الجعبة بفتح الجيم لا بضمها
من الأخطاء الشائعة في التي نقع فيها هو لفظ بعض الكلمات ليس كما تقتضيه لغتنا الفصحى، ومن
ذلك لفظ كلمة الجعبة، فأغلب الناس يلفظونها بضم الجيم، والصحيح هو فتح الجيم، وإليكم السبب.
الجعبة بفتح الجيم لا بضمها
-الجَعبةُ لا الجُعبةُ.
قلْ: ليسَ في جَعْبَتِهِ شيءٌ.
ولا تقلْ: ليسَ في جُعْبَتِهِ شيءٌ.
السّببُ: لأنَّهُ لمْ يَرِدْ في كلامِ العربِ ولا معاجمِهِمْ لفظُ الجُعْبَةِ بضمِّ الجيمِ بلْ بالفتحِ.
جاءَ في الحديثِ بسندٍ صحيحٍ: «حَتَّى السَّهْمُ يَأْخُذُهُ أَحَدُكُمْ مِنْ جَعْبَتِهِ فَلَيْسَ بِأَحَقَّ بِهِ مِنْ أَحَدٍ».
-قالَ الشَّاعرُ:
أَبْصَرْتُ ثَمَّ جَامِعاً قَدْ هَرَّا … وَنَشَرَ الْجَعْبَةَ وَازْمَهَرَّا
وَكَانَ مِثْلَ النَّارِ أَوْ أَحَرّاً
-ويُقالُ ما في الجَعْبةِ إلَّا سهمُ هِزَاعٍ؛ أي وحدَهُ.
والجَعبةُ: هيَ وعاءُ السِّهامِ، وهيَ كِنانةُ النُّشَّابِ. والجمعُ جِعابٌ.
قالَ ابنُ شُمَيلٍ: الجَعْبةُ: المستديرةُ الواسعةُ الَّتي على فمِهَا طبقٌ مِنْ فَوْقهَا.
وقالَ: وأمَّا الجَعبةُ فَفِي أعلاهَا اتِّساعٌ وفي أسفلِهَا تبنيقٌ ويُفرَّجُ أعلاهَا لئلَّا ينتكثَ ريشُ السِّهامِ؛ لأنَّهَا تُكَبُّ في الجَعبةِ كَبّاً، فظُباتُهَا في أسفلِهَا، ويُفَلطَحُ أعلاهَا مِنْ قِبَلِ الرِّيشِ، وكلاهُمَا مِنْ شقيقتينِ مِنْ خَشَبٍ.
وقدْ تُطْلَقُ الجَعْبَةُ على أكبرِ أواني الشُّربِ.
وأصلُ الجَعْبِ الجمعُ يُقالُ: جَعَبْتُ الشَّيءَ جَعْباً؛ إذا جَمَعْتُهُ، وإنَّمَا يُومَأُ بِهِ إلى الشَّيءِ اليَسِيرِ.
وقدْ وردَ الجُعْبُ بالضَّمِّ: وهوَ مَا خَرَجَ مِنْ تَحْتِ السُّرَّةِ إلى القُحْقُحِ، والقُحْقُحُ هوَ العظمُ المحيطُ بالدُّبُرِ.