العروض

البحر الطويل: سبب تسميته وضابطه وجوازاته

في هذا الدرس سوف نتعرف إلى أشهر بحور الشعر العربي، وهو البحر الطويل، سنمر على سبب تسميته، وضابطه، وجوازات العروض والضرب فيه، إضافة إلى جوازات الحشو.

سبب تسمية البحر الطويل بهذا الاسم

قيل في تسمية هذا البحر ما يلي:

أ –سمي طويلاً؛ لأنه أطول بحور الشعر، فهو مثمن وممتزج التفعيلات، وقد بلغت حروف تفعيلاته ثمانية وأربعين حرفاً.

ب –لأنه لا يُستعمل إلا تاماً؛ فلم يُؤْثَرْ عن العرب أنهم استعملوه مجزوءاً أو مشطوراً.

وزن البحر الطويل

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن * فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن

ضابط البحر الطويل

ضابط البحر هو الشطر المساعد على حفظ التفعيلات، وقد وضعها الشاعر صفي الدين الحلي.

وضابط البحر الطويل فهو:

طويل له بين البحور فضائل * فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

عروض البحر الطويل

نعني بالعروض التفعيلةَ التي يختم بها صدره.

وللبحر الطويل عروض واحدة مقبوضة، وهي حذف السكون من السبب الخفيف الأول؛ أي حذف الحرف الخامس من التفعيلة.

بمعنى أن: مفاعيلن //0/0/0 تصبح في القبض مفاعلن //0//0

ملحوظة: عروض هذا البحر عندما تأتي في مطلع القصائد؛ فإنها لا تستعمل إلا تامة ثم يعود الشاعر بعد المطلع إلى القبض، ومنه قول أبي تمام:

كَذَا فَلْيَجِلَّ الْخَطْبُ وَلْيَفْدَحِ الْأَمْرُ * فَلَيسَ لِعَينٍ لَمْ يَفِضْ مَاؤُهَا عُذْرُ

كذا فل/يجل لل خط/بول يف/دحل أم رو * فلي س/لعي نن لم/ يفض ما/ ؤها عذ رو

فعولن / مفاعيلن /     فعولن / مفاعيلن * فعول/     مفاعيلن /    فعولن / مفاعيلن

ضرب البحر الطويل

الضرب هو التفعيلة الأخيرة من العجز.

ولهذا البحر ثلاثة أضرب هي:

أولاً: ضرب صحيح سالم (مفاعيلن)، ومنه قول أبي تمام:

فَتىً كَانَ عَذْبَ الرُّوحِ لَا مِنْ غَضَاضَةٍ    * وَلَكِنَّ كِبْراً أَنْ يُقَالَ بِهِ كِبْرُ

فتن كا/ نعذ بر رو/حلا من/ غضا ضتن * ولا كن /نكب رن أن / يقا ل / بهي كب رو

//0/0    //0/0/0    //0/0     //0//0     *  //0/0    //0/0/0        //0/     //0/0/0

فعولن  مفاعيلن   فعولن   مفاعلن    * فعولن     مفاعيلن      فعول   مفاعيلن

ثانياً: ضرب مقبوض مثل العروض: أي مفاعيلن //0/0/0 تصبح //0//0

ومن قول امرئ القيس:

تَقُولُ وَقَدْ مَالَ الْغَبِيطُ بِنَا مَعاً * عَقَرْتَ بَعِيرِي يَا امْرَأَ الْقَيسِ فَانْزِلِ

تقول/وقد مالل/غبي ط/بنا معن * عقرت/بعي ري يمـ/رأل قي/سفن زلي

//0/     //0/0/0   //0/    //0//0   *  //0/     //0/0/0     //0/0   //0//0

فعول   مفاعيلن فعول مفاعلن  * فعول    مفاعيلن    فعولن  مفاعلن

ثالثاً: ضرب محذوف معتمد، أو المردوف: والحذف سقوط السبب الخفيف الثاني من آخر التفعيلة؛ أي حذف المتحرك السادس والساكن السابع.

أي مفاعيلن //0/0/0 بالحذف تصبح مفاعي //0/0 ثم تُقْلَب إلى فعولن //0/0

والردف أو الاعتماد: هو إسقاط الساكن من السبب الخفيف الأول في التفعيلة؛ أي إسقاط الساكن الخامس، ويكون الاعتماد أو الردف عادة في التفعيلة الأخيرة من الحشو في عجز البيت، وهي التفعيلة التي تسبق الضرب.

أي: فعولن //0/0 بالردف تصبح فعولُ //0/

وقد قالوا بأن (فعولن) هذه السابقة للضرب إذا جاءت تامة كانت شاذة في هذا البحر، ويجب أن يلتزم الشاعر بالاعتماد في سائر الأبيات.

ومنه قول الشاعر:

أَقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبِي حَمَامَةٌ * أَيَا جَارَتَا لَو تَشْعُرِينَ بِحَالِي

أقول/وقد نا حت /بقر بي /حما متن * أيا جا/ رتا لو تش/عري نـ/بحا لي

//0/   //0/0/0      //0/0   //0//0   *  //0/0  //0/0/0     //0/    //0/0

فعول مفاعيلن     فعولن مفاعلن *   فعولن مفاعيلن    فعولُ فعولن

ملحوظة: يلتزم الشاعر حالة الضرب في سائر الأبيات وذلك حسب مجيء الضرب في مطلعها، وكما أن العروض يمكن أن تأتي تامة سالمة مع الضرب التام السالم في مطلع القصيدة لإقامة التصريع؛ فإنه من الممكن أيضاً في المطلع أن تأتي العروض مقبوضة مع الضرب المقبوض، ومحذوفة مع الضرب المحذوف، وهذا يكون في المطلع فقط، ثم يعود الشاعر إلى العروض المقبوضة في سائر الأبيات.

حشو البحر الطويل

كما هو معلوم فإن حشو البيت هو تفعيلاته كلها عدا العروض والضرب، وإن التغيير الذي يطرأ على الحشو يسمى (زحافاً) فما أنماط الزحاف التي تعرو حشو البحر الطويل؟

إن هذا البحر ممتزج التفعيلات؛ لأن فيه نوعين من هذه التفعيلات، وهذان النوعان هما:

أولاً (فعولن): التي يصيبها ما يلي:

  • القبض، وهو حذف السكون من السبب الخفيف أو حذف الساكن منها، وهو حَسَنٌ، أي إن فعولن //0/0 تصبح في القبض: فعولُ //0/.

ومثاله قول الشاعر:

وَإِنَّا لَنَلْقَى الْحَادِثَاتِ بِأَنْفُسٍ * كَثِيرُ الرَّزَايَا عِنْدَهُنَّ قَلِيلُ

وإن نا/لنل قل حا/دثا ت/بأن فسن * كثي رر/رزا يا عن/دهن ن/ قلي لو

//0/0  //0/0/0     //0/  //0//0     * //0/0   //0/0/0   //0/      //0/0

فعولن مفاعيلن   فعولُ مفاعلن  * فعولن مفاعيلن   فعولُ   مفاعلْ

  • ويصيبها الخرم، وهو حذف المتحرك الأول من الوتد المجموع، ويسمى الثَّلْمَ، أي إن فعولن //0/0 تصبح في الخرم أو الثلم: عولن /0/0 فتقلب إلى فعْلن /0/0.
  • ويصيبها الثَّرْمُ، وهو اجتماع القبض والخرم في التفعيلة، أي إن فعولن //0/0 تصبح في الثرم: عولُ /0/.

ملحوظة: لا يأتي الخرم والثرم إلا في التفعيلة الأولى في صدر البيت.

ثانياً (مفاعيلن): الغالب على هذه التفعيلة السلامة في في الحشو إلا أنه قد يعروها ما يلي:

  • القبض: أي إن مفاعيلن //0/0/0 تصبح في القبض مفاعلن //0//0، وهو زحاف غير جميل، ومن ذلك قول حجر بن خالد الثعلبي:

وَنَحْنُ الَّذِينَ لَا يُرَوَّعُ جَارُنَا * وَبَعْضُهُمُ لِلْغَدْرِ صُمٌّ مَسَامِعُهْ

ونح نل/لذي نلا/يروو/عجا رنا    *   وبعض/همو لل غد/رصم من/مسا معه

//0/0    //0//0   //0/   //0//0    *    //0/      //0/0/0        //0/0     //0//0

فعولن مفاعلن فعولُ  مفاعلن *    فعول    مفاعيلن       فعولن    مفاعلن

  • ويصيبها الكف، وهو حذف الساكن السابع، أي إن مفاعيلن //0/0/0 تصبح في الكف مفاعيلُ //0/0/.

ملحوظة: نشير إلى أن جوازات الحشو غير ملزمة للشاعر.

زر الذهاب إلى الأعلى