علم البديع

تعريف المقابلة في علم البديع، وأنواعها وجمالياتها

المقابلة في علم البديع هي نوع من أنواع المحسنات المعنوية.

تعريفها: أن يُؤتى بمعنيين متوافقين أو عدة معان متوافقة ثم يؤتى بمقابِلات لها على الترتيب.

أنواع المقابلة

تكون المقابلة بين معنيين وثلاثة وأربعة وخمسة وستة.

أ –المقابلة بين معنيين، ومثالها قوله تعالى: {فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً}.

حيث أُتِيَ أولاً بالضحك مع وصفه بالقلة، ثم أتي بما يقابلها تماماً وهو البكاء مع وصفه بالكثرة.

ب –المقابلة بين ثلاثة معان، كقوله تعالى: {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث}.

ج –المقابلة بين أربعة معان، ومنه قوله تعالى: {فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى}.

حيث أُتِي بالإعطاء والاتقاء والتصديق واليسر، ثم أتي بما يقابلها مرتبة وهي البخل والاستغناء والتكذيب والعسر.

د –المقابلة بين خمسة معان، ومثاله قول المتنبي:

أزورهم وسواد الليل يشفع لي … وأنثني وبياض الصبح يغري بي

حيث أتى بالزيارة والسواد والليل والشفاعة، ثم أتى بالانثناء والبياض والصبح والإغراء.

هـ -المقابلة بين ستة معان، ومنه قول الشاعر:

على رأس عبد تاج عز يزينه … وفي رجل حر قيد ذل يشينه

حيث أتى بالرأس والعبد والتاج والعز والزينة، ثم أتى بما يقابلها وهي الرِّجْل والحر والقيد والذل والشين.

ما جماليات المقابلة؟

يكمن جمال هذا المحسن البديعي في تقابل المعاني المتضادة مع بعضها مما يعطي المعنى جمالاً وسحراً.

كما يعطي جمالية أخرى وهي تحقيق توقع الذهن للكلام وهذا يحرض الذهن على التفكر مما يزيد في ثبوت هذا المعنى ورسوخه.

أمثلة عن المقابلة

-قول النبي صلى الله عليه وسلم: (عليك بالرفق يا عائشة؛ فإنه ما كان في شيء إلا زانه ولا نُزع من شيء إلا شانه).

-قول النابغة الجعدي:

فتى تم فيه ما يسُرُّ صديقَهُ … على أن فيه ما يسوء الأعاديا

-قول المتنبي:

ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا … وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل

-قال الشاعر:

فلا الجود يُفني المالَ والجَدُّ مُقْبِلٌ … ولا البخلُ يبقي المال والجَدُّ مُدْبِرُ

-قال الشاعر:

فواعجباً كيف اتفقنا فناصحٌ … وَفِيٌّ ومطويٌّ على الغِلِّ غادرُ

زر الذهاب إلى الأعلى