علم البديع

تعريف الطباق، وأنواعه وجمالياته

الطباق من المحسنات المعنوية، ويسمى المطابقة أو التضاد.

ما تعريف الطباق؟

الطباق في الاصطلاح البلاغي هو: أن يجمع المتكلم في كلامه بين لفظين يتنافى وجود معنييهما معاً في شيء واحد بوقت واحد.

هذا يعني: أن يجمع المتكلم في كلام واحد بين معنيين متقابلين.

وهذا اللفظان المتطابقان إما أن يكونا من نوع واحد من أنواع الكلمة (اسمين أو فعلين أو حرفين) وإما من نوعين مختلفين.

الطباق بين لفظين من نوع واحد

أ –الاسم، كقوله تعالى: {وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود}.

فالجمع بين الأيقاظ والرقود في كلام واحد هو مطابقة؛ لأن اليقظة ضد الرقود.

ب –الفعل، كقوله تعالى: {يحيي ويميت}، فالحياة ضد الموت.

ج –الحرف، كقوله تعالى: {لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت}، فالجمع بين اللام في لها وحرف الجر على في عليها هو مطابقة؛ لأن اللام فيها معنى المنفعة، وعلى فيها معنى الضرر.

الطباق بين لفظين مختلفين

وهو أن يجمع المتكلم بين لفظين أحدهما اسم والثاني فعل.

مثاله قوله تعالى: {ومن يضلل اللهُ فما له من هاد}، فالجمع بين يضلل وهاد مطابقة؛ لأن الضلال ضد الهداية. وهنا اللفظان مختلفان فالأول فعل والثاني اسم.

ومثال آخر قوله تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه}، فالموت ضد الحياة، واللفظان مختلفان؛ الأول اسم والثاني فعل.

ما أنواع الطباق؟

يقسم الطباق إلى نوعين: طباق إيجاب وطباق سَلْبٍ.

أ –طباق الإيجاب: هو أن يُجمع بين لفظين تضاد معنياهما وكل واحد منهما مثبت. كما مر معنا في الآيات السابقة.

ب –طباق سلب: وهو أن يُجمع بين فعلي مصدر واحد أحدهما مثبت والثاني منفي، أو أحدهما أمر والثاني نهي.

مثال المثبت والمنفي قوله تعالى: {ولكن أكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا}. فالطباق هنا بين (لا يعلمون) و(يعلمون).

ومثال الأمر والنهي قوله تعالى: {فلا تخشوا الناس واخشون}، فالطباق هنا بين النهي (لا تخشوا) والأمر (اخشون).

ما جماليات الطباق؟

تتمثل جماليات هذا الفن البديعي في الجمع بين الأضداد والمتنافرات في موضع واحد، الأمر الذي يُحْدِثُ في الذهن نوعاً من الانتقال السريع بين الشيء وضده، أو بين الشيء ومقابله، عند ذلك يتمكن الإدراك من الإحاطة بالأشياء المتعاكسة على نحو سريع.

فالمتباعدات في المعنى أقدر من غيرها على تنشيط الفعالية الإدراكية من غيرها.

كما أن هذا النوع من التنافر يُحْدِثُ في الذهن تعجباً واندهاشاً عند إدراك الأفعال المتضادة المنسوبة إلى فاعل واحد، ومثال ذلك قوله تعالى: {وأنه هو أضحك وأبكى * وأنه هو أمات وأحيا}.

أمثلة عن الطباق

-قال تعالى: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين}.

الطباق بين كلمتي هدى وضلال.

-يا أعدل الناس إلى في معاملتي … فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

الطباق بين الخصم والحكم.

-الدهر يصمت وهو أبلغ ناطق … من مُوجِزٍ ندس ومن ثرثار

الطباق بين يصمت وناطق، وبين موجز وثرثار.

-إن تلقني لا ترى غيري بناظرة … تنسَ السلاح وتعرفْ جبهة الأسد

الطباق بين تنس وتعرف.

-اتركِ الناس جميعاً … وإلى ربك فارغبْ

الطباق بين اترك وارغب.

-قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم … أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا

الطباق بين ضروا ونفعوا، وبين عدوهم وأشياعهم.

زر الذهاب إلى الأعلى