ثوابت إعرابية

ما إعراب أيضاً؟

تعد الإعرابات الثابتة للكلمات أو بتعبير آخر الثوابت الإعرابية من أنواع الإعراب التي تجذب المتعلمين ومحبي المعرفة في لغتنا العربية، ومن هذه الكلمات كلمة (أيضاً)، وهي مفردة نستخدمها كثيراً في تعبيراتنا الفصيحة، فما معنى هذه الكلمة، وما أصلها، وما أوجه إعرابها؟

سنعرف الإجابات في درسنا اليوم عن إعراب أيضاً.

معنى أيضاً

هذه الكلمة مشتقة من الفعل آض يئيض أيضاً؛ أي سار وعاد ورجع، قاله ابن السكيت.

فالأيض هو الرجوع إلى الشيء. وأيضاً: هو مصدر آضَ يئيض.

-قال ابن دريد: فأما قولهم: آض يئيض أيضاً؛ فهو في معنى رجع؛ يقال: آض فلان إلى أهله أي رجَع إليهم. ومنه قولهم: فعلت كذا وكذا أيضاً أي رجعت إليه.

فأصل الأيض هو العود، لذا عندما نقول: وقد فعل هذا أيضاً؛ أي فعله معاوداً له وراجعاً إليه.

-قال الخليل بن أحمد الفراهيدي: ويقال افعل هذا أيضاً؛ أي عُدْ لما مضى. وتفسير أيضاً زيادةٌ كأنه من آض يئيض؛ أي عاد يعود.

ومثله عندما نقول: افعل ذلك أيضاً؛ أي افعل ذلك معاوداً له أو تكراراً وذلك بالرجوع إلى الأمر وإعادته.

-قال الليث: الأيض صيرورة الشيء شيئاً غيره. وآض كذا أي صار.

فالصيرورة والعَود متقاربان في المعنى، نقول: صار الفقير غنياً، وعاد الفقير غنياً.

-قال ابن منظور: فإذا قلت أيضاً؛ تقول أعد لي ما مضى؛ قال: وتفسير أيضاً زيادة.

جاء في حديث سَمُرَةَ في الكسوف: إن الشمس اسودت حتى آضت كأنها تَنُّومة.

قال أبو عبيد: آضت أي صارت ورجعت؛ وأنشد قول كعب يذكر أرضاً قطعها:

قَطَعت إذا ما الآلُ آضَ كأنه … سُيوفٌ تَنَحَّى تارةً ثُمَّ تلتقي

إعراب أيضاً

الآن بعد أن عرفنا معنى أيضاً بات من السهل علينا أن نعربها؛ لأن الإعراب فرع المعنى، فإذا لم نعرف المعنى لم نعرف الإعراب.

مثال: ارجعْ إلى أولِ البحثِ أيضاً.

في إعراب أيضاً وجهان:

١ –مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره إضْ أيضاً؛ أي كَرِّرْ تكراراً، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهذا هو الوجه الأقوى.

٢ –حال منصوبة بالفتحة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة، وفي هذا الوجه قد حذف العامل في الحال وصاحب الحال. والتقدير: أخبر أيضاً أو تكلم أيضاً.

المصادر والمراجع

  • تاج العروس لمرتضى الزبيدي: ١٨/ ٢٣٥.
  • جمهرة اللغة لابن دريد: ١/ ٥٨.
  • العين للخليل بن أحمد الفراهيدي: ٧/ ٧٦.
  • لسان العرب لابن منظور: ٧/ ١١٦.
  • المعجم المفصل في الإعراب لطاهر الخطيب: ١٠٤ -١٠٥.

زر الذهاب إلى الأعلى