علم البديع

اللف والنشر أو الطي والنشر

هو أن يُذْكَر متعدِّدٌ مفصَّلٌ أو مُجمَلٌ، ثم يذكر ما لكل واحد من غير تعيين، ثقة بأن السامع يردّ إلى كلٍّ ما يليق به لوضوح الحال ولعلمه بذلك بالقرائن اللفظية أو المعنوية.

وهذا يعني أن تذكر شيئين فصاعداً إما تفصيلاً فتنص على كل واحد منهما، وإما إجمالاً فتأتي بلفظ واحد يشتمل على متعدد وتفوض إلى العقل رد كل واحد إلى ما يليق به من غير حاجة إلى أن تنص أنت على ذلك.

أقسام اللف والنشر

١ –المفصل: وهو ضربان:

أ –أن يأتي النشر وفق الترتيب الذي عليه الطي:

-كقوله تعالى: {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون}.

فقد جمع بين الليل والنهار، ثم ذكر السكون لليل، وابتغاء الرزق للنهار، على الترتيب.

ومثاله من الشعر: قول صفي الدين الحلي:

وجدي حنيني أنيني فكرتي وَلَهي … منهم إليهم عليهم فيهم بهمِ

هذا البيت غاية في بابه لما اشتمل عليه من السهولة والرقة وعدم الحشو.

ب –أن يأتي النشر على خلاف الترتيب الذي عليه الطي:

ويكون على صورتين:

الأولى: أن يكون النشر على عكس اللف:

-كقوله تعالى: {فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب}.

فقد ذكر ابتغاء الفضل للثاني، وعِلْمَ الحساب للأول، على خلاف الترتيب.

ومثاله من الشعر: قول ابن حيوس:

كيفَ أسلو وأنتِ حِقْفٌ وغُصنٌ … وغزالٌ لَحْظاً وقَدّاً ورِدْفاً

فاللحظ للغزال، والقد للغصن، والردف للحقف.

الثانية: أن يكون النشر مختلطاً:

وهو ما يكون مختلطاً مشوشاً، ولهذا يسمى اللف والنشر المشوش، نحو:

هو شمس وأسد وبحر جوداً وبهاء وجرأة، فالجود للبحر والبهاء للشمس والجرأة للأسد.

٢ –المجمل: وهو أن يُذكر المتعدد على نحو مجمل، ثم يذكر ما لكل واحد من آحاده:

-كقوله تعالى: {وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى}.

فقد ذكر المتعدد مجملاً وهو (الواو في قالوا) فالذين قالوا هم اليهود والنصارى، ثم ذكر ما يتصل بكل منهما في قوله {إلا من كان هوداً أو نصارى}.

والتفسير: قالت اليهود: لن يدخل الجنة إلا من كان يهودياً، وقالت النصارى: لن يدخل الجنة إلى من كان نصرانياً.

-ومن الشعر قول الأعشى:

يداك يدا صدق فكف مفيدة … وكف إذا ما ضن بالمال تنفق

جاء اللف المجمل في عبارة: [يداك يدا صدق].

وجاء النشر المفصل في عبارة: [فكف مفيدة وكف إذا ما ضن بالمال تنفق].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى