علم البديع

الإرصاد من علم البديع

ويسمى التسهيم.

الإرصاد لغة: هو نصب الرقيب في الطريق، والتسهيم لغة: جعل البُرْدِ ذا خطوط مستوية كأنها السهام.

تعريف الإرصاد اصطلاحاً: هو أن يُجعل قبل فاصلة الفقرة النثرية أو قافية البيت الشعري ما يدل عليها إذا عرف الروي.

أمثلة عن الإرصاد

أ –الإرصاد في الفقرة، قوله تعالى: {ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور}، فبعد أن تقف على قوله {وهل نجازي} وتحيط بما تقدم من الآية ستعرف أن الفاصلة في الآية هي (الكفور).

وقوله تعالى: {وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}، فبعد أن تقف على قوله {ولكن كانوا أنفسهم} وتحيط بما تقدم ستعرف أن الفاصلة هي (يظلمون).

ب –الإرصاد في بيت الشعر، مثاله قول زهير بن أبي سلمى:

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش … ثمانين حولاً لا أب لك يسأمِ

فعندما تقف على قوله ومن (يعش) وتحيط بما تقدم من البيت ستعرف أن القافية هي (يسأم).

-قال البحتري:

أبكيكما دمعاً ولو أني على … قَدْرِ الجوى أبكي بكيتكما دَما

فالعرب يعبرون عن حزنهم الشديد بقولهم: فلان بكى دماً لا دمعاً. وهنا الشاعر جعل قبل القافية ما يدل عليها حين يُعرف الروي.

-وقال آخر:

أَحَلَّتْ دَمِي مِنْ غَيرِ جُرْمٍ وَحَرَّمَتْ … بِلَا سَبَبٍ يَومَ اللِّقَاءِ كَلَامِي

فَلَيسَ الَّذِي حَلَّلْتِهِ بُمَحَلَّلٍ … وَلَيسَ الَّذِي حَرَّمْتِهِ بِحَرَامِ

فالسامع عندما يعرف الروي في البيت وعرف الكلام السابق لن يجد صعوبة في معرفة القافية.

ومن هذا ضرب لا يُحتاجُ فيه إلى معرفة الروي كما في قوله تعالى: {ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.

جماليات الإرصاد

تأتي جمالية هذا الفن البديعي من إثبات مؤشر دلالي في صدر الكلام يومئ على آخره ويسهم في تحديده. فإن توقع السامع الكلام اللاحق بناء على معرفته السابقة ثم صَحَّ له تَوَقُّعُهُ وتَحَقَّقَ حَدْسُهُ؛ أدركَتْهُ حالٌ من الرضا والبهجة لا مَحالةَ، وهذه الحال تخص من توقع فأصاب وتفرس فصح تفرسه.

زر الذهاب إلى الأعلى