العروض

الزحاف أنواعه وفروعه

لقد وقّع الخليل بن أحمد الفراهيدي موسيقا الشعر العربي على بضع تفعيلات (أجزاء)، فكيف تم له استنباط خمسة عشر بحراً من هذه النغمات المحدودة؟

إن في تفعيلات الخليل مرونةً طيعة وقدرة على التغير، ولهذا بتغيير طفيف ينشأ من التفعيلة الأصلية إيقاعٌ جديد يغني أوزان الشعر العربي، ويسمى التغيير الطارئ زِحافاً أو علة، فما الزحاف؟

تعريف الزحاف

الزحاف في اللغة من الزحف، وهو الانتقال والمشي، وفي العروض أن يسقط بين الحرفين حرف، فيزحفَ أحدهما إلى الآخر، أو هو تغيير يلحق بثواني الأسباب، لكنه تغيير غير ملتزم؛ إذا أورده الشاعر في بيت لم يلتزمه في الأبيات الأخرى، ففي بيتي زهير التاليين من البحر الطويل:

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش … ثمانين حولاً لا أبا لك يسأمِ

رأيت المنايا خبط عشواء من تصب … تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم

جاء الجزء الأول من صدر البيت (سئمت) على (فعول //o/)، وأصله (فعولن //o/ o)، والزحاف أصاب السبب الخفيف فأسقط نونه، ويسمى هذا النوع من الزحاف قبضاً، غير أن (فعولن) في البيت الثاني لم يصبها القبض: رأيتل / طعشوا / تمتهو / يعمر).

قال ابن عبد ربه: «اعلم أن الزحاف زحافان؛ فزحافٌ يُسْقِطُ ثاني السبب الخفيف، وزحاف يُسَكِّنُ ثاني السبب الثقيل، وربما أسقطه، ولا يدخل الزحاف في شيء من الأوتاد، وإنما يدخل في الأسباب خاصة».

أنواع الزحاف

أشار المشتغلون بالعروض إلى ضربين من الزحاف:

أ –زحاف مفرد: وهو الذي يصيب سبباً واحداً من الجزء.

ب –زحاف مركب أو مزدوج: وهو الذي يلحق بسببين من الجزء الواحد.

وأعطوا كل فرع من فروع الزحاف المفرد والمركب اسماً يوسَم به.

فروع الزحاف المفرد

للزحاف المفرد ثمانية فروع هي:

الخبن، والإضمار، والوقص، والطي، والقبض، والعَصْب، والعَقْل، والكف.

١ –المخبون: ما ذهب ثانيه الساكن، مثل: فَعِلن، وأصله: فاعلن.

٢ –المضمر: ما سُكِّنَ ثانيه المتحرك، مثل: متْفاعلن بسكون التاء، وأصله: متَفاعلن بتحريكها.

٣ –الموقوص: ما ذهب ثانيه المتحرك، مثل: مفاعلن، وأصله: متفاعلن.

٤ –المطويُّ: ما ذهب رابعه الساكن، مثل: مستعلن، وأصله: مستفعلن.

٥ –المقبوض: ما ذهب خامسه الساكن، مثل: فعول، وأصله: فعولن.

٦ –المعصوب: ما سُكِّنَ خامسه المتحرك، مثل: مفاعلْتن بسكون اللام، وأصله: مفاعلَتن بتحريكها.

٧ –المعقول: ما ذهب خامسه المتحرك، مثل: مفاعلن، وأصله: مفاعلتن.

٨ –المكفوف: ما ذهب سابعه الساكن، مثل: مفاعيل، وأصله: مفاعيلن.

فروع الزحاف المركب

للزحاف المركب أربعة أضرب، وهي: الخبل، والخزل، والشكل، والنقص.

١ –المخبول: ما ذهب ثانيه ورابعه الساكنان، مثل: متعلن أو فعلتن، وأصله: مستفعلن.

٢ –المخزول: ما سُكِّنَ ثانيه وذهب رابعه الساكن، مثل: متْفعلن أو مفْتعلن، وأصله: متفاعلن.

٣ –المنقوص: ما سُكِّنَ خامسه وذهب سابعه الساكن، مثل: مفاعلْتُ أو مفاعيلُ، وأصله: مفاعلتن.

٤ –المشكول: ما ذهب ثانيه وسابعه الساكنان، مثل: فعِلات، والأصل: فاعلاتن.

ومن الواضح أن الزحاف المركب لا يصيب إلا الأجزاء الخماسية، ومن الواضح كذلك أن الزحاف المركب زحافان مفردان؛ فالخبل: خبن وطي، والخزل: إضمار وطي، والشكل: خبن وكف، والنقص: عصب وكف.

قمنا بتلخيص هذا الدرس من كتاب الدكتور غازي مختار طليمات، وهو موسيقا الشعر.

زر الذهاب إلى الأعلى