ؛ إذا كـانَ جـريـئـاً شـــجـاعـاً، ثـــابـتَ الـقـلـبِ. وقـيـلَ: الـجـأشُ نَـفْـــسُ الإنْسَـــانِ.

الصَّفَرُ: هـــوَ الــرُّوعُ ولُــبُّ الـقَـلْـبِ، ومِـنْـهُ: لا يَـلْـتـاطُ هـذا بـصَـفَـرِي، أي لا تَـقْـبَـلُـهُ نـفـسِـــي. وهــوَ مـجـازٌ.

الخِزَانَةُ: هيَ القلبُ وهذا مِنَ المجازِ؛ لأنَّهُ يُخَزَّنُ فيهِ السِّرِّ.

العِيابُ: الـقـلـبُ، وهـوَ مِـنَ الـكـنـايـةِ: أي والـعـربُ تَـكْـنِـي عـنِ الـقـلـوبِ بـالـعـيـابِ؛ لأنَّ الـعـيـابَ مـســـتـودعُ الـثِّـيـابِ والـقـلـوبُ مـســـتـودعُ الـسَّــــرَّاءِ، وإنَّـمَـا يُـخَـبَّـأُ فـي الـعَـيـبـةِ أجـودُ الـثِّـيـابِ ويُـكـتـمُ فـي الـصَّــدرِ أخــصُّ الأســـــرارِ.

ما الفرقُ بينَ القلبِ والفؤادِ؟

١ -قالَ ابنُ سِيده: القلبُ هوَ الفؤادُ، وبِهِ قالَ اللِّحيانيُّ، أو هوَ مُضغةٌ مِنَ الفؤادِ مُعَلَّقَةٌ بالنِّياطِ، لكنَّ علماءَ آخرينَ اقتصرُوا على أنَّ القلبَ والفؤادَ مترادفينِ، ومِنْ هؤلاءِ العلماءِ الجوهريُّ والفيُّوميُّ وابنُ فارسٍ.

٢ -وقيلَ: إنَّ القلبَ أخصُّ مِنَ الفؤادِ؛ لأنَّ الفؤادَ هوَ معنىً مِنَ المعاني الَّتي تتعلَّقُ بالقلبِ، ومِنْ ذلِكَ حديثُ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: «أَتَاكُم أَهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ قُلُوباً، وأَلْيَنُ أَفْئِدَةً»، فقدْ وصفَ النَّبيُّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ قلوبَهُمْ بالرِّقَّةِ، وأفئدتَهُمْ باللِّينِ؛ لأنَّ القلبَ أخصُّ مِنَ الفؤادِ، ولهذا وَصَفَ العربُ فقالُوا: أَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهِ، وسُوَيدَاءَ قَلْبِه.

٣ -وقيلَ: القلبُ والفؤادُ قريبانِ مِنَ السَّواءِ، وكرَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ذِكرَهُمَا معَ اختلافِ اللَّفظينِ لأجلِ التَّأكيدِ.

قالَ الأزهريُّ: سَمَّى بعضُ العربِ لحمةَ القلبِ وحجابَهَا أي غشاءَهَا كُلَّهُمَا قلباً أو فؤاداً، ولمْ يفرِّقُوا بينَهُمَا. وأضافَ الأزهريُّ أنَّهُ لا يُنْكِرُ أنْ يكونَ القلبُ هيَ العَلَقَةُ السَّوداءُ الموجودةُ في جوفِهِ.

هلِ القلبُ هوَ العقلُ؟

عَبَّرَ العربُ عنِ العقلِ بالقلبِ، وهوَ استخدامٌ فصيحٌ استدلَّ عليهِ الفرَّاءُ بِمَا جاءَ في الذِّكرِ الحكيمِ مِنْ قولِهِ تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ}؛ أي عقلٌ، وقالَ الفرَّاءُ: يجوزُ في اللُّغةِ العربيَّةِ أنْ نقولَ: ما لَكَ قَلْبٌ، وما قَلْبُكَ مَعَكَ، والمعنى: ما عقلُكَ مَعَكَ، وأينَ ذهبَ عقلُكَ. فيمَا قالَ غيرُهُ مِنَ المفسِّرينَ: معنى لِمَنْ كانَ لَهُ قلبٌ؛ أي تدبَّرَ وفَهِمَ.

وفي شرحِ الكَعْبِيَّةِ لابنِ هشامٍ الأنصاريِّ قالَ: مِنْ معاني القلبِ أربعةٌ هيَ: الفؤادُ، والعقلُ، ومحضُ (خلاصةُ) كلِّ شيءٍ وخيارُهُ.

وفي لسانِ العربِ لابنِ منظورٍ: قلبُ الشَّيءِ لُبُّهُ وخالصُهُ ومحضُهُ.

هلْ يصحُّ قولُنَا: أنا معكَ قلباً وقالباً؟

القلبُ كمَا ذكرْنَا هوَ محضُ كلِّ شيءٍ، ومِنْهُ قولُكَ: أتيتُكَ بهذا الشَّيءِ قلباً، أي محضاً لا يشوبُهُ أو يخالطُهُ شيءٌ.

ومِنَ المجازِ قولُ بعضِ العربِ: زيدٌ عربيٌّ قَلْبٌ، وهندٌ عربيَّةٌ قَلْبَةٌ وقَلْبٌ. والمعنى: عربيٌّ خالصٌ وعربيَّةٌ خالصةٌ ليسَ فيهِمَا عُجمةٌ. ومِنْ ذلِكَ قولُ أبي وَجْزَةَ في وصفِ امرأةٍ:

قَـلُـبٌ عَـقِـيـلَـةُ أَقْــوَامٍ ذَوِي حَـسَـــــبٍ * يُـرْمَــى الْـمَـقَـانِـبُ عَـنْـهَا وَالْأَرَاجِـيـلُ

-وقالَ سيبويهِ: قالَ العربُ: هــذا عـربــيٌّ قـلـبٌ وقـلـبـاً، وهــذا عـلـى الـصِّـفــةِ والـمـصـدرِ، والـصِّـفـةُ أكـثـرُ، والمعنى: هذا عربيٌّ خالصٌ وعربيٌّ قلبُهُ.

إذاً يصحُّ أنْ نقولَ: أنا معكَ قلباً وقالباً، لكنَّ الأفصحَ: أنا معكَ قلبٌ وقلباً.

والمعنى: أنا معكَ خالصاً بِكُلِّيَتِي مِنْ غيرِ أنْ يَشوبَنِي شيءٌ ومعكَ بقلبِي.

واللَّهُ تعالى أعلى وأعلمُ.

خاتمةٌ

إذاً، في هذهِ المقالةِ المطوَّلةِ والغنيَّةِ بالمعاني والفوائدِ اللُّغويَّةِ وبعضِ الفروقِ نكونُ قدِ استعرضْنَا جذرَ كلمةِ (قلب) والأفعالَ المشتقَّةَ مِنْهَا، ومعنى كلِّ فعلٍ، معَ ضربِ شاهدٍ أوِ اثنينِ على كلِّ معنىً، كمَا عرَّفْنَاكُمْ على سببِ تسميةِ القلبِ بهذا الاسمِ، وأنَّهُ سُمِّيَ بذلِكَ لتَقَلُّبِهِ؛ أي لعدمِ ثبوتِهِ على حالةٍ واحدةٍ وتغيُّرِ مشاعرِهِ.

إضافةً إلى ذلِكَ أوردْنَا أهمَّ نقطةٍ في البحثِ وهيَ أسماءُ القلبِ في اللُّغةِ العربيَّةِ وهيَ ذاتُهَا أسماءُ القلبِ في الشِّعرِ وفي كلامِ العربِ، وشرحْنَا لكلِّ اسمٍ معناهُ وسببَ تسميَتِهِ، كمَا أوردْنَا لَكُمُ الفرقَ بينَ القلبِ والفؤادِ، وأنَّهُمَا مترادفانِ وبمعنىً واحدٍ، وأجبْنَا عنْ تساؤلٍ مهمٍّ، وهوَ: هلِ القلبُ هوَ نفسُهُ العقلُ أمْ يختلفانِ، وقلْنَا أنَّ العقلَ هوَ معنىً مِنْ معاني القلبِ، كمَا أجبْنَا عنْ صحَّةِ قولِنَا: أنا معكَ قلباً وقالباً؟ وأوردْنَا الفصيحَ فيهَا.

شكراً لَكُمْ على القراءةِ، نرجو مشاركةَ هذهِ المقالةِ معَ الأصدقاءِ.




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى