ثوابت إعرابية

إعراب الضمائر المتصلة وحكم ما اتصل بها

عندما تُعربُ الضَّميرَ المتَّصلَ، في مثلِ: (بيتُهُمْ، بيتُكُمْ، أكلْتُمْ)، فلا تعربْ كلَّ الضَّميرِ مجتمعاً؛ أي: لا تقلْ وهُمْ، وكُمْ، وتُمْ، ضميرٌ متَّصلٌ … إلخ.

بلْ قلْ: والهاءُ، والكافُ، والتَّاءُ، ضميرٌ متَّصلٌ …، والميمُ علامةُ الجمعِ.

السَّببُ

لأنَّ الضَّميرَ هنا هوَ الهاءُ، والكافُ، والتَّاءُ، وما زادَ عنِ الضَّميرِ ليسَ مِنْ أصلِ الوضعِ في هذا الضَّميرِ، بلْ هيَ أحرفٌ زائدةٌ عليهِ.

-قالَ ابنُ جنِّيٍ: «واعلمْ أنَّ الميمَ في أنتُمَا وأنتُمْ وقمْتُمَا وقمْتُمُو، وضربْتُكُمَا وضربْتُكُمُو، ومررْتُ بِهِمَا وبِهِمُو، إنَّمَا زِيدَتْ لعلامةِ تجاوزِ الواحدِ، وأنَّ الألفَ بعدَهَا لإخلاصِ التَّثنيةِ، والواوُ بعدَهَا لإخلاصِ الجمعِ».

-قالَ المبرِّدُ: «وأمَّا الكافُ في ضربْتُكُمْ، فإنَّمَا جاءَتْ؛ لأنَّهَا ضميرُ المنصوبِ والمخفوضِ، ثُمَّ لَحِقَتْهَا زيادةٌ للجمعِ، ألا ترى أنَّكَ تقولُ: ضربْتُكَ، ضربْتُكُمَا، ضربْتُكُمُو…».

-قالَ الرَّضيُّ: «وزادُوا الميمَ قبلَ ألفِ المثنَّى في (تُمَا)، وقبلَ واوِ الجمعِ في (تُمُو)؛ لئلَّا يلتبسَ المثنَّى بالمخاطبِ إذا أُشبِعَتْ فتحتُهُ للإطلاقِ، والجمعُ بالمتكلِّمِ المشبعُ ضمَّتُهُ، وكانَ أولى الحروفِ بالزِّيادةِ الميمُ؛ لأنَّ حروفَ العلَّةَ مستثقلةٌ قبلَ الألفِ والواوِ، والميمُ أقربُ الحروفِ الصَّحيحةِ إلى حروفِ العلَّةِ لغُنَّتِهَا…، وزيدَتْ للمؤنَّثِ نونٌ مشدَّدةٌ…».

وعلى هذا فإنَّنَا نعربُ الضَّمائرَ (الهاءَ، والياءَ، والكافَ) على أنَّهَا هيَ الضَّمائرُ، معَ الإشارةِ إلى الأحرفِ الزَّوائدِ في مثلِ عليهِمْ.

وقدْ أجازَ بعضُ المعاصرينَ مثلُ الشَّيخِ محمَّدٍ محيي الدِّينِ عبدِ الحميدِ في إعرابِهِ في شرحِ ابنِ عقيلٍ وغيرِهِ ممَّا حقَّقَ أنْ يُعرَبَ الضَّميرُ معَ الزَّوائدِ مِنْ غيرِ الإشارةِ إلى الزَّوائدِ، ولعلَّهُ في هذا أخذَ بِمَا اتَّجهَ إليهِ ابنُ عقيلٍ إذْ قالَ: «ويُستعملُ في الثَّلاثةِ أيضاً (هُمْ)، [عنى الرَّفعَ والنَّصبَ والجرَّ[، فمثالُ الرَّفعِ: هُمْ قائمونَ، ومثالُ النَّصبِ: أكرمْتُهُمْ، ومثالُ الجرَّ: لَهُمْ».

وهوَ بعيدٌ عنِ التَّحقيقِ، وكانَ ذلِكَ في سياقِ الحديثِ عنِ الضَّميرِ (نا) وأنَّهُ صالحٌ للأوجهِ الثَّلاثةِ.

وهوَ كلامٌ باطلٌ لا سندَ لَهُ.

المصادرُ والمراجعُ

١ -أوضح المسالك لابن هشام: ١/ ٨٦ -٨٧.

٢ -التفصيل في إعراب آيات التنزيل لمجموعة من المؤلفين: ١/ ٢٤ -٢٥.

٣ -حاشية ياسين على شرح التصريح على التوضيح: ١/ ٩٧.

٤ -سر صناعة الإعراب لابن جني: ١/ ٤٣٢.

٥ -شرح ابن عقيل: ١/ ٩٣.

٦ -شرح الكافية للرضي: ١/ ٧ -٨.

٧ -المقتضب للمبرد: ١/ ٢٦٩.

٨ -همع الهوامع للسيوطي: ١/ ١٩٩.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى